إدارة بايدن: هجمات الحوثيين هدفها إدامة الصراع

إدارة بايدن: هجمات الحوثيين هدفها إدامة الصراع

مكتب واشنطن – أدانت الولايات المتحدة في بيان رسمي صدر عن وزارة الخارجية الجمعة الماضي، الهجمات الإرهابية التي شنتها ميليشيا الحوثي المدعومة من الحرس الثوري الإيراني على أراضي السعودية مستهدفة أحد منشآتها الحيوية بمدينة جيزان وهي محطة لتوزيع المنتجات البترولية.

وأعلن الحوثيون رسميا عن قيامهم بهذه الهجمات في بيان صدر إثر الهجوم الإرهابي، الذي لا يستهدف السعودية وحسب، بل أمن الصادرات البترولية، واستقرار إمدادات الطاقة شريان الاقتصاد العالمي.

وقد جاء بيان الخارجية الأميركية مستنكراً بشدة لتلك الهجمات، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية، نيد برايس، أن “الولايات المتحدة الأميركية تنضم من جديد إلى المجتمع الدولي في إدانة الهجمات ضدّ المملكة العربية السعودية والتي استهدفت هذه المرّة منشأة نفطية في جيزان”.

ويتابع المتحدث الرسمي بالقول “ويأتي الهجوم الجديد بعد أيام قليلة من إعلان المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية عن التزامهما بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار والانخراط في محادثات سلام بقيادة الأمم المتحدة”.

وأشار البيان بوضوح، ولأول مرة منذ أن نزعت إدارة بايدن تصنيف ميليشيات الحوثي من ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، إلى أن “تصرّفات الحوثيين استفزاز واضح يهدف إلى إدامة الصراع وتعطيل إمدادات الطاقة العالمية وتهديد السكان المدنيين، كما تهدّد جهود السلام في لحظة حرجة وفي الوقت الذي يتّحد المجتمع الدولي فيه بشكل متزايد دعما لوقف إطلاق النار وإيجاد حلّ للنزاع”.

وهكذا يكون الحوثيون قد ردوا بالصواريخ والطائرات المسيرة على المبادرة التي أطلقتها الرياض مؤخراً، وتتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة وطي صفحة النزاع في اليمن بشكل نهائي. وصرّح وزير الخارجية السعودي حين إعلانه للمبادرة بالقول “نريد أن تصمت المدافع تماماً”.

إلا أنه من الجلي أن إيران ومن خلفها ميليشيات الحوثي المدعومة مباشرة من نظام الولي الفقيه في طهران لا تريد لأصوات المدافع أن تصمت، وتجاوبها مع مبادرة السلام السعودية جاء على شكل التصعيد والعنف، وهذا دليل آخر على التغوّل الذي وصلت إليه الأذرع الإيرانية في المنطقة مستهترة بالقرارات والمواقف الدولية الأميركية والأوروبية، وضاربة بعرض الحائط بأمن المنطقة على المستويين السياسي والاقتصادي، ناهيك عن أمن واستقرار العالم.

وبدأ الموقف الأميركي الرسمي لإدارة بايدن من حرب اليمن يتراجع في تغاضيه عن انتهاكات الانقلابيين الحوثيين بعد أن ثبت بالدليل القاطع عمق الهوة التي تفصل بين طلاب السلام في الرياض ومدبري الإرهاب والفوضى في صنعاء التي تخضع لسيطرة ميليشيات أنصار الله – الذراع المقاتل للحوثيين.

وستشهد الأيام القادمة تحركاً أميركيا مدعوماً بموقف أوروبي موحد للتعامل بجدّية مع انتهاكات جماعة الحوثي لجرّها إلى جادة الصواب باتجاه المبادرة السعودية وعودتها إلى طاولة المفاوضات دون شروط. هذا ناهيك عن أن الولايات المتحدة ستعمل في وقت قريب على تيسير اقتناء السعودية لصواريخ “القبة الحديدية” المتقدمةِ لحماية أجواء الخليج.

العرب