قادة دول الخليج يوقعون على البيان الختامي لقمة العلا

قادة دول الخليج يوقعون على البيان الختامي لقمة العلا

الرياض – وقع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء، على البيان الختامي للقمة الخليجية رقم 41، التي استضافتها مدينة العلا السعودية.

وناقشت القمة ملفات التعاون الخليجي، والشراكات الاستراتيجية الإقليمية والدولية، وملف إيران وبرنامجها النووي، فضلاً عن ملفات أخرى.

ويأتي انعقاد قمة “العلا”، غداة إعلان الكويت توصل السعودية وقطر إلى اتفاق بإعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين البلدين، إضافة إلى معالجة تداعيات الأزمة الخليجية.

وقال الأمير محمد بن سلمان إن “هذه الجهود أدت للوصول إلى اتفاق بيان العلا في هذه القمة، الذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها”.

وأضاف ولي العهد السعودي “نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة”.

وهنأ أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، قادة الخليج بالتوصل إلى اتفاق العلا، واصفا إياه بـ”الإنجاز التاريخي”.

جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في القمة الخليجية الـ41، المنعقدة في مدينة العلا السعودية بحضور أمير قطر.

وقال أمير الكويت “أتقدم لكم جميعا بالتهنئة على ما تحقق لنا من إنجاز تاريخي في إعلان اليوم عن توصلنا إلى التوقيع على اتفاق العلا”.

وثمن جهود قادة الخليج والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، لبذل الجهود المخلصة الداعمة للاتفاق الخليجي، وتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال وطموحات.

وتابع “أثمن حرص قادة دول الخليج ومصر على بذل المزيد من الجهود لتحقيق كل ما فيه الخير لشعوبنا”.

ووقع وزير الخارجية المصري سامح شكري، على “بيان العلا” أثناء مشاركته في القمة الخليجية.

وقال بيان للخارجية المصرية إن شكري غادر السعودية، عائداً إلى مصر بعد المشاركة في القمة والتوقيع على “بيان العلا”.

وأضاف البيان “يأتي هذا في إطار الحرص المصري الدائم على التضامن بين دول الرباعي العربي، وتوجههم نحو تكاتف الصف وإزالة أي شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم”.

وأكد البيان على “حتمية البناء على هذه الخطوة الهامة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة انطلاقًا من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل في الشئون الداخلية للدول العربية”.

واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قادة الخليج الذين توافدوا تباعا لحضور أشغال القمة التي يُرجح أن تشهد تحقيق مصالحة مأمولة منذ عام 2017.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بن سلمان تأكيده أن القمة ستكون “جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار”، مشيرا إلى ضرورة “لمّ الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا”.

ولقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبالا حارا لدى وصوله وكان في استقباله ولي العهد السعودي الذي عانقه عند نزوله من الطائرة، وفق نقل مباشر لمحطات التلفزة.

وترأس الوفد الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات “وام” الثلاثاء أن الوفد يضم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران، ومحمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، والدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعلي الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني.

وكان في استقبال الوفد الإماراتي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، والسفير الإماراتي لدى السعودية الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان.

ووصل أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي يترأس وفد بلاده إلى العلا، للمشاركة في القمة، ضمن المساعي التي قادها لتحقيق المصالحة، وهي أول زيارة خارجية له منذ توليه مقاليد الحكم في 30 سبتمبر الماضي.

وأعلنت البحرين أن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أناب نجله ولي العهد الأمير سلمان ليترأس وفد بلاده بالقمة الخليجية.

ويضم الوفد الرسمي البحريني وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، والشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء يترأس وفد السلطنة، نيابة عن السلطان هيثم بن طارق.

ووصل فهد بن محمود إلى محافظة العلا حيث استقبله أيضا ولي العهد السعودي.

ووصل وزير الخارجية المصري سامح شكري أيضا إلى العلا للمشاركة في الاجتماع، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية على حسابها على تويتر، علما أن مصر لا تشكل جزءا من مجلس التعاون الذي يضم ست دول، هي بالإضافة إلى السعودية والبحرين والإمارات وقطر، الكويت وسلطنة عمان اللتان بقيتا على الحياد خلال الأزمة.

كما وصل إلى العلا مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر.

وأعلن مسؤول أميركي مساء الاثنين أنّه سيتم توقيع اتفاق لإنهاء الأزمة الثلاثاء في السعودية بحضور كوشنر.

وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه “سيجتمع قادة مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر لتوقيع اتفاق يضع حدّا للحصار وكذلك للإجراءات القضائية بحق قطر”.

وجاء إعلان فتح المجال الجوي والحدود البرية والبحرية بين قطر والسعودية الاثنين من الكويت التي تقوم بوساطة في الأزمة منذ بدئها، على أن يدخل حيز التنفيذ مساء الاثنين.

واتّخذت الدول الأربع إجراءات لمقاطعة قطر، بينها إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، ومنع التعاملات التجارية مع الإمارة ووقف دخول القطريين أراضيها.

ويقول الأستاذ الجامعي المساعد في جامعة الكويت بدر السيف “بدأت إجراءات بناء الثقة على ما يبدو بين السعودية وقطر، ولكن الآخرين سينضمون لاحقا”.

ويضيف “أي خطوة في اتجاه المصالحة أفضل من عدم حصول أي خطوة على الإطلاق”، معتبرا أن “مجلس التعاون الخليجي يتطلب انطلاقة جديدة ويمكن أن يقدم أكثر بكثير مما عنده”.

العرب