أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، تعقيباً على انصراف البنتاغون عن سحب حاملة الطائرات “نيميتز” وإبقائها في الخليج، أنّ “المؤسسات العسكرية والأمنية الإيرانية ترصد بدقة التحركات الأميركية في المنطقة”، قائلاً إنّ “الأعمال المشيطنة والتصرفات الأميركية لا تخفى عن أعيننا”.
غير أنه كشف أن بلاده بعثت “رسائل شفافة” إلى الولايات المتحدة عبر سويسرا راعية المصالح الأميركية في طهران، نافياً “وجود أي رسائل سرية أخرى”.
وقال خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي عبر خدمة “فيديو كونفرانس”، إنّ طهران أكدت لواشنطن أنها “تتحمل عواقب أي مغامرة”، مبلغة إياها “أننا لا نسعى إلى التوتر والصدام لكننا سنرد بكل قوة وبشكل صريح على أي تحرك ضدنا”.
كما أشار أيضاً إلى رسائل لدول خليجية “بتوخي الحذر لعدم الوقوع في الفخ الأميركي”، مضيفاً أن “دول الجوار تعي جيداً ما تفعله أميركا في المنطقة من مؤامرات”.
وتعليقاً على تصريحات جاك سوليفان الذي رشحه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتولي منصب مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المقبلة، حول ضرورة إخضاع البرنامج الصاروخي الإيراني للتفاوض، شدد خطيب زادة على أنه “لم ولن نجري أي تفاوض في أي وقت حول قدراتنا الدفاعية”.
وأكد خطيب زادة أنّ إيران “جاهزة لجميع السيناريوهات، سواء تلك الاستعراضية أو تلك التي يقومون بها سراً. فنحن مطمئنون من ردنا”، معرباً عن أمله في ألا تقوم الإدارة الأميركية الراهنة بـ”إثارة توترات في الأيام المقبلة لترك تركة مشؤومة تتحمل الأجيال الأميركية المقبلة عواقبها”.
وبشأن تصريحات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والتي اعتبر فيها أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي من دون تغيير إيران سلوكها تشكل تهديداً لدول المنطقة، علق المتحدث الإيراني عليها داعياً المراقبين ووسائل الإعلام إلى “إعطاء الأهمية لمواقف المسؤولين السياسيين لبعض المنظمات والمؤسسات بقدر وزنها”، في تقليل واضح لأهمية الجامعة العربية. وخاطب أبو الغيط، قائلاً إن “هؤلاء من الأفضل أن ينتبهوا إلى التطبيع بين أعداء العالم الإسلامي والكيان الصهيوني”.
وتعليقاً على دعوات سعودية للانضمام إلى المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن في عهد الإدارة الأميركية المقبلة، قال خطيب زادة إن “المنطقة ستشهد أياماً أفضل إذا ما توصلت السعودية إلى نتيجة أن تخوض مساراً مباشراً للحوار معنا ومع المنطقة وتعود إلى حضن المنطقة وتتخلى عن شراء الأمن من خارجها”. وأكد أن “السعودية دولة مهمة وهناك إمكانية لنعيد بناء علاقاتنا إذا ما عاد الحكام السعوديون عن مسارهم وسلوكهم”.
وفي معرض الرد على سؤال عما إذا كانت طهران قد حولت العراق إلى ساحة لتسوية الحسابات مع واشنطن، أكد المتحدث الإيراني أن سياسة بلاده تجاه دول الجوار تعتمد على “الاحترام”، مديناً “التدخلات الأميركية في المنطقة”.
وشدد على أنّ طهران تسعى إلى “تحويل الحروب والمغامرات الأميركية في ساحات الجوار إلى الأمن المستدام”، مشيراً إلى وجود قواعد أميركية في دول الجوار، وقال إن “أميركا لها قواعد عدة في العراق وتحتل عبر قواتها العسكرية أجزاء من العراق واغتالت اللواء سليماني على الأراضي العراقية”.
وحول امتناع العراق ودول جوار أخرى لإيران عن التصويت لصالح مشروع قرار أميركي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لإحياء لجنة العقوبات الأممية ضد طهران، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن طهران “أبلغت هذه الدول عن انزعاجها” من هذا التصرف. وأضاف أنّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي “أعلن أنهم يتابعون الموضوع”.
وكانت طهران تنتظر أن تصوت دول الجوار ضد مشروع القرار الأميركي الذي فشلت واشنطن في تمريره بعد رفضه من قبل 110 دول وامتناع 32 دولة عن التصويت، بما فيها العراق وقطر والكويت وعُمان، وتصويت السعودية والبحرين لصالح المشروع. وكانت تركيا وأذربيجان، الدولتان الجارتان لإيران، قد صوتتا ضد المشروع.
العربي الجديد