الحشد الشعبي يعزز انتشاره قرب أربيل في رسائل لأنقرة وواشنطن

الحشد الشعبي يعزز انتشاره قرب أربيل في رسائل لأنقرة وواشنطن

أربيل ( العراق ) – فرض الحشد الشعبي حصارا على بلدة مخمور بمحافظة نينوى في شمال العراق والمحاذية للحدود مع أربيل، وحولها إلى ثكنة عسكرية في خطوة تحمل أكثر من دلالة، لجهة التلويح التركي باجتياح يستهدف حزب العمال الكردستاني في المنطقة.

ونقل موقع “باسنيوز” عن كرمانج عبدالله مسؤول فرع مخمور في الحزب الديمقراطي الكردستاني، قوله إن “سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي تمنع منذ أيام جلب أي نوع من التموين من أربيل إلى مخمور، ما تسبب بأزمة كبيرة للسكان”، مضيفا “تواصلنا مع إدارة الموصل وتحدثنا مع المحافظ ونائبه لحل هذه المشكلة”.

ولفت عبدالله إلى أن الانتشار العسكري للحشد الشعبي تسبب بمشكلات كبيرة للمواطنين، موضحا أن الأمر الوحيد غير الطبيعي هو كل هذه القوات غير القانونية الموجودة فيه، والتي حولت مخمور إلى ثكنة عسكرية.

وأكد المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني أن “ميليشيا الحشد تمارس المضايقات بحق الأحزاب الكردية، حيث قام عناصرها بمهاجمة مقر حزب العمال الكردستاني عديد المرات، وهم ويحاولون إلحاق الأذى بالمكون الكردي بأي طريقة”.

وأشار إلى أن “مخمور باتت بلدة مدنية تخضع لهيمنة الميليشيات التي تسيطر على كافة القرارات، في المقابل لا توجد أي صلاحيات لدى الدوائر الحكومية”.

ويتعارض هذا التحرك والاتفاق بين الحكومة المركزية وأربيل الذي ينص من ضمن بنوده على انسحاب الميليشيات، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت خطوة الحشد المدعوم من إيران، تستهدف قطع الطريق على نوايا أنقرة ومحاولة فرض واقع جديد شمال العراق.

وكانت ميليشيات الحشد أكدت استعدادها لمواجهة الوجود التركي شمال العراق في حال قررت أنقرة مهاجمة جبل سنجار، بعد تهديدات تركية بتنفيذ هجمات لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.

ويأتي تعزيز الحشد لوجوده العسكري في منطقة مخمور في ظل مخاوف إيرانية جدية من تثبيث تركيا لموطئ قدم لها في المنطقة، تحت حجة محاربة عناصر حزب العمال الكردستاني، الأمر الذي دفعها على ما يبدو إلى تحريك الميليشيات الموالية لها.

وخلال السنوات الأخيرة كثّفت تركيا من تدخّلها العسكري داخل الأراضي العراقية، ووسّعت من عملياتها ضدّ حزب العمال لتشمل مناطق جديدة مثل منطقة سنجار بشمال غرب محافظة نينوى، بعد أن كانت مقتصرة على مناطق بعينها داخل إقليم كردستان العراق.

وجاء استهداف مطار أربيل، الذي يضم قاعدة عسكرية أميركية، مؤخرا في هجوم وجهت فيه أصابع الاتّهام إلى إيران والميليشيات الشيعية بالوقوف وراءه، ليعمق المخاوف من تحول الإقليم إلى مسرح لصراع ثلاثي أميركي إيراني تركي.

ويرى مراقبون أن إيران ليست الوحيدة المستفيدة من تعكير الأجواء في كردستان إزاء الوجود العسكري الأميركي، بل يشمل ذلك أيضا أنقرة التي من مصلحتها تقويض الوجود العسكري الأميركي في الإقليم، والإبقاء عليه مفتوحا أمام الجيش التركي في عملياته الآخذة في التصاعد والتوسّع باستمرار، تحت لافتة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.

العرب