نيوزويك: إسرائيل تواجه ضغوطا للاقتداء ببايدن والاعتراف “بالإبادة الجماعية” للأرمن

نيوزويك: إسرائيل تواجه ضغوطا للاقتداء ببايدن والاعتراف “بالإبادة الجماعية” للأرمن

قالت مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطا متزايدة لتجاهل الاحتجاجات التركية والاقتداء بما أقدمت عليه إدارة الرئيس جو بايدن من خلال الاعتراف بأحداث عام 1915 الدامية على أنها “إبادة جماعية” بحق الأرمن.

وقد جعل اعتراف بايدن “التاريخي” بتلك الأحداث على أنها “إبادة جماعية” الولايات المتحدة الدولة الـ30 في العالم التي تقدم على هذه الخطوة لوصف أعمال القتل والتهجير التي يقدر مؤرخون أنها أودت بحياة نحو مليون أرميني ومئات الآلاف من الأقليات الأخرى على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

فيما تقول تركيا -وريثة الإمبراطورية العثمانية في العصر الحديث- إن حوالي 300 ألف أرميني لقوا حتفهم في تلك الفترة نتيجة للحرب الأهلية والاضطرابات الداخلية التي أدت إلى انهيار الحكم العثماني، وإنه بالإضافة للأرمن المسيحيين فإن العديد من الأتراك المسلمين لقوا أيضا مصرعهم.

وترى المجلة أنه على الرغم من “صلاتها العميقة” بأحداث القتل التي تعرض لها أكثر من 6 ملايين يهودي وأقليات أخرى في ما تعرف بـ”المحرقة اليهودية” أو “الهولوكوست” خلال الحرب العالمية الثانية فإن إسرائيل لم تعترف بـ”الإبادة الجماعية” للأرمن، ولا تزال عاجزة عن فعل ذلك حتى يومنا هذا.

ورغم أن الخارجية الإسرائيلية أعربت عن تعاطفها مع القتلى والنازحين الأرمن تعليقا على الاعتراف الأميركي الأخير فإن إحجام نتنياهو عن اتخاذ الخطوة التالية أثار دعوات حتى من بعض أكثر مؤيدي إسرائيل حماسة لتبني مقاربة جديدة تشبه إلى حد كبير نهج الولايات المتحدة.

ويؤكد ديفيد هاريس رئيس “اللجنة اليهودية الأميركية” -وهي منظمة يهودية مؤثرة في الولايات المتحدة- أن منظمته شجعت القادة الإسرائيليين على التفكير مليا في الخطوة الأميركية، معتبرا أن فعل الاعتراف يجب أن يتم حتى ولو كانت نتيجته تأجيج التوترات مع لاعب إقليمي قوي مثل تركيا.

وأضاف أن “الأمر ليس سهلا بالنسبة لتل أبيب، لأن أنقرة تلعب لعبة صعبة، وأعلنت بوضوح تام أن أي خطوة من هذا القبيل قد تؤدي إلى رد فعل مكلف يؤثر على المصالح الإسرائيلية الأساسية، وهو أمر ليس من السهل استبعاده أو إغفاله”.

وعلى الرغم من صعوبة المهمة -تضيف نيوزويك- فإن خصوم نتنياهو السياسيين واصلوا دعواتهم من أجل تبني سياسة جديدة فيما يتعلق بالاعتراف بـ”الإبادة الجماعية” للأرمن رغم حالة الانسداد السياسي التي تشهدها إسرائيل.

وقد وصف يائير لابيد عضو الكنيست وزعيم حزب “هناك مستقبل” من يمين الوسط -وهو أحد أكبر منافسي نتنياهو- إعلان بايدن بأنه “بيان أخلاقي مهم”، متعهدا “بمواصلة النضال من أجل اعتراف إسرائيل بالإبادة الجماعية للأرمن”، ومعتبرا أن تلك “مسؤوليتنا الأخلاقية باعتبارنا دولة يهودية”.

كما جدد المتحدث باسم لابيد هذا الموقف -في بيان أرسل إلى نيوزويك- أشار فيه إلى أن زعيم المعارضة اقترح أيضا مشروع قانون في الكنيست لتحقيق هذا الهدف قائلا “يعتقد يائير لابيد أن منع ألا يتكرر ما جرى أبدا واجب أخلاقي يتطلب الاعتراف بالماضي والالتزام بمنع الفظائع في المستقبل”.

محو التاريخ
بدورها، ردت عضوة الكنيست اليسارية تمار زاندبرغ على بيان اعتراف بايدن قائلة “لقد حان الوقت لإسرائيل لتنأى بنفسها عن المصالح السياسية وتعمل من أجل تحقيق العدالة الأساسية والاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، الدولة اليهودية لا يمكنها أن تضع يدها بيد من يحاولون محو التاريخ”.

كما أعرب جدعون ساعر -وهو معارض رئيسي آخر لنتنياهو وزعيم حزب “الأمل الجديد” المنشق عن الليكود- عن دعمه الاعتراف بـ”الإبادة الجماعية” للأرمن.

ودعا العضو السابق في حزب العمل نحمان شاي -الذي سافر إلى العاصمة الأرمينية يريفان في عام 2015 كجزء من وفد إسرائيلي حضر احتفال الذكرى المئوية لمجازر عام 1915- إسرائيل لضرورة تغيير موقفها بهذا الخصوص.

ويقول “على إسرائيل أن تعيد النظر في موقفها، وعلينا كشعب يهودي أن نعترف بالإبادة الجماعية للشعب الأرميني خلال الحرب العالمية الأولى، طوال سنوات تهربت إسرائيل من إعلان هذا الموقف بوضوح وبصوت عال، خاصة بسبب علاقاتنا الوثيقة مع تركيا، وفيما بعد مع أذربيجان”.

ويضيف أن “قرار إدارة بايدن يجب أن يمهد الطريق لإسرائيل لتتبعه، هذا الموقف الجديد يجعل الأمر أكثر سهولة بالنسبة لنا”.

المصدر : نيوزويك