شركات الطيران في بريطانيا تتحدى تحذيرات الإغلاق

شركات الطيران في بريطانيا تتحدى تحذيرات الإغلاق

لندن – أدى ارتفاع معدل الإصابة بفايروس كورونا في بريطانيا إلى اتساع هوّة الخلاف بين شركات الطيران والسلطات الصحية بشأن قرار الحكومة الإبقاء على عدد من القواعد الأكثر صرامة المتعلقة بالسفر في أوروبا.

ويعتزم مسؤولو صناعة السفر عقد فعاليات الأربعاء في لندن وأدنبرة وبلفاست لجذب الانتباه إلى 195 ألف وظيفة يقولون إنها في خطر بسبب القيود المفروضة على رحلات السفر الخارجية.

ويعدّ هذا الإجراء أحدث خطوة في معركة قطاع الطيران ضد الحكومة بعد أن فرضت السلطات قرارها المثير للقلق في قطاع السياحة برمّته.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن أحد مستشاري هيئة الصحة العامة في بريطانيا، لم تذكر هويته، تحذيراته من أنه ربما تكون هناك حاجة إلى إغلاق رابع هذا العام للسيطرة على الفايروس.

وتضعف هذه الأولويات المتعارضة التوافق السياسي الذي حظي به رئيس الوزراء بوريس جونسون بشأن التعامل مع الوباء، وتسلّط الضوء على صناعة يعمل بها 860 ألف شخص وتوقفت بسبب قواعد الحكومة.

وتسبّب هذا في وضع رئيس الوزراء في مسار تصادمي مع أعضاء البرلمان الذين يشعرون بقلق متزايد إزاء الضرر الذي يلحقه الإغلاق بالاقتصاد.

وفي يونيو الماضي اتخذت ثلاث شركات طيران بريطانية كبرى من بينها بريتش إيرويز إجراءات قانونية ضد قرار الحكومة بشأن ضرورة أن يفرض جميع ركاب الرحلات الدولية الذين يصلون إلى البلاد عزلا ذاتيا على أنفسهم لمدة أسبوعين في إطار جهود التصدي للوباء.

وأحدث الوباء منعطفا في تاريخ السياحة العالمية حيث قوض الطلب على السفر وأجبر شركات الطيران على التوقف، فيما أجّل مصنعون خططا لزيادة الإنتاج حيث تجمع تقارير على أن عمليات ضخ الأموال العامة لن تكون كافية فيما يتعين على القطاع الصمود حتى تحسن الطلب.

وكانت منظمة السياحة العالمية قد قالت في تقرير نشرته في فبراير الماضي إن “عام 2020 كان الأسوأ في تاريخ السياحة” حيث خسر قطاع السياحة العالمي 1.3 تريليون دولار جراء القيود والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومات الدول لوقف انتقال الجائحة.

والخسائر التي قدّرتها وكالة الأمم المتحدة المكلفة بالسياحة بأنها كانت أكبر بنحو 11 مرة من تلك المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2009 أكدها التقرير السنوي الأخير الذي أصدرته منظمة السياحة العالمية.

وجاء فيه أن تأثير الجائحة كان بالغا على معدل التدفقات السياحية وقفز بخسائر النشاط العالمي إلى مستويات تجاوزت الخسائر التي تكبدها في أعتى الأزمات خلال العقود الماضية بدءا من الآثار الاقتصادية للحروب العالمية ونهاية بأزمة عام 2009.

ورصد تقرير منظمة السياحة العالمية الذي نشرته على موقعها الرسمي انخفاضا في أعداد السائحين على مستوى العالم بنسبة 74 في المئة عن العام السابق حيث استقبلت الوجهات في جميع أنحاء العالم عددا أقل من الوافدين الدوليين.

العرب