يلتقي الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن نظيره التركي في اجتماعات قمة حلف الناتو في بروكسل وسط توتر في العلاقات ودعوات لوضع خط أحمر للرئيس أردوغان وفلاديمير بوتين.
وتقول صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير أعدته كل من كارين دي يونغ وكريم فهيم، إن الرئيس أردوغان اعتبر قبل مغادرته تركيا الأحد ما يقال عن العلاقات الأمريكية- التركية مجرد “شائعات” مقترحا أنهما سيضعان هذا “في الخلف ونتحدث عما يمكن أن نعمله معا”. وهو نفس أردوغان الذي اتهم بايدن الشهر الماضي بأنه يداه ملطختان بالدم لأنه باع السلاح إلى إسرائيل في تصريحات اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية معادية للسامية.
وكانت آخر مرة التقى فيها بايدن مع أردوغان عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما حيث جاء إلى أنقرة في 2016 لنفي الاتهامات عن دور أمريكي في المحاولة الانقلابية الفاشلة. وفي بداية ذلك العام انتقد بايدن في إسطنبول اعتقال السلطات التركية الأكاديميين والصحافيين. وانتقد بايدن الرئيس أردوغان أثناء حملته الانتخابية ووصفه بـ “المستبد” واقترح دعم الولايات المتحدة المعارضة التركية.
وبعد تنصيب بايدن، قام البيت الأبيض قصدا بتأخير اتصال تهنئة أردوغان لبايدن مدة 3 أشهر. وقال جيك سوليفان في تصريحات للصحافيين الأسبوع الماضي “يعرف الرئيس بايدن أردوغان جيدا” و “قضى الرجلان معا وقتا جيدا وأعتقد أنهما يتطلعان، على ما أعتقد لانتهاز الفرصة للعمل معا ومراجعة العلاقة”.
وظلت تركيا وعلى مدى السنين مثل الشوكة للناتو وحماها وضعها الجيو استراتيجي ما بين أوروبا وآسيا ولديها ثاني أكبر الجيوش في الناتو بعد الولايات المتحدة. ولم يجد سوى دونالد ترامب في التحالف صديقا في أردوغان. فقد حضر الرئيس التركي في 2012 افتتاح أبراج ترامب الراقية في إسطنبول. وعندما استقبله في البيت الأبيض عام 2019 وصف ترامب الرئيس التركي “بالصديق المقرب الذي يقوم بعمل رائع”. لكن العلاقة منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض كانت عدائية ووصلت نقطة متدنية عندما اعترف بايدن في نيسان/إبريل بإبادة الأرمن أثناء الحرب العالمية الأولى. وكان رد الرئيس أردوغان صامتا، ففي ظل الاقتصاد الذي يحتاج إلى استثمارات أجنبية وانتشار فيروس كورونا، فإن أنقرة لا تستطيع أن تستعدي الولايات المتحدة. وتقول غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد واشنطن “لدى تركيا توقعات عالية”.
وعبر أردوغان عن تفاؤل من لقائه مع بايدن بنفس الطريقة التي تحدث فيها يوم الأحد. وقالت “لا أعتقد إن كانوا يعتقدون أنهم سيطوون الصفحة”، و “لكنهم يتطلعون لصورة مصافحة بايدن أردوغان”. وكتب أوكان مدريس أوغلو كاتب العمود في جريدة “صباح” الموالية للحكومة مقالا في الأسبوع الماضي تحدث فيه عن “عمل محموم” يجري للقاء و “تم تحضير ملفات عن الماضي والحاضر والمستقبل لكل موضوع يعيق العلاقات الأمريكية- التركية”. ولقاء بايدن مع أردوغان هو اللقاء الوحيد وجها لوجه مع المشاركين في قمة الناتو. وتشمل الأجندة، قرار المشاركة التركية في العام الماضي ببرنامج مقاتلات أف-35 والعقوبات التي فرضها الكونغرس على الصناعة الدفاعية التركية لشرائها منظومة أس- 400 الروسية. ورفضت تركيا التخلي عن المنظومة التي يقول حلف الناتو إنها قد تؤدي إلى نقل أسرار أف-35 إلى روسيا وغير ذلك من القدرات العسكرية وأنها ليست متوافقة مع الأسلحة المستخدمة في دول الحلف، ولهذا فالنظام ليس مهما للمعاهدة الدفاعية المشتركة. وقلل الدبلوماسيون والعسكريون الأمريكيون من أي تسوية تسمح لتركيا الحفاظ على المنظومة الدفاعية.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأسبوع الماضي أن التحدي الأكبر للعلاقات التركية- الأمريكية ليس شراء أنقرة المنظومة الصاروخية الروسية ولكن دعم واشنطن للوحدات التركية في سوريا التي تعتبرها أنقرة جزءا من الحركة الانفصالية الإرهابية التي تخوض حربا مع الدولة التركية منذ أكثر من 4 عقود. وقال أكار إنه لا فرق بين وحدات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني. وقال في مقابلة مع “صباح” إن إصرار واشنطن على التفريق بينهما هو “إهانة لعقولنا”. وفي المقابلة تحدث أكار عن الدور الذي لعبته تركيا في حلف الناتو بما في ذلك استقبال ملايين السوريين والمشاركة في مقاتلة تنظيم “الدولة”، وتوفير الأمن في مطار كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان.
ومن القضايا الأخرى محاكمة بنك خلق التركي في نيويورك بتهمة خرق العقوبات على إيران ورفض الولايات المتحدة ترحيل رجل الدين التركي فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا بتهم التآمر لقلب نظام الحكم. كما ويأمل أردوغان بالحصول على دعم بايدن لمنع الدول الأوروبية فرض عقوبات على تركيا بسبب نشاطات التنقيب في شرق المتوسط.
القدس العربي