حسان دياب يهدد بالاعتكاف إذا لم تتشكل الحكومة

حسان دياب يهدد بالاعتكاف إذا لم تتشكل الحكومة

بيروت – هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، السبت، بالامتناع عن تأدية مهام منصبه للضغط على السياسيين لتشكيل الحكومة الجديدة التي تعطلت بسبب عراقيل يضعها الرئيس ميشال عون وحليفه حزب الله أمام مساعي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

وقال دياب في كلمة “إذا كان الاعتكاف يساعد في تشكيل الحكومة فأنا جاهز للقيام به رغم أنه يخالف قناعاتي”، مشيرا إلى أن ذلك قد يعطل الدولة برمتها ويضر اللبنانيين بشدة.

وأشار إلى حادث وقع في الآونة الأخيرة في أحد متاجر بيروت حيث تشاجر المتسوقون على الحليب المجفف، متسائلا “ألا يشكل مشهد التسابق على الحليب حافزا كافيا للتعالي على الشكليات وتدوير الزوايا من أجل تشكيل الحكومة؟”.

وانتشر مقطع فيديو للشجار على وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل كثيرا من الناس مصدومين من الحالة البائسة للاقتصاد.

وقالت أوساط لبنانية إن الهدف من تلويح دياب بالاعتكاف وترك البلاد للمجهول هو الضغط على معرقلي تشكيل الحكومة، ودفعهم إلى تجاوز الحسابات الحزبية ومصالحهم مع جهات خارجية، وفتح الطريق أمام الخروج من حالة الفراغ السياسي في البلاد.

واستقالت حكومة دياب إثر انفجار بيروت في الرابع من أغسطس 2020 الذي دمر قطاعات واسعة من العاصمة بيروت. وجرى تكليف الحريري برئاسة الوزراء في أكتوبر الماضي لكنه لم ينجح بعد في تشكيل حكومة جديدة بسبب أزمة سياسية مع الرئيس ميشال عون.

وأدت الأزمة المالية التي بدأت في العام 2019 إلى فقدان وظائف وأثارت التحذيرات من تزايد الجوع وحرمت الناس من الحصول على ودائعهم المصرفية. ويمكن لمجلس الوزراء الجديد تنفيذ الإصلاحات اللازمة للحصول على مليارات الدولارات من المساعدات الدولية.

وتضرم مجموعات من المحتجين النيران بإطارات السيارات لإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد بشكل يومي منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد الثلاثاء الماضي، مما أثار غضب السكان الذين يشعرون منذ فترة طويلة بالذعر من الانهيار المالي في البلاد.

وكان انهيار الليرة اللبنانية، التي هبطت إلى عشرة آلاف مقابل الدولار الثلاثاء، هو القشة الأخيرة لكثيرين ممن شهدوا ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية مثل حفاضات الأطفال والحبوب إلى نحو ثلاثة أمثالها منذ بدء الأزمة.

وتظاهر محتجون، السبت، أمام جمعية مصارف لبنان، مطالبين بالحصول على ودائعهم، ثم توجّهوا إلى مبنى البرلمان في وسط بيروت للتعبير عن إحباطهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وقال دياب في خطابه “ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع… والحرتقات السياسية؟… لقد بلغ لبنان حافة الانفجار بعد الانهيار”.

وتابع قائلا “الظروف الاجتماعية تتفاقم، والظروف المالية تضغط بقوة، والظروف السياسية تزداد تعقيدا”.

وأضاف “البلد يواجه تحديات جسيمة لا يمكن لحكومة عادية مواجهتها من دون توافق سياسي، فكيف يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تواجه تلك التحديات؟”.

العرب