حراك أميركي تعوزه أدوات الضغط لاحتواء التصعيد في غزة

حراك أميركي تعوزه أدوات الضغط لاحتواء التصعيد في غزة

واشنطن – حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين جميع الأطراف في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين على حماية المدنيين، وقال إن الولايات المتحدة تعمل “بشكل مكثف” لإنهاء العنف.

جاءت تصريحات بلينكن خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الدنمركي في كوبنهاجن.

وجدد بلينكن تأكيده على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فيما دعا حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى إلى وقف الهجماتالصاروخية ضد إسرائيل.

وأشار الوزير الأميركي أن إسرائيل تتحمل عبءا كبيرا لبذل كل الجهود لغعدم سقوط ضحايا من المدنيين، داعيا الأطراف المتقاتلة إلى ضمان عدم وقوع ضحايا من المدنيين.

وتحركت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاحتواء التصعيد في غزة التي باتت مهددة بكارثة إنسانية، فيما يرجح مراقبون أن هذه التحركات البطيئة تنحاز لصالح إسرائيل ما ينذر باستمرار التصعيد ضد غزة.

وكان بلينكن أجرى الأحد محادثات هاتفية مع نظرائه المصري والسعودي والقطري والفرنسي، وذلك في محاولة لبحث وساطة ناجعة تمكن من حل الأزمة المتفاقمة بين إسرائيل وحماس.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إنّ بلينكن، الذي غادر الأحد واشنطن في جولة أوروبية تتمحور حول منطقة القطب الشمالي، بحث في اتصال هاتفي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني “الجهود الرامية إلى إعادة الهدوء إلى إسرائيل والضفة الغربية وغزة في ضوء الخسائر المأسوية في أرواح المدنيين”.

وأضاف البيان أنّ بلينكن أجرى محادثة أخرى مع نظيره المصري سامح شكري، كرّر خلالها الوزير الأميركي مطالبته “جميع الأطراف بخفض التوتّرات ووضع حدّ للعنف”.

وثمن بلينكن نظيره المصري “الجهود” التي تبذلها القاهرة “توصّلا إلى إنهاء العنف”.

كما أجرى الوزير الأميركي محادثة هاتفية مماثلة مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

ووفقا للبيان فقد أجرى بلينكن محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، تطرقا خلالها إلى النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

وفي محادثتهما ناقش الوزيران “قلقهما المشترك بشأن العنف المستمرّ في إسرائيل والضفّة الغربية وغزة، والتزامهما مع شركاء في المنطقة لإعادة إرساء الهدوء”.

وقطر التي تُعتبر بعد إيران أقرب دولة إلى حركة حماس، تحتفظ بعلاقات غير رسمية مع الدولة العبرية، الأمر الذي مكّنها على الدوام من التوسّط بين الطرفين، بالإضافة إلى كونها أحد أبرز المانحين للقطاع المحاصر.

وكان وزير الخارجية القطري استقبل في الدوحة مساء السبت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في اجتماع دعا خلاله المجتمع الدولي إلى التحرّك لوقف “الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية” على قطاع غزة.

وتعتبر مصر، القوة الإقليمية التي كانت أول دولة عربية توقّع معاهدة سلام مع إسرائيل والتي لديها حدود مع قطاع غزة، الوسيط الدائم في النزاعات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وكانت مصادر دبلوماسية قالت إنّ الأمم المتحدة تبذل منذ الاثنين، بمساعدة من قطر ومصر، جهود وساطة مع الأطراف “المعنيّة” من أجل وقف العنف.

وترفض السعودية، الحليفة الإقليمية للولايات المتّحدة، أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى حلّ للقضية الفلسطينية، لكنّ تقاربا حصل في السنوات الأخيرة بين المملكة النفطية والدولة العبرية بحكم خصومتهما المشتركة لإيران.

وبدأت إسرائيل بقصف غزّة الاثنين بعدما أطلقت حركة حماس صواريخ من القطاع على القدس “تضامنا” مع المئات من الفلسطينيين الذين جُرحوا في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة. وجاءت هذه الصدامات بعد تهديدات بطرد عائلات فلسطينية من حيّ الشيخ جرّاح في القدس الشرقية لصالح مستوطنين يهود.

ومنذ الاثنين تبذل الدبلوماسية الأميركية جهودا حثيثة في محاولة لإنهاء دوامة العنف الجديدة بين إسرائيل وقطاع غزة.

وأرسلت واشنطن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية هادي عمرو إلى الشرق الأوسط لترتيب تهدئة للتصعيد الحالي.

ورأى متابعون أن إرسال واشنطن مسؤولا في الخارجية بدرجة متوسطة ينم عن عدم اهتمام إدارة جو بايدن بالتدخل في هذه المرحلة والسعي لوقف إطلاق النار، ما يتيح للإسرائيليين الفرصة للقيام بعمليات عسكرية أوسع لاستهداف شبكة الصواريخ التابعة لحماس ومحاولة استدراج مقاتلي حماس إلى خارج المناطق السكنية وضربهم.

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن السبت محادثات هاتفية منفصلة مع كلّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

لكن، ورغم ما يسجل من حراك فإنه لا يبدو أنه سيؤتي أكله سريعا، حيث تتبنى واشنطن موقف إسرائيل المصرة على تحقيق كامل أهدافها قبل العودة إلى التهدئة، وأهمها استعادة قوة الردع.

ولا تبدو واشنطن مستعجلة في دفع تل أبيب إلى وقف التصعيد، وهي تتبنى وجهة نظرها في أنه لا يمكن السماح بحزب الله جديد على الطرف المقابل.

ووأدت واشنطن في الوقت نفسه في مجلس الأمن ثلاثة مشاريع بيانات تدعو إلى وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وتتمسك واشنطن بدعمها القوي “لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وتشدد على “ضرورة أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل”.

العرب