“شاورما الثأر” عنوان فعاليات الانتقام لمقتل سليماني في العراق

“شاورما الثأر” عنوان فعاليات الانتقام لمقتل سليماني في العراق

فعاليات الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني تثير السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، إذ لم ترتق إلى مستوى التهديدات، كما يقول ساخرون.

بغداد – أثار توزيع سندويتشات شاورما في مكان مقتل قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني في شارع مطار بغداد سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق تردد صداها في الولايات المتحدة وإيران.

وأطلق العراقيون عدة هاشتاغات ساخرة أبرزها “يوم الكباب العالمي” فيما تداول آخرون عبارة “شاورما الثأر”.

وأغلق المئات من أنصار الحشد الشعبي والميليشيات الشيعية في العراق طريق مطار بغداد الدولي، الذي يعتبر طريقا حيويا، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، في غارة للقوات الأميركية 3 يناير 2020.

وكان لافتا نصب مواكب لطبخ الطعام، وإلقاء القصائد الشعرية، على نفس الطريقة التي تقام بها المواكب الحسينية. وسبق أن كشف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العراق سعي هيئة الحشد الشعبي في العراق، لانتزاع عشرين دونمًا (الدونم الواحد يعادل 2500 متر مربع) من أرض مطار بغداد لإقامة “ضريح” لسليماني.

وانتشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر نصب سيخ شاورما في مكان مقتل سليماني وتوزيعه على المتجمعين، وقال مغردون إن “الميليشيات العراقية الإيرانية توزع شاورما في حفل أقيم على طريق مطار بغداد في ذكرى مقتل سليماني”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بدا أن الجيوش الإلكترونية مستنفرة ومهمتها الأساسية الترويج لهاشتاغ #قاسم_سليماني الذي يضج بصوره مبتسما وضاحكا. وسبق للهاشتاغ أن انتشر نوفمبر الماضي بمناسبة مرور 44 أسبوعا على اغتياله.

والهاشتاغ ضمن خطة إلكترونية محكمة لتصوير سليماني، مهندس انتشار الفساد والطائفية بالعراق، في صورة بطل ضمن المخيال الشعبي العراقي خاصة بين الشباب الذين يستخدمون مواقع التوصل بكثافة وتمثل نسبتهم أكثر من 60 في المئة من العراقيين.

ويبدو أن الجيوش الإلكترونية من منطلق معرفتها بنفسية المجتمع العراقي ومكامن تأثره تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات عاطفية لتغييب العقل العراقي.

ومن طريقة كتابة المنشورات وعرضها يبدو أن محترفين يقفون وراءها. وقد كان لافتا إضفاء الصبغة القدسية على سليماني “البشري”. وهذا الخطاب مألوف في العراق أين يكثر الدجل باسم الدين لتغييب وعي الشعب؛ لأن الشعب المغيب وعيه سهل القيادة.

وتتصاعد تهديدات إيران بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال سليماني، زاعمة أن الانتقام قادم لا محالة. وقال سفير إيران لدى العراق إيرج مسجدي، إن طهران تحتفظ بحقها في الانتقام من الولايات المتحدة لاغتيالها سليماني. وسخر مغردون قائلين إن التوتر الأميركي الإيراني “كلامي كالعادة”. وغرد النائب فائق الشيخ علي:

وبالإضافة إلى الشاورما، وزعت الميليشيات “تمن وقيمة”؛ وهي أكلة عراقية شعبية تعني الرز مع الحساء المدقوق بالحمص واللحم وتقدم عادة أيام عاشوراء.

“ماعون تمن وقيمة ولفة كص” هذا رد العشاء أما رد الصباح فـ”شوربة عدس” وهذا هو الثأر لسليماني #يوم_الكباب_العالمي

وتداول مستخدمون لمنصة تويتر صورا ومقاطع فيديو لما قيل إنه تظاهرات لعناصر من الميليشيات العراقية الموالية لطهران، بالقرب من مطار بغداد الدولي.

وفي محاكاة لموكب جنائزي، انضم العشرات مساء السبت إلى مسيرة على الطريق السريع المؤدي إلى مطار بغداد، لإحياء الذكرى. ورفع المشاركون في المسيرة صور سليماني والمهندس وأشعلوا الشموع، في حين تجمع آخرون في محيط مكان العملية، حيث ما زالت آثار الشظايا ظاهرة على الإسفلت والجدران.

وحولت الميليشيات في وقت سابق موقع اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على طريق مطار بغداد الدولي إلى “حائط مبكى” بعدما أحاطته بسياج من الزجاج.

والأحد، توافد عدد كبير من أنصار الميليشيات الشيعية إلى ساحة التحرير (وسط العاصمة العراقية بغداد)، للمشاركة في إحياء الذكرى الأولى لمقتل سليماني.

وحشد أنصار الميليشيات للتجمع ضمن هاشتاغ #الأحد_في_التحرير.

وكتب إعلامي ساخرا:

وغرد الإعلامي العراقي شاهو القرة داغي:

يدعون إلى تظاهرات في ساحة التحرير للتعبير عن التضامن مع قاسم سليماني في ذكرى مقتله. ولكن لا أحد يدعو للتوجه إلى السفارة الأميركية و الاعتصام أمامها كما فعلوا العام الماضي! يبدو أنهم حفظوا الدرس جيّدا ولن يكرروا أخطاء الماضي.

العرب