هل كان مقترح تغيير علم السعودية بالون اختبار تويتري

هل كان مقترح تغيير علم السعودية بالون اختبار تويتري

“إزالة السيف من العلم السعودي لعدم مناسبته العصر الحالي، ولنفي ادعاءات العنف والقتل عن الدين الحنيف” طرح جريء من كاتب سعودي يثير جدلا على تويتر الموقع الأكثر شعبية في السعودية.

الرياض- أثار مقترح لإزالة رسمة السيف أسفل عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” في العلم السعودي ضجة واسعة على موقع تويتر، رغم أن الجدل حول تغيير العلم قديم في السعودية.

وغرد الكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي على حسابه على تويتر “أقترح إزالة السيف من علمنا السعودي لعدم مناسبته أولا لعصرنا الحالي، ولعدم تواؤمه ثانيا مع قوله تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِينِ، وثالثا لنفي ادعاءات العنف والقتل عن ديننا الحنيف، علما أن العلم السعودي تغير ست مرات لم يكن في مرتين منها يحمل سيفا كما يتضح من الصور”. وأرفق التغريدة بصورة قال إنها تشرح تغير العلم السعودي على مر الزمن.

وتشهد السعودية تحولات مهمة باتجاه ترسيخ سياسة الانفتاح على جميع الأصعدة، استنادا إلى رؤية 2030. وتهدف التحولات إلى معالجة الكثير من أوجه القصور التي سادت لعقود طويلة.

وتتبع السعودية في ذلك استراتيجية لتحول شامل من خلال خطة متدرجة، حتى يمكن للمجتمع استيعاب التطورات غير المألوفة التي بدأت ترسم صورة غير تقليدية للسعودية المحافظة وتحظى باهتمام كبير عالميا. وأضاف الأحمدي في تغريدة:

وأثار المقترح جدلا واسعا ضمن هاشتاغ #العلم_السعودي. وقال مغرد:

نأخذها نقطة نقطة: 1- هل المفترض في العلم أن يكون عصريا، وما هو المناسب للعصر الحديث؟ 2- ما علاقة الآية؟ 3- هل ادعاءات العنف من صحيفة أو قناة سبب مقنع لتغيير علم دولتنا؟ وفي حال أننا غيرنا العلم فهذا اعتراف بأن علمنا كان يرمز إلى العنف والقتل.

واعتبر مغردون سعوديون أن “دولتهم دولة عادلة تهتم بالتنمية لا التوسع، ورغم وجود السيف في العلم فإنها لم تدخل في أي صراع توسعي مع دول الجوار منذ أن أنشئت وسياستها أمنية دفاعية لا عدائية”. وعلّق الأكاديمي السعودي محمد حامد الغامدي، في تغريدة، موضحا أنه ينظر إلى وجود السيف كرمز تراثي عربي عريق، وقال:

هناك أعلام لدول على مستوى العالم تضع على علمها مثل هذه الرموز الوطنية. فلماذا الهرطقة على حذفه؟ #العلم_السعودي #العلم #التعليم #الثقافة.

وكذلك هاجم الباحث والمستشار في الشؤون الأمنية محمد الهدلة، الأحمدي وغرد:

وأشار مؤسس معهد “طويزار” الدولي، زياد الشامري:

العلم_السعودي تاريخيا معروف في المحافل والمنظمات الدولية لدعم الإنسانية. والتاريخ خير شاهد.

ووضع صورة تشرح دلالات السيف على العلم. ولم يسلم الأمر من السخرية فسأل مغرد:

الخوف لو تتساءل الدول وين اختفى السيف وقتها الجواب ما راح يعجبك.

التطورات غير المألوفة بدأت ترسم صورة غير تقليدية للسعودية المحافظة

وعُرف العلم السعودي بأنه مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، ممتد من السارية إلى نهاية العلم تتوسطه الشهادتان “لا إله إلا الله محمد رسول الله” مكتوبتان بخط الثُّلُث العربي، وسيف مسلول تحتهما مواز لهما تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم.

وترسم الشهادتان والسيف باللون الأبيض، ويدل السيف على الصرامة في تطبيق العدل، بينما تدل الشهادتان على الحكم بالشريعة الإسلامية للدولة.

وجاء تصميم العلم الحالي اقتباسا من الراية التي كان يحملها حكام آل سعود حين نشرهم لدعوتهم وتوسيع مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى (1744 – 1818)، حيث كانت الراية آنذاك خضراء مشغولة من الحرير مكتوبا عليها “لا إله إلا الله”، ثم أعيد استعمالها مع نشوء المملكة مجددا عام 1932. وغرد حساب تاريخ آل سعود على تويتر:

أولا: لم يكن شعار الهلال يوما ما جزءا من علم الدول السعودية الثلاث. ثانيا: السيف الذي تقترح إزالته يرمز إلى القوة والعدل والدفاع عن دولة التوحيد وأرض قبلة المسلمين.

وكتب مغرد في نفس السياق:

ويذكر أن المراجع تؤكد أن أول علم سعودي كان “بتصميم أخضر وهلال أبيض وسطه، رفرف العلم السعودي منذ الدولة السعودية الأولى وكانت تسمى فيه إمارة الدرعية ما بين 1750 حتى 1818”. وغرد الأمير سطام بن خالد آل سعود:

السيف هو رمز للقوة والعدل وجزء أصيل في تاريخنا، فلا ننسى أن ملوكنا يرفعون السيف أثناء العرضة للتعبير عن القوة والعزة والكرامة، وشارك فيها الكثير من رؤساء العالم ورفعوا السيف، فهل هذا يعني أنهم يدعون للعنف؟ على نفس المبدأ نغير أسماءنا وتاريخنا وشعار الدولة حتى لا نتهم بالعنف كما تدعي.

وفي المقابل أثنى مغردون على الاقتراح. واقترح مغردون استبدال السيف بنخلة. وغرد أكاديمي:

ربما لو استبدل السيف بالنخلة فقد يكون أجمل، فالنخلة رمز الجزيرة العربية، فهي تعني الخير والأمن والاستقرار.

وكتب مغرد:
ولم يستبعد مغردون، من جانب آخر، أن يكون الجدل مدبرا أو أنه بالون اختبار تويتري. و“بالون الاختبار هو مصطلح سياسي، يقصد به تسريب معلومة إلى جهة إعلامية معينة (صحيفة /قناة/ مغرد!) بقصد نشرها على الرأي العام، ومعرفة موقفه وردات فعله عليها”، وهي استراتيجية متبعة في السعودية.

العرب