قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إن ما تريده بلاده ويريده المجتمع الدولي هو عودة الولايات المتحدة إلى ما وافقت عليه عام 2015.
وأضاف في مقابلة خاصة مع برنامج من واشنطن على شاشة الجزيرة، أن واشنطن ينبغي أن تقرر ما إذا أرادت الالتزام بالاتفاق أم لا، مؤكدا أنه لا حاجة للتفاوض بشأن هذه الخطوة.
أهم بنود الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1
وقال السفير الإيراني إن بلاده انتظرت عاما كاملا في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي حتى يفي الأوروبيون بوعودهم، ولم يكن من خيار سوى اتخاذ خطوات، وأكد أن ما يذاع عن طرد طهران للمفتشين غير صحيح.
في الأثناء، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها لا تزال تنتظر رد إيران على الدعوة الأوروبية لبحث سبل العودة للاتفاق النووي، وفي حين اشترطت طهران رفع العقوبات عنها للتفاوض، اعتبرت إسرائيل أن تعليق إيران البروتوكول الإضافي الخاص بمراقبة أنشطتها النووية يجب ألا يمر دون رد.
فقد قال البيت الأبيض الأربعاء إنه ينتظر رد إيران على الدعوة الأوروبية للاجتماع الذي يفترض أن تشارك فيه الولايات المتحدة وإيران والدول الأخرى التي لا تزال منخرطة في اتفاق عام 2015.
وأضاف البيت الأبيض أن إيران لا تزال بعيدة عن التزاماتها في الاتفاق النووي. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية الأربعاء إن بلاده قبلت الدعوة الأوروبية للحوار مع إيران.
وأضاف المتحدث أن العرض مطروح على الطاولة منذ أسبوع، رافضا تحديد سقف زمني للعرض الأميركي المقدم إلى طهران.
وتابع أن بلاده ملتزمة بالتشاور بشأن إيران مع شركائها، وبينهم إسرائيل، مشيدا في الأثناء بالدور الذي قامت به سلطنة عمان في المفاوضات السابقة مع إيران.
كما قال المتحدث الأميركي إن بلاده لا تريد ربط مصير الأميركيين المحتجزين في إيران بقضية معقدة، في إشارة إلى أزمة البرنامج النووي الإيراني.
وكانت واشنطن أعلنت قبل أسبوع أنها ستقبل دعوة من الاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع مجموعة “5+1” مع إيران، لبحث العملية الدبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي، ومؤخرا اتخذت إدارة الرئيس جو بايدن خطوات باتجاه طهران شملت بالخصوص سحب طلب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.
وفي السياق نفسه، ووسط جدل محتدم بين واشنطن وطهران بشأن من يبادر بالعودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015، قال وليام بيرنز، مرشح الرئيس الأميركي لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، إنه سيكون على الولايات المتحدة بذل كل شيء لحرمان إيران من امتلاك سلاح نووي.
وأضاف خلال جلسة استماع عقدتها اليوم لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أنه لا يمكن تجاهل صواريخ إيران الباليستية أو نشاطها المزعزع للاستقرار بالمنطقة.
وفي وقت سابق، دعا المتحدث نفسه إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والعودة إلى تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي.
وقد ذكر موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري الأميركي أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستقومان بإعادة إحياء مجموعة عمل إستراتيجية بشأن إيران.
ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي أن أولوية إسرائيل القصوى في الاجتماع الأول، الذي سيعقد عبر نظام آمن للمؤتمرات عبر الفيديو، هي تقديم أحدث المعلومات الاستخبارية والبيانات حول برنامج إيران النووي، وتقييم ما إذا كانت رؤى المخابرات الأميركية والإسرائيلية متوافقة.
وقال المصدر إنه يجب وضع خط أساس استخباراتي مشترك قبل الانتقال إلى المناقشات السياسية.
ووفقا لأكسيوس، فإن مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، اقترح إحياء مجموعة العمل خلال اتصال هاتفي جرى أواخر الشهر الماضي مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
وتأسست المجموعة خلال الأيام الأولى لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وتضم كبار المسؤولين من مختلف وكالات الأمن القومي والسياسة الخارجية والاستخبارات من الجانبين.
أشكنازي تحدث عن تجاوز إيران الخطوط الحمراء التي وضعها المجتمع الدولي (رويترز)
اتهامات إسرائيلية لإيران
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، الأربعاء، إن إيران تواصل تدمير ما تبقى من رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشآتها النووية، وتواصل تحدي وتهديد الاستقرار الإقليمي، على حد تعبيره.
وأضاف أشكنازي في بيان أن “قيام إيران بإلحاق الضرر بآليات الرقابة على منشآتها النووية، وتعليق تنفيذ البروتوكول الإضافي، يعد خطوات متطرفة تتخطى جميع الخطوط الحمراء، التي وضعها المجتمع الدولي”.
واعتبر الوزير الإسرائيلي أن ما تقوم به إيران يمثل تهديدا، ويجب ألا يمر دون رد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن أمس مجددا أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وقبل ذلك حذر السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، رئيس الفرع الدولي لحزب الليكود، داني دانون، من أن تل أبيب ستنظر في مجموعة من القرارات الصعبة تجاه إيران، إذا اختار الرئيس الأميركي العودة إلى الاتفاق النووي.
في هذه الأثناء، طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني الإدارة الأميركية بالتوقف عن ممارسة ما وصفه بالإرهاب الاقتصادي ضد بلاده
وقال روحاني خلال اجتماع للحكومة اليوم، إن الكلمات الإيجابية التي صدرت عن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا ترتقي إلى حد الخطوات الإيجابية الملموسة، على حد وصفه.
وأكّد أن بلاده مستعدة للجلوس مع الإدارة الأميركية الجديدة حال تخليها عن العقوبات المفروضة على طهران، قائلا إن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن ممارسة الإرهاب الاقتصادي، في سبيل عودة طهران لإقامة محادثات بناءة مع البيت الأبيض.
وشدد على رفض بلاده لأي اشتراطات جديدة قد يفرضها بايدن للعودة للاتفاق النووي، واصفا برنامج بلاده النووي بالسلمي.
من جهته، استنكر مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في جنيف، إسماعيل بقائي، مطالبة واشنطن بانصياع إيران الكامل للاتفاق النووي، بينما تظل أميركا خارج الاتفاق، وذلك منذ انسحاب الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق عام 2018.
وفي كلمة أمام مؤتمر نزع السلاح، الذي ترعاه الأمم المتحدة بجنيف، طالب بقائي بأن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات تصحيحية قبل أن تطلب من إيران العدول عن التدابير التي اتخذتها بشأن برنامجها النووي.
وخلال المؤتمر نفسه، حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إدارة بايدن على تكثيف الجهود بشأن إعادة تفعيل الاتفاق النووي مع إيران.
وقال لافروف إن مسألتي إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني تتطلبان مقاربة بناءة من الجميع.
في هذه الأثناء، قال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية هانز بليكس، في لقاء مع الجزيرة إن وقف إيران العمل بالبروتوكول الإضافي للاتفاق النووي لا يعني خروجها منه.
واعتبر بليكس أن طهران وواشنطن ترغبان في العودة إلى الاتفاق، دون أن يكون أي منهما هو السباق للعودة.
وكانت الوكالة حذرت من أن الخطوات الإيرانية الأخيرة ستكون لها تداعيات. كما نددت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بتعليق طهران العمل بالبروتوكول الإضافي، ودعوها للتراجع عن تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
المصدر : الجزيرة + وكالات