الميليشيات الشيعية تربك القوات الأميركية بطائرات مسيرة صغيرة

الميليشيات الشيعية تربك القوات الأميركية بطائرات مسيرة صغيرة

مع أن مواجهة الهجمات بالطائرات المسيرة التي بدأت تستثمرها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، تمثل أولوية قصوى للقوات الأميركية، إلا أنها ما زالت بعيدة عن إيجاد الحلول.

وقال الجنرال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية، بعد زيارة قام بها للعراق والتقى خلالها برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وتفقد بعدها قوات بلاده في سوريا “إن الميليشيات التي تدعمها إيران سوف تستخدم بنسق أكبر طائرات مسيرة صغيرة خلال السنوات القليلة المقبلة”.

ويصعب اكتشاف ومواجهة الطائرات دون طيار، وهي رخيصة الثمن ويسهل التزود بها.

ودخلت الطائرات المسيّرة المفخخة في العراق على خط هجمات الميليشيات الحليفة لطهران على القوات الأميركية في البلاد، بعد أن كانت الهجمات تقتصر على صواريخ الكاتيوشا من طراز 107 محدودة التأثير، وصواريخ غراد الروسية.

وشهد مطار أربيل الدولي شمالي العراق وقاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غربي البلاد، هجمات بواسطة طائرات مسيّرة مفخخة في الخامس عشر من أبريل الماضي والثامن من مايو الحالي، تسببت بخسائر محدودة في ملحق للقوات الأميركية داخل مطار أربيل، في حين كان الحال أقل وطأة في قاعدة عين الأسد، إذ أدى الهجوم إلى ضرر محدود في قاعة فارغة تقع

على مقربة من مدرج للمروحيات في القاعدة.

وطالب ماكينزي قوات بلاده بأن تجد المزيد من السبل لمواجهة استخدام أعداء أميركا للطائرات المسيرة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى. وأضاف “نحن نعمل بجد لإيجاد حلول تقنية تسمح لنا بأن نكون أكثر فعالية ضد الطائرات دون طيار”.

وأكد على أن الجهود جارية للبحث عن طرق لقطع روابط القيادة والتحكم بين الطائرة دون طيار ومشغّليها، وتحسين أجهزة استشعار الرادار لتحديد التهديد بسرعة مع اقترابها، وإيجاد طرق إلكترونية وحركية فعالة لإسقاطها.

وعبر عن انفتاح قوات بلاده على كل الحلول التي يعمل عليها الجيش بجدية. غير أنه نوه إلى أنهم ما زالوا بعيدين نسبيا عن المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه. ويعتقد الخبراء العسكريون الأميركيون أن الميليشيات الشيعية التي تحظى بإشراف مباشر من فيلق القدس الإيراني ستستمر في تنفيذ هجمات بطائرات مسيرة، متوقعة أنها لن تثير أي رد من قبل القوات الأميركية، وستكون سببا لإدارة الرئيس جو باين لمغادرة ما تبقى من القوات الأميركية قواعدها في العراق.

غير أن قائد القيادة المركزية الأميركية وبعد زيارته العراق، يرى أنه لا يزال لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عمل ينبغي إنجازه في البلد للمساعدة في التغلب على تنظيم داعش، الذي لا يزال محتفظا ببعض الوجود في غرب البلاد وشمالها.

وتزامنت تصريحات ماكينزي مع مطالبة تحالف الفتح الذي تنضوي تحته الميليشيات الشيعية المدعوة من إيران بانسحاب القوات الأجنبية من العراق والحث على ذلك عبر اجتماعات اللجان الفنية بين الجانبين العراقي والأميركي.

وطالب رئيس تحالف الفتح هادي العامري بسيطرة القوات العراقية على القواعد الجوية في عين الأسد وأربيل.

وتكررت الهجمات ضد قوات التحالف منذ أن قتلت ضربة جوية أميركية قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس بالقرب من مطار بغداد مطلع العام الماضي.

وأثارت تلك الضربة غضب نواب عراقيين غالبيتهم من الشيعة ودفعت البرلمان إلى إصدار قرار غير ملزم للضغط على الحكومة العراقية من أجل طرد القوات الأجنبية من البلاد.

وحمل النائب كريم البلداوي عضو تحالف الفتح، القوات الأميركية ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مسؤولية الهجمات بواسطة الطائرات المسيرة.

وأوضح البلداوي أن “توتر الوضع الأمني والتصعيد في عمليات القصف، يتحمله طرفان؛ الأول هو القوات الأميركية، والثاني هو الحكومة العراقية، فالأخيرة مطالبة بحسم الجدل حول وجود القوات الأميركية، واقتصار الأمر على عدد قليل من المستشارين والمدربين، حسب ما تتطلبه الحاجة إليهم”.

وكانت إدارة بايدن قد استأنفت الحوار الاستراتيجي مع بغداد الذي بدأ في عهد الرئيس دونالد ترامب، ويناقش مستقبل وجود القوات الأميركية في العراق. وأعرب ماكينزي وآخرون عن تفاؤلهم بأن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها العسكري في البلاد.

صحيفة العرب