الإيثريوم.. تعرف على أكثر العملات الرقمية شعبية بعد البتكوين

الإيثريوم.. تعرف على أكثر العملات الرقمية شعبية بعد البتكوين

غالبا ما يشار إلى “الإيثريوم” (Ethereum) على أنها ثاني أكثر العملات المشفرة شعبية بعد البتكوين (Bitcoin) ولكنها على عكس أغلب العملات الافتراضية ومنها البتكوين، تهدف إلى أن تكون أكثر من مجرد وسيلة لتبادل وتخزين القيمة، عوضا عن ذلك فهي تسمي نفسها شبكة حوسبة لامركزية مبنية على تقنية “البلوك تشين” (blockchain).

خبراء اقتصاديون: العملات الرقمية المشفرة هي مستقبل العلاقات الاقتصادية الدولية
يقول الكاتبان ديفيد روديك، بنجامين كوري، في تقرير نشرته مجلة “فوربس” (Forbes) الأميركية، إنها تماما مثل كل العملات المشفرة، وتعتمد إيثريوم في عملها على شبكات البلوك تشين، وهي سلاسل كتل لا مركزية، ودفاتر حسابات عامة موزعة يتم فيها التثبت من كل التحويلات وتسجيلها.

ويتم هذا التوزيع بمعنى أن كل شخص مشارك في شبكة الإيثريوم يمتلك نسخة مطابقة من الدفتر، وهو ما يسمح للجميع بمشاهدة كل التحويلات السابقة، وهي لامركزية بمعنى أن الشبكة لا تديرها أو تتصرف فيها هيئة مركزية، بل عوضا عن ذلك تدار من طرف كل ماسكي الدفاتر الموزعة.

وتعتمد تحويلات البلوك تشين على التشفير من أجل الحفاظ على أمان الشبكة والتثبت من كل تحويل، ويستعمل الناس أجهزة الحواسيب من أجل التعدين، أي حل معادلات رياضية معقدة لتأكيد كل تحويل على الشبكة وإضافة كتل جديدة إلى البلوك تشين التي تمثل قلب هذا النظام، وتتم مكافأة المشاركين باستخدام قطع نقدية مشفرة، وهذه العملات في الإيثريوم تسمى “إيثر” (Ether).

ويمكن استخدام إيثر لشراء وبيع البضائع والخدمات، تماما كما هو الحال مع البتكوين، وقد حققت هذه العملة مكاسب سريعة في سعرها خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يجعل شراءها عملية مضاربة حقيقية، ولكن ما يجعل الإيثريوم متفردة عن غيرها أن المستخدمين يمكنهم بناء تطبيقات تعمل على البلوك تشين كما تعمل البرمجيات على الحاسوب، هذه التطبيقات يمكنها تخزين وتحويل البيانات الشخصية والتعامل مع تحويلات مالية معقدة.

وينقل الكاتب عن كين فروم مدير التعليم والتطوير في مؤسسة “إنتربرايز إيثريوم ألاينس” (Enterprise Ethereum Alliance) التي تعنى بتطوير ونشر هذه الشبكة “إيثريوم مختلفة عن البتكوين في أنها شبكة بإمكانها تنفيذ عمليات حوسبية كجزء من التعدين، هذه القدرة الحوسبية البسيطة تحول أداة تخزين القيمة ووسيلة التبادل المالي إلى محرك دولي لامركزي للحوسبة ومخزن مفتوح للبيانات التي يمكن التثبت منها”.

مشكلة الإيثريوم تتمثل في التضخم المستمر في كلفة التحويلات التي تشهد ارتفاعا قياسيا (غيتي إيميجز)
إيثر وإيثريوم
يمكنك استخدام إيثر عملة رقمية في التحويلات المالية أو استثمارا أو حتى لتخزين القيمة، أما الإيثريوم فهي شبكة البلوك تشين التي توجد فيها عملة الإيثر ويتم تبادلها فيها، ولكن كما أشرنا سابقا فإن هذه الشبكة تقدم تشكيلة متنوعة من الوظائف الأخرى.

ويمكن استخدام شبكة الإيثريوم لتخزين البيانات وتشغيل تطبيقات لامركزية، عوضا عن استضافة البرمجيات في خادم تملكه “غوغل” (Google) أو “أمازون” (Amazon)، وبالتالي تتحكم في البيانات، هذا الخيار المشفر يمنح المستخدمين السيطرة على بياناتهم ويمكنهم التصرف فيها بشكل مفتوح، ولا يوجد طرف مركزي يمكنه التحكم في كل شيء.

ولكن واحدا من أكثر استخدامات الإيثريوم إثارة للاهتمام هو عقود التنفيذ الذاتي، المسماة أيضا العقود الذكية، وتماما مثل أي عقد آخر، يقوم طرفان بإبرام اتفاق حول تقديم بضاعة أو خدمات في المستقبل، ولكن على خلاف العقود التقليدية، لا حاجة هنا للمحامين، حيث يقوم الطرفان بتشفير العقد على شبكة الإيثريوم، وعندما تكتمل الشروط المنصوص عليها في العقد، يتم بشكل آلي دفع المقابل من خلال إرسال عملة الإيثر إلى الطرف المقدم للخدمة.

استخدام الأساسي للبتكوين هو كعملة افتراضية ولتخزين القيمة، أما إيثر فإنها تقوم بنفس هذه الوظيفة، ولكن شبكة إيثريوم اللامركزية تمكن أيضا من القيام بأشياء إضافية، مثل إنشاء وتشغيل تطبيقات، وإبرام عقود ذكية والقيام بأنواع أخرى من التحويلات، وهي كلها ميزات لا تتوفر في البتكوين التي تقوم بوظائف محدودة.

كما يقوم الإيثريوم بمعالجة التحويلات بشكل أسرع، باعتبار أن الكتل الجديدة في شبكة بتكوين يتم التحقق من صحتها مرة كل 10 دقائق، أما في إيثريوم فإن الأمر يستغرق 12 ثانية فقط، إضافة إلى ذلك لا يوجد حد مفروض على عدد عملات الإيثر، أما بتكوين فإنها لن تصدر أكثر من 21 مليون قطعة.

إيثريوم مختلفة عن البتكوين في أنها شبكة بإمكانها تنفيذ عمليات حوسبية كجزء من التعدين (غيتي إيميجز)
مزايا الإيثريوم
يمكن اعتبار أن مزايا الإيثريوم باختصار تتلخص في وجود شبكة ضخمة قائمة مسبقا، تمت تجربتها والتحقق من نجاحها على مدى السنوات، باعتماد أموال بقيمة مليارات الدولارات، كما أنها توفر تشكيلة متنوعة من الوظائف، وتتميز بأن القائمين عليها يحرصون على تطويرها وتجديدها باستمرار، وهي تسمح للمستخدمين بتجنب الوسطاء مثل المحامين والبنوك والهيئات المركزية المتحكمة.

عيوب
تتمثل مشكلة الإيثريوم في التضخم المستمر في كلفة التحويلات، التي تشهد ارتفاعا قياسيا وصل إلى 23 دولارا للتحويل الواحد في فبراير/شباط 2021، كما أن هنالك احتمالا لتعرضها لمشكلة تضخم العملات المشفرة، ومالكوها قد يواجهون أحيانا صعوبة في فهمها وتعلم كيفية استخدامها، وأيضا لا يزال مستقبلها مجهولا، فهي تواصل التطور والتحسن وتحمل الكثير من الوعود، ولكن الضبابية تخيم حول مصيرها في المستقبل.

المصدر : الصحافة الأميركية