بيروت – حذر التيار الوطني الحر أكبرُ كتلة مسيحية في لبنان رئيسَ الوزراء المكلف سعد الحريري السبت من تهميش الرئيس ميشال عون وكتل نيابية أخرى في المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة.
ويدور خلاف منذ أشهر بين الحريري وعون حول تشكيل الحكومة، مما يبدّد الآمال في تغيير مسار الانهيار المالي المتفاقم في لبنان.
ويصرّ فريق الرئيس عون وصهره على تشكيل حكومة تضمّ سياسيين وتتضمّن ما يسمّى بالثلث المعطّل، وذلك كي يكون في استطاعتهما إجبار الحكومة على الاستقالة ساعة يريدان ذلك.
ويقول الحريري إن التيار الوطني الحر يحاول إملاء من يشغل مقاعد مجلس الوزراء حتى يكون له حق النقض (الفيتو) على القرارات.
واتهم التيار الذي يرأسه جبران باسيل، وهو أيضا صهر عون، الحريري بمحاولة حشد غالبية من أنصاره.
وجاء في بيان للتيار الوطني الحر أن المجلس السياسي للحزب يحذر من “خطورة المنحى الإقصائي الذي ينتهجه الرئيس المكلف في تعامله مع رئيس الجمهورية ومع الكتل البرلمانية المعنية”.
ورد تيار المستقبل بزعامة الحريري بانتقاد باسيل. وقال في بيان إنه لا يفهم حقيقة أن باسيل يعتبر أن القرار السياسي للرئيس وكأنه “خاتم في إصبعه”، مستخدما هذا التعبير للإشارة إلى أنه يريد السيطرة على صنع القرار السياسي في القصر الرئاسي.
واعتبر تيار المستقبل أن أولويته ما زالت تشكيل حكومة من اختصاصيين لا ينتمون إلى أحزاب لوقف الانهيار المالي.
وجرى ترشيح الحريري السياسي السني المخضرم في أكتوبر الماضي لتشكيل حكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 200 شخص وألحق أضرارا بأجزاء كبيرة من المدينة.
وآلت اجتماعات الحريري وعون الثمانية عشر إلى الفشل، حيث يتمسك عون بشروطه متجاهلا الأوضاع الاقتصادية التي تقود لبنان نحو الإفلاس، والتحذيرات والضغوط الدولية التي تشدد على ضرورة التسريع بتشكيل الحكومة.
ويمر لبنان بأزمة مالية عميقة تشكل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وهناك حاجة إلى حكومة جديدة لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تفتح الطريق أمام الحصول على مساعدات خارجية.
واشترط صندوق النقد الدولي الجمعة الإسراع بتشكيل حكومة مقابل حصول لبنان على الدعم الدولي والإصلاح الاقتصادي. مؤكدا أن المانحين الأجانب لن يقدموا يد العون للبنان الغارق في الديون دون تشكيل حكومة جديدة
العرب