إسطنبول (تركيا) – عمدت السلطات التركية مساء الجمعة إلى تكذيب إيران بتسريب مشاهد من كاميرا مراقبة تظهر إلقاء القبض على دبلوماسي إيراني، لدى محاولته الهرب خارج تركيا، على خلفية حادثة اغتيال المعارض الإيراني مسعود مولوي وردنجاني في 2019، في تطور من شأنه أن يوتر العلاقات بين طهران وأنقرة.
ويظهر في التسجيلات، الدبلوماسي العامل في القنصلية الإيرانية بإسطنبول محمد رضا نصير زاده، بينما كان يحاول ختم جوازه في قسم المسافرين الدوليين بالمطار، بتاريخ 8 فبراير الجاري.
وعقب ذلك، تقوم سلطات المطار بتوقيف الدبلوماسي المذكور، وتقتاده إلى مكان بوابة المطار، ثم يتم نقله بواسطة سيارة أمنية، بحسب اللقطات.
ويأتي التسريب بعد نفى سعيد خطيب زاده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الخبر الذي نشرته صحيفة “صباح” التركية عن عملية الاعتقال.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن خطيب زاده، الجمعة، قوله إن الخبر المنشور في هذه الصحيفة “لا أساس له من الصحة”، ويستند إلى “اتهامات باطلة”، وأن “الشخص المذكور ليس موظفا في القنصلية، ونحن على تواصل مع السلطات التركية عبر القنوات الرسمية لمتابعة الموضوع وتوضيح أبعاده”.
وكان وردنجاني، المحرر المثير للجدل لموقع “الصندوق الأسود” وتطبيقه الشهير بنفس الاسم عبر تلغرام، والذي عمل لدى الحرس الثوري الإيراني قبل فراره من إيران.
وقام وردنجاني بنشر وثائق حول الفساد داخل النخبة العسكرية ومن بين عائلة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بما في ذلك نجله مجتبى، حتى اغتياله بالرصاص في أحد شوارع إسطنبول في نوفمبر 2019 ، وذلك بعد عام من وصوله إلى تركيا.
وأفادت مصادر مطلعة في وقت سابق الجمعة بأن تركيا اعتقلت مسؤولا إيرانيا يشتبه بأنه حرض على قتل معارض إيراني في اسطنبول قبل نحو 15 شهرا.
وقالت المصادر، تأكيدا لتقرير نشرته الصحيفة التركية، إنه تم اعتقال محمد رضا ناصر زاده في وقت سابق من الأسبوع الجاري للاشتباه بأنه دبر إطلاق النار على وردنجاني الذي كان ينتقد القيادة السياسية والقيادة العسكرية الإيرانية.
ويمكن أن تتسبب القضية في إلحاق الضرر بالعلاقات بين إيران وتركيا، حيث يتمتع الجاران بعلاقات تجارية ودبلوماسية قوية على الرغم من سلسلة الخلافات الإقليمية، بما في ذلك في ملف سوريا الشائك.
والعلاقات بين طهران وأنقرة مستقرة بين البلدين الذين تجمعهما حرب على المتمردين الأكراد وهما أيضا من الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب بشمال سوريا.
وسبق لتركيا أيضا أن وفرت غطاء لإيران للالتفاف على العقوبات الأميركية في القضية المتعلقة بتحويلات بنك خلق والتي تنظر فيها محكمة أميركية.
وفي العام الماضي، قال مسؤولان تركيان إن مسؤولين بالمخابرات في القنصلية الإيرانية في اسطنبول حرضوا على قتل وردنجاني. وفي الوقت نفسه أكد مسؤول أميركي بارز أيضا أن واشنطن تعتقد أن وزارة المخابرات والأمن الإيرانية ضالعة مباشرة في قتله.
وفي ديسمبر، اتهم مسؤولون أتراك السلطات الإيرانية باستهداف معارض آخر في اسطنبول عندما أعلنوا اعتقال 11 ضالعين في خطف وتهريب معارض إيراني إلى إيران، مطلوب فيما يتصل بهجوم دموي في جنوب غرب إيران.
وفي الأسبوع الماضي، حكمت محكمة في بلجيكا على دبلوماسي إيراني متهم بالتخطيط لتفجير اجتماع لجماعة معارضة في المنفى بالسجن لمدة 20 عاما، وهي أول محاكمة لمسؤول إيراني بتهمة الإرهاب في أوروبا منذ ثورة إيران عام 1979.
العرب