أجبر تفوق النشطاء والمؤثرين في تغطية الاعتداءات الإسرائيلية في القدس على مواقع التواصل الاجتماعي إدارات هذه المنصات على التراجع عن حجب المحتوى الفلسطيني قائلة إنه “خطأ تقني”.
القدس- ألقى إنستغرام اللوم على خلل تقني تسبب مؤخرا بحذف وحظر منشورات مرتبطة بالمسجد الأقصى في مدينة القدس.
ووفقا لمراسلة داخلية فإن الخلل جاء بسبب خلط حصل في التطبيق الذي اعتقد أن التغريدات بشأن الأقصى مرتبطة بمنظمات يعتبرها التطبيق محظورة. وقالت المذكرة إنه “بينما تشير كلمة الأقصى إلى موقع ما، فإنها للأسف مشمولة في أسماء منظمات محظورة عدة”. وأضافت أنه “مع ذلك، هذا المصطلح لا ينتهك سياساتنا”.
وكانت وسائل إعلام مختلفة قد تداولت منذ أيام أن إنستغرام يحظر هاشتاغ الأقصى ويحظر تداوله. وظهر الخلل في التطبيق على وقع المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى في القدس الشرقية.
وقال مستخدمو إنستغرام إن الخلل دفعهم “لإعادة التفكير في إيجاد بدائل عنه توفر مساحة أكبر من حرية التعبير”. وطالب البعض بإجراء تقييم منخفض للتطبيق.
وأكد متحدث باسم شركة فيسبوك التي تملك شبكة إنستغرام أن هاشتاغ #المسجد_الأقصى “تعرض للمنع عن طريق الخطأ”، موضحا أنه “تم رفع” الحظر. وقال المتحدث “نعتذر بصدق عن الأمرين، وأيضا لكل الذين شعروا، بمن فيهم الفلسطينيون، أن قدرتهم على القيام بنقاش مفتوح حول قضايا مهمة تأثرت بأي شكل من الأشكال”.
من جانبه، أكد متحدث باسم تويتر أن “الدفاع واحترام أصوات الأشخاص الذين يقومون باستخدام خدمتنا من قيمنا الأساسية في تويتر”. وأضاف “نستخدم مزيجا من التكنولوجيا والمراجعة البشرية لتعزيز قوانين تويتر، لكن في هذه الحالة، قامت أنظمتنا الآلية المبرمجة باتخاذ إجراءات بحق عدد من الحسابات عن طريق الخطأ”.
إياد الرفاعي: هذه أول مرة يتم التعامل فيها مع حملة إلكترونية فلسطينية بكل هذه العدائية من هذه المنصات
وبحسب الموقع، ألغيت إجراءات الحظر ضد الحسابات التي تمّ رصدها “عن طريق الخطأ بعد تصنيفها تلقائيا مع حسابات غير مرغوب فيها”. وندّد مستخدمون فلسطينيون للإنترنت بمحاولات لإسكاتهم عبر فرض “رقابة” على مضمون منشوراتهم.
وشهدت القدس الشرقية المحتلة الأسبوع الماضي مواجهات هي الأعنف منذ عام 2017 في المسجد الأقصى اندلعت على وقع محاولات مستوطنين يهود منذ سنين الحصول على ملكية منازل فلسطينيين في حي الشيخ جراح وإخلائها من سكانها.
ويستخدم الفلسطينيون بكثافة مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهتهم مع الإسرائيليين. وخلال أيام المواجهات، شارك فلسطينيون مقاطع فيديو أو صورا عبر حساباتهم على مواقع التواصل، تظهر فيها القوات الإسرائيلية وهي تقمع المتظاهرين بعنف.
وسجلت منصة “صدى سوشال” الفلسطينية التي تعنى بالدفاع عن الحقوق الرقمية للفلسطينيين، أكثر من مئتي “انتهاك” ضد محتوى فلسطيني في الأسبوع الماضي فقط، خصوصا المحتوى المتعلق بحي الشيخ جراح والمسجد الأقصى.
وقال مدير منصة “صدى سوشال” إياد الرفاعي “الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني كانت بأشكال مختلفة. وكانت على معظم منصات وسائل التواصل الاجتماعي إما عبر إغلاق حسابات مثلما حصل على تويتر أو إنستغرام، أو منع خاصيات معينة مثل منع خاصية البث المباشر على إنستغرام أو من خلال الحدّ من وصول المحتوى المتعلق بقضايا الشيخ جراح وغزة والقدس”.
وبحسب الرفاعي “هذه الآلية في التعامل مع المحتوى الفلسطيني هي آلية قديمة جديدة”، ولكن “هذه أول مرة يتم التعامل فيها مع حملة إلكترونية فلسطينية بكل هذه العدائية من هذه المنصات مرة واحدة”. وأضاف “هذا أمر خطير جدا يمنعنا كفلسطينيين من التمتع بحقوقنا الرقمية مثل باقي مستخدمي هذه المواقع حول العالم”. وأشار الرفاعي إلى استعادة بعض الحسابات التي تم حذفها على تويتر، ولكنه نوه بأن العملية “مازالت مستمرة”.
وتوضح مروة فطافطة مديرة السياسات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة أكسس ناو الدولية التي تدافع عن الحقوق الرقمية، أن مستخدمي الإنترنت الفلسطينيين مازالوا يبلغون عن تقييد المحتوى.
وبحسب فطافطة “تميل هذه ‘الأخطاء التقنية’ التعسفية إلى الحدوث في الوقت الملائم أثناء أوقات الذروة عندما يقوم النشطاء بمشاركة معلومات وتوثيق انتهاكات إسرائيلية بحق المتظاهرين”.
وتستقطب مناصرة القضيّة الفلسطينيّة فنانين ومؤثرين عربا وأجانب ينشرون الرواية الفلسطينيّة للأحداث. وغزت هاشتاغات داعمة لفلسطين وقطاع غزة مثل #فلسطين_قضيتنا_الأولى و#غزة_تنتفض و#غزة_تحت_النار و#غزة_تقاوم و#غزة_تنتصر للقدس مواقع التواصل الاجتماعي.
ويضع نجوم البوب والرياضيون المحترفون الأجانب بتعبيرهم عن مواقفهم بشأن الوضع في فلسطين علاقتهم مع معجبيهم على المحك، لكن رغم ذلك لا يبالون. وتطول لائحة المشاهير التي علقوا على ما يحصل.
وتحدثت عارضة الأزياء الأميركية – الفلسطينية بيلا حديد على إنستغرام عن حزنها للإخلاء القسري الذي تواجهه العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس.
منصة “صدى سوشال” الفلسطينية التي تعنى بالدفاع عن الحقوق الرقمية للفلسطينيين، سجلت أكثر من مئتي “انتهاك” ضد محتوى فلسطيني في الأسبوع الماضي فقط
وقامت ناتالي بورتمان ممثلة هوليوود المعروفة ومنتجة الأفلام والتي تحمل الجنسية الإسرائيلية والأميركية أيضا بمشاركة منشور للممثلة فيولا ديفيس، يتضمن معلومات حول الوضع في حي الشيخ جراح، على حسابها على إنستغرام مع هاشتاغ “أنقذوا الشيخ جراح”. وأعرب الممثل والمغني الأميركي – البريطاني مايكل مالاركي الذي اشتهر بدور انزو في مسلسل يوميات مصاص دماء عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني.
وتضامنت المغنية البريطانية دوا ليبا مع أهالي حي الشيخ جراح من خلال نشرها ومشاركتها بعض القصص على إنستغرام بصورة مع هاشتاغ “أنقذوا الشيخ جراح”.
وعبر الهاشتاغات المستخدمة أيضا تنتشر صور لحجم الدمار وللضحايا من المدنيين، وخاصة الأطفال، في ما يعتبر التصعيد الأسوأ منذ سنوات.
العرب