تركيا تعاكس مسار التوافق في ليبيا: يجب ألاّ ننسى جرائم حفتر

تركيا تعاكس مسار التوافق في ليبيا: يجب ألاّ ننسى جرائم حفتر

طرابلس – يعاكس الموقف التركي من القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر مسار التوافق الهش في البلاد ما من شأنه أن يعطل الوصول إلى مصالحة وطنية شاملة تطوي صفحة سنوات من الحروب في البلاد.

وتأتي تصريحات لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار على هامش زيارة قام بها إلى طرابلس لتعمق التوتر بين حفتر ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة ولتشق الصف داخل الحكومة والمجلس الرئاسي.

وضم الوفد التركي برئاسة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو وزيري الدفاع خلوصي أكار والداخلية سليمان صويلو ورئيس هيئة الأركان العامة يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ورئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية فخرالدين ألطون.

وشدد أكار على “ضرورة عدم نسيان المقابر الجماعية لميليشيا حفتر والمئات من الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم أو أطرافهم جراء المتفجرات في ليبيا”.

وأضاف “يجب على العالم ألاّ ينسى هذه الأفعال، ويجب أن يتذكر الجميع الأذى والمعاناة التي تسبب بها الانقلابي حفتر”.

وتعكس تصريحات أكار لامبالاة تركية إزاء تثبيت السلام والاستقرار في ليبيا باعتبار أن حفتر مازال إلى الآن يمثل رقما مهما في المعادلة الليبية وتحريض الحكومة عليه سيعطل مسار التوافق في البلاد.

واستغل وزير الدفاع التركي العرض العسكري الذي نظمه الجيش الليبي بمناسبة الذكرى الثامنة لعملية الكرامة لتبرير استمرار وجود القوات التركية في البلاد ولإظهار حفتر كطرف غير مستعد للسلام.

وقال “الجميع شاهد الاستعراض العسكري الأخير الذي أقامته جماعة الانقلابي حفتر”.

وتشهد العلاقة بين حفتر والدبيبة توترا متصاعدا تزايدت حدته الفترة الماضية وهو ما يثير مخاوف الليبيين من تقويض مسار التوافق والعودة إلى الحرب من جديد.

وخرج التوتر بين الرجلين إلى العلن بعد أن منعت قوات الأمن في مطار بنينا بمدينة بنغازي شرق البلاد وفد حكومة الوحدة الوطنية من النزول بسبب منع السلطات في الشرق الوفد الأمني المرافق لأعضاء الحكومة.

لكنّ مراقبين استبعدوا أن يكون ذلك جوهر الخلاف معتبرين أنّ ما حصل هو نتيجة خلافات أخرى بين حفتر والدبيبة على تقاسم السلطة والثروة.

وتعمق التوتر بعد الاستعراض العسكري في بنغازي ورفض الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي حضوره رغم توجيه حفتر لدعوات لهما ولبقية أعضاء الحكومة والمجلس الرئاسي.

وتضع تصريحات أكار الحكومة الليبية في إحراج أمام الرأي العام الليبي وخاصة القبائل والمناطق الرافضة لاستمرار الوجود العسكري التركي في البلاد.

وجدد موقف بلاده الرافض للانسحاب من ليبيا قائلا “تركيا هي وطن من أجل الليبيين، وليبيا وطن من أجل الأتراك”.

وأكد أن “تركيا ستواصل القيام بالمطلوب من أجل وحدة ليبيا وأمنها لذلك يجب فهم سبب وجودنا هنا جيدًا”.

ورفع الوفد التركي الذي زار طرابلس الجمعة والسبت من درجة الاستفزازات للسلطة الليبية وهو ما يؤكد أن الأتراك أصبحوا يتعمدون الإحراج والإيحاء بأنهم مسيطرون على طرابلس في خطوة هدفها إيصال رسالة مفادها أن سيطرتهم على العاصمة الليبية لم تنته برحيل حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

وأثار غياب مسؤول ليبي في استقبال وزير الدفاع التركي ردود فعل غاضبة في البلاد خاصة مع تواتر معلومات عن تعمد الضباط الأتراك الذين استقبلوه إبعاد الحراس الليبيين وعقد اجتماع مغلق معهم لا يعرف ما دار فيه، كما تحدثت وسائل إعلام محلية عن خلافات تسببت فيها الزيارة داخل الحكومة والمجلس الرئاسي.

ونقل موقع “بوابة أفريقيا” الإخباري عن مصدر مقرب من المجلس الرئاسي الليبي قوله إن الخلاف انعكس على الاجتماعات التي سارت بشكل منفرد ومتوتر حتى داخل المجلس الرئاسي نفسه، حيث اجتمع رئيسه محمد المنفي مع أعضاء الوفد التركي منفردا، في حين اجتمع عبدالله اللافي وموسى الكوني معه بشكل منفصل وعبدالحميد الدبيبة ووزرائه أيضا.

وعزا المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه الخلاف الحاصل إلى تعمد الوفد الوزاري التركي، الذي وصل إلى طرابلس دون إذن وتنسيق مسبقين، القيام بتصرفات مهينة بما في ذلك السلوك المشين الذي تعمده وزير الدفاع خلوصي أكار خلال وصوله إلى مطار معيتيقة.

العرب