مازال لساني منعقد واصابعي ترتعد(غضباً لا خوفاً) بعد قراءتي للمقال الذي نقلته BBC صباح اليوم عن صحيفة الفايننشال تايمز
https://www.ft.com/content/cf9e58da-9225-422b-9f97-0b8d4bf1c9b1
ولفجاجة وخطورة ماورد فقد رجعت للصحيفة بنسختها الانگليزية للتأكد من دقة ما نقلته الاذاعة البريطانية.
فقد اجرت نجمه بوزورغمهر من الفايننشال تايمز، مقابلة مع محسن رضائي، الشخصية الإيرانية المحافظة والمرشح الرئاسي المحتمل. ورغم ان المقابلة مخصصة لرؤية ايران لاستئناف المحادثات حول الاتفاق النووي مع امريكا الا ان عبارة وردت فيها على لسان رضائي جعلتني العن اليوم الذي أخذت فيه عهداً على نفسي بالاحتفاظ بالهدوء والحيادية عند نقاش اي رأي مهما اختلف معي. تصريح رضائي(قائد الحرس الثوري لستة عشر سنة)وسكرتير مصلحة تشخيص النظام حالياً،لا يمكن الا ان يستفز اي شخص لديه ذرة كرامة او وطنية. واعتقد انه حتى العبيد يمكن ان يستفزهم هذا التصريح.
وهنا لا اشير الى لهجة الغرور والتعالي في قول رضائي، بان “ايران تتمتع بموقع جيوبوليتيكي مهم يجعل من الاستحالة تمرير اي موضوع في المنطقة دون موافقتها” برغم ان تنصيب ايران لنفسها كعراب المنطقة وراعيها مستفز بحد ذاته .لكن من حق اي سياسي ان يقيم قوة بلاده كما يشاء دون ان يعني ذلك صحة تقييمه. الا ان الطامة الكبرى كانت في اجابة رضائي -التي اقل ما يقال عنها انها مخزية وفاضحة-عندما سئل عن مصالح ايران الاقتصادية في العراق وسوريا فاجاب: “لا يوجد سبب لنا للمساعدة في الأمن في العراق وسوريا، ومن ثم رؤية الدول الأخرى تجني فوائد اقتصادية .. يجب أن يكون للبضائع الإيرانية الصنع تواجد قوي في المنطقة”.
هكذا وبكل(صراحة) يفصح رضائي عن سبب التدخل الايراني المزعزع للامن في العراق وسوريا. انها المصالح الاقتصادية ياسادة. انها المصالح الاقتصادية ياعبيد الآيدلوجيا! إنها مصالح إيران الأقتصادية وليست مصالح المذهب،او الدين،او المقاومة هي من تجعل ايران تديم زخم عدم الاستقرار الامني والتبرع بدم العراقيين والسوريين!! وأذا تفيهق احد المتنطعين قائلاً ان هذا التصريح لا يعني ان ايران هي من تقتل العراقيين او السوريين،فسأجيب ان اقل ما يُفهم من هذا التصريح الفج ان ايران لن (تساعد) في أمن المنطقة ما دامت مصالحها الاقتصادية غير مضمونة. أما أخطر ما يمكن ان يشير له التصريح فهو ،ان ايران تديم القتل في المنطقة كي تضمن مصالحها. وفي كِلا الحالين فان هذا التصريح يدحض القول انه لولا ايران لاحتلت داعش العراق ولما امكن لحكومة بغداد ان تحكم.
لن أطالب الحكومة او السياسيين برد فعل رسمي تجاه هذا التصريح الفج،لاني اعرف حدود حريتها في التصرف السياسي،لكني اضع هذا التصريح في وجه اتباع(الولاية) واقول لهم، لو كنت مكانكم ولا أجد من التبعية بد،فعلى الاقل اطالب (السيد) ان يضبط لسانه كي لا يفضح العبد.
منقذ داغر