تعقد لجنة العمل المشتركة للاتفاق النووي اجتماعا في فيينا اليوم الثلاثاء برعاية الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة لأول مرة منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وهو ما وصف بالخطوة المتقدمة لإحياء الدبلوماسية في هذا الملف.
وقال مراسل الجزيرة عبد الله الشامي من قصر كوبرغ في فيينا، حيث مقرّ الاجتماع، إن الولايات المتحدة ممثلة بوفد يرأسه روب مالي المبعوث الخاص بالشأن الإيراني، أما إيران فيمثلها وفد برئاسة عباس عراقجي نائب وزير الخارجية، الذي وصل إلى العاصمة النمساوية مساء أمس الا
وليس مقررا عقد أي مباحثات مباشرة بين الجانبين الأميركي والإيراني، إذ تؤكد طهران أنها لن تخوض أي حوار مع واشنطن قبل أن ترفع العقوبات عنها كليا.
ويعقد الاجتماع على مستوى نواب وزراء الخارجية لكل من روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا فضلا عن الولايات المتحدة. وعلى جدول أعماله عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ورفع العقوبات عن إيران وتراجعها عن الإجراءات التي اتخذتها لخفض التزاماتها النووية.
وفي طهران، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، في إفادة صحفية صباح اليوم، إن بلاده تلقّت مقترحات عدة بشأن رفع العقوبات الأميركية عبر مجموعة “4+1” (الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).
وشدد ربيعي على ضرورة أن تعود واشنطن إلى الاتفاق النووي قبل طرح أي مقترح للتفاوض مع طهران، وأكد أن بلاده مستعدة للعودة إلى كل التزاماتها النووية إذا رفعت الولايات المتحدة جميع العقوبات، واستبعد في الوقت نفسه إجراء أي شكل من التفاوض بين الوفدين الإيراني والأميركي في فيينا.
وذكر المتحدث الإيراني أن موقف المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني روبرت مالي الذي يرى ضرورة رفع العقوبات، “إيجابي لإصلاح المسار الدبلوماسي”.
لكنه صرح قائلا “لسنا متفائلين ولا متشائمين بشأن نتيجة هذا الاجتماع الآن، لكننا على ثقة بأننا على المسار الصحيح. وإذا أثبتت أميركا أن لديها الإرادة والجدّية والصدق، فقد يكون ذلك مؤشرا إيجابيا لمستقبل أفضل لهذا الاتفاق وتطبيقه بالكامل في نهاية المطاف”.
وفي الأثناء، أعلن المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن بلاده بدأت مرحلة الاختبار الميكانيكي لأجهزة طرد مركزي متطورة من طراز “آي آر 9” (IR9).
وقال المتحدث إن هذه الأجهزة حديثة جدا، وصنعت محليا وفق ما وصفها بالمعايير المعتمدة.
وفي الفترة الماضية شرعت إيران في زيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة، ضمن خطوات لخفض التزاماتها في الاتفاق النووي، ردًّا على العقوبات الأميركية التي فرضت عليها منذ انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018.
في المقابل، وصفت الولايات المتحدة اجتماع فيينا بأنه خطوة إلى الأمام، لكنها لا تتوقع حدوث انفراجة سريعة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس الاثنين، في ردّه على سؤال للجزيرة “لا نقلل من حجم التحديات ولا نتوقع انفراجات فورية، لأن هذه المناقشات ستكون صعبة كما هو متوقع، لكننا نعتقد أن المحادثات مع إيران عبر شركائنا خطوة صحيحة وخطوة إلى الأمام”.
المصدر : الجزيرة + وكالات