قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن على وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التحقق من الواقع ليرى أن واشنطن هي التي انتهكت الاتفاق النووي، وذلك بعد تصريح لبلينكن اشترط فيه وفاء طهران بالتزاماتها للعودة إلى الاتفاق.
وشدد ظريف -اليوم الخميس- على أن انتهاك واشنطن للاتفاق النووي وما وصفه بإرهابها الاقتصادي ضد الإيرانيين، يفرض عليها القيام بالخطوة الأولى.
وقال إن على وزير الخارجية الأميركي الجديد ألا ينسى فشل سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وضغوطه القصوى.
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة قبل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن رئيسا للبلاد، خلفا للرئيس دونالد ترامب الذي اتبع سياسة الضغط على طهران، من خلال انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض العقوبات الاقتصادية وتبادل التصريحات النارية بين البلدين.
مطالب واشنطن
وفي أول مؤتمر صحفي إثر تولّيه المنصب، صرّح بلينكن -من واشنطن- أن الرئيس جو بايدن “قال بوضوح إنّه في حال عادت إيران إلى الاحترام الكامل لالتزاماتها” الواردة في اتفاق 2015، “فستفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه”.
وأضاف “لم تعد إيران تحترم التزاماتها على جبهات عدة. إذا اتّخذت هذا القرار بالعودة إلى التزاماتها فسيستغرق الأمر بعض الوقت، وثمة حاجة أيضا إلى وقت لنتمكّن من تقييم احترامها لالتزاماتها. نحن بعيدون من ذلك، هذا أقل ما يمكن قوله”.
من جهتها، تطالب طهران واشنطن برفع العقوبات التي تفرضها عليها أولا، مما ينذر بمفاوضات شاقة بين البلدين.
ويفترض أن يمنع الاتفاق إيران من تطوير قنبلة نووية، وقد وقّعته القوى الكبرى -وفي طليعتها الولايات المتحدة- في ظل رئاسة باراك أوباما، كما أيّدته الأمم المتحدة، لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا من الاتفاق عام 2018، معتبرا أنه غير كاف لكبح النشاط النووي لإيران و”أنشطتها المزعزعة للاستقرار” في الشرق الأوسط.
وأعاد ترامب -إثر ذلك- فرض عقوبات على إيران وشددها تدريجيا، وردّت طهران بالتخلي شيئا فشيئا عن التزاماتها الواردة في الاتفاق.
ووعد بايدن -الذي كان عند إبرام الاتفاق نائبا للرئيس أوباما- باستئناف الحوار والعودة إلى الاتفاق، معتبرا أن منع إيران من تطوير سلاح نووي هو الأولوية الأهم.
موقف وانتقاد
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إن طهران ليست مجبرة على تنفيذ الاتفاق النووي إذا لم تلتزم به باقي الأطراف.
وأضاف قاليباف بعد جولة في منشأة “فوردو” النووية، أن البرلمان سيسمح للحكومة أن تعود لتنفيذ الالتزامات النووية، إذا رفعت العقوبات عن البلاد، وعادت إليه باقي الأطراف.
وبيّن أن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية استطاعت أن تنتج 17 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% خلال أقل من شهر، كما أنها تواصل تركيب أجهزة الطرد المركزية، مشيرا إلى أن بلاده غير مجبرة على مواصلة تنفيذ التزاماتها النووية.
بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده واجهت حربا اقتصادية غير مسبوقة وعقوبات ومؤامرات من قبل الولايات المتحدة خلال 3 أعوام، بحسب تعبيره.
وأضاف أن الإدارة الأميركية السابقة كانت تريد أن تفرض سياساتها على البلاد، لكن الإيرانيين تخطوا تلك الضغوط وأفشلوها.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أكدت فيه ليندا غرينفيلد مرشحة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، أن الأمن الإقليمي في منطقة الخليج شهد تراجعا كبيرا منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
وأضافت غرينفيلد في جلسة استماع لتثبيتها في منصبها بمجلس الشيوخ، أنها ستحاول إيجاد سبل للعمل مع روسيا والصين، لممارسة ضغط على إيران لدفعها إلى الامتثال للقانون الدولي.
زيارة ومحادثات
في هذه الأثناء، يصل إلى إسرائيل عصر اليوم الخميس قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث ماكينزي، في زيارة عمل هي الأولى منذ تولي الرئيس جو بايدن مهام منصبه.
وسيلتقي ماكينزي برئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، كما سيجتمع بوزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل.
وتأتي الزيارة بعد تصريح كوخافي الذي قال فيه إنه أوعز إلى الجيش الإسرائيلي بإعداد خطط دقيقة للعمل عسكريا ضد إيران، واصفا العودة إلى الاتفاق النووي معها بالسيئ لإسرائيل.
ومن المتوقع أن يطلق ماكينزي خلال محادثاته في إسرائيل حوارا إستراتيجيا مع تل أبيب، بخصوص رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران.
في غضون ذلك، أعادت القيادة الوسطى الأميركية نشر صورة على تويتر نشرها الأسطول الخامس الأميركي لمدمرة وينستون تشرشل، وقالت إنها موجودة في بحر العرب.
وعلقت القيادة الوسطى على تغريدة الأسطول الخامس وصورة المدمرة بعبارة “دائما في المراقبة”.
المصدر : الجزيرة + وكالات