بغداد – هدد متظاهرون في محافظة ذي قار، جنوبي العراق، بـ”تصعيد غير مسبوق لاحتجاجاتهم”، إذا لم يتم الإفراج عن محتجين اعتقلوا خلال الأيام الماضية.
وتشهد مدينة الناصرية عاصمة ذي قار الواقعة على بعد 300 كلم جنوب بغداد، منذ الخميس الماضي، احتجاجات على خلفية اعتقال نشطاء في الحراك، تخللتها أعمال عنف تسببت في مقتل أحد رجال الأمن وإصابة آخرين إضافة إلى جرح متظاهرين.
وقال المتظاهرون إن “الحكومة لم تف بتعهداتها الخاصة بإرساء الاستقرار في الناصرية، بل زادت النار حطبا فكانت ضد شعبها وعونا للفاسدين”، في إشارة إلى اعتقال المتظاهرين وقمعهم.
واشترطوا، في بيانهم، لوقف الاحتجاجات إطلاق السلطات سراح جميع المتظاهرين وإسقاط “التهم الكيدية” عنهم ووقف حملات ملاحقة الناشطين في الحراك.
وأضافوا “إذا حصل عكس ذلك، فإننا على أتم الجهوزية والاستعداد للتصعيد بقوة أكبر لم تشهدها الحكومة من قبل”.
وجاء التصعيد بعد مقتل شرطي وإصابة 33 آخرين، في مواجهات بين قوات أمنية ومتظاهرين، بحسب ما أفادت به خلية الإعلام الأمني العراقية.
وتجددت التظاهرات مساء الأحد في بغداد ومحافظات جنوبية منها النجف والديوانية، تضامنا مع متظاهري ذي قار.
وقال مصدر أمني في شرطة الناصرية الأحد إن السلطات أفرجت عن 13 متظاهرا، على أن يجري الإفراج عن البقية لاحقا بعد انتهاء التحقيق معهم.
واندلعت التظاهرات مجددا في المدينة بعد “موجة اعتقالات” قامت بها القوات الأمنية مستهدفة ناشطين في تظاهرات المحافظة.
وقال الناشطون إن الاعتقالات تزامنت مع تفجير منازل عدد من الناشطين، واتهموا الميليشيات بالمسؤولية عن ذلك.
وأكد شهود أنه في مواجهة متظاهرين قام بعضهم برشق الحجارة، وعمدت قوات الأمن إلى فتح النار لتفريق المتظاهرين الذين عادوا مجددا إلى ساحة الحبوبي، مركز تظاهرات أكتوبر؛ الحراك الاجتماعي غير المسبوق الذي أطلق في أكتوبر 2019 في مختلف أنحاء العراق.
وكانت خيم الاعتصام التي نصبت آنذاك في الساحة أزيلت في أواخر نوفمبر الماضي، حين قتل 8 أشخاص في مواجهات بين متظاهرين مناهضين للسلطة وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى إدارة الملف الأمني في محافظة ذي قار.
وقالت في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في فيسبوك إنها وثقت حالتي اغتيال واعتقال أكثر من 30 شخصا بينهم صحافي.
وأكدت المفوضية “حق المواطن في حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي”، ومع ذلك دعت إلى التهدئة وضبط النفس وتغليب لغة الحوار.
ومنذ خفوت حركة الاحتجاج في 2020 مع انتشار وباء كوفيد – 19 وقمع أوقع حوالي 600 قتيل و30 ألف جريح، تواصلت عمليات الخطف والاغتيالات والتوقيفات بحق شخصيات من الحركة.
ويطالب المتظاهرون، إلى جانب التصدي لفساد الطبقة السياسية، بوظائف وخدمات عامة، فيما يغرق العراق في أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها منذ سنوات.
العرب