بايدن يواجه انتقادات لاذعة بسبب سعيه لإجراء محادثات مع الصين

بايدن يواجه انتقادات لاذعة بسبب سعيه لإجراء محادثات مع الصين

بات الرئيس الأميركي جو بايدن عُرضة لانتقادات لاذعة في بلاده على خلفية الكشف عن سعيه لإجراء محادثات مباشرة مع نظيره الصيني شي جين بينغ وذلك في أعقاب لقاء صاخب جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن العديد من الخبراء والمحللين الأميركيين حذروا بايدن من التواصل مع الصين.

واشنطن – يُواجه الرئيس الأميركي جو بايدن وابلا من الانتقادات اللاذعة إزاء سعيه إلى إجراء محادثات مع الصين وقادتها حيث يرى خبراء ومحللون أميركيون أن بايدن “لا يتعلم أبدا” من ماضي بكين وسياساتها.

واتهم الباحث والكاتب الأميركي جوردون ج. تشانج أحد كبار الزملاء في معهد جيتستون للأبحاث والدراسات السياسية وأحد أعضاء مجلسه الاستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم التعلم من الماضي أو الاستفادة من تجارب الإدارات السابقة وذلك بسبب استمرار رغبته في التواصل مع الصين.

وقال تشانج وهو أيضًا مؤلف كتاب “الانهيار القادم للصين” في تقرير نشره معهد جيتستون إنه وفقا لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان فإن الرئيس بايدن لا يزال يرغب في بدء جولة جديدة من “التواصل” مع الصين وهو أمر غير مقبول بالنسبة إلى تشانج.

كارثة جديدة

دونج جين جوي مدير قسم مكافحة التجسس في جهاز الاستخبارات بالصين قدم لوكالة الاستخبارات الأميركية دليلا على أن الجيش الصيني يجري بحثا في معهد ووهان لعلم الفايروسات المسبب لكوفيد – 19

قال سوليفان للصحافيين في الـ17 من يونيو بعد الاجتماع المضطرب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف إن بايدن “سوف يبحث عن فرص للتواصل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ”.

وأوضح سوليفان “في القريب العاجل سنجتمع لنحدد الشكل المناسب للتواصل بين الرئيسين، الأمر يتعلق فقط الآن بموعد وكيفية التواصل”.

ويرى تشانج أن ”هذه كارثة جديدة من كوارث بايدن تلوح في الأفق” متسائلا عن إمكانية عدم حدوث ذلك على الإطلاق.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة والصين تواصلتا بالفعل كل منهما مع الأخرى. فقد جلس سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن مع أبرز مسؤولين دبلوماسيين في الصين، وهما يانج جي تشي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم ووزير الخارجية وانج يي في مدينة أنكوراج بولاية ألاسكا الأميركية في منتصف شهر مارس الماضي.

وأوضح تشانج في تقريره أن يانج ويي لم يحضرا إلى ألاسكا للتحدث إلى إدارة بايدن؛ لكنهما حضرا “للتبجح والوعظ والإرشاد وتوجيه الإهانة”، وكان يجب أن يطلب بلينكن وسوليفان من “الدبلوماسيين” الصينيين الاثنين حزم حقائبهما والرحيل بمجرد أن اتضح أنهما يسعيان لمجرد الوقوف أمام الكاميرات.

وتابع أنه “من الواضح أن الصين ليست الآن في حالة مزاجية لإجراء مناقشات حقيقية، وبالطبع، باستثناء إذا كان ذلك لغرض قبول استسلام الولايات المتحدة”.

ومع ذلك، لا تزال الإدارة الأميركية بقيادة بايدن تراهن على إجراء محادثات مباشرة مع النظام الصيني.

وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية في وقت سابق إن الرئيس بايدن يعتقد أنه “لا بديل عن الدبلوماسية الشخصية”.

وبالنسبة إلى تشانج فإنه لا يوجد مكان للدبلوماسية الشخصية عندما يتعلق الأمر بجمهورية الصين الشعبية.

ويعتقد القادة الأميركيون والإدارة الأميركية الحالية والادارات التي سبقتها أنه من المهم أن يعقدوا اجتماعات مع الخصوم وجها لوجه، حتى يمكنهم بشكل ما التحاور بعقلانية معهم.

ويرى تشانج أن تلك الرؤية ساذجة ومتغطرسة وغير صحيحة دائما تقريبا. فالقادة الصينيون من الحزب الشيوعي غالبا ما يتحدثون عن “الصداقة”، لكنهم واقعيون بلا رحمة، وغالبا ما يكونون بلا رحمة فقط. وبالنسبة إليهم ليست للمشاعر الشخصية أيّ قيمة في العلاقات مع الدول الأخرى.

الرئيس الأميركي جو بايدن يُواجه وابلا من الانتقادات اللاذعة إزاء سعيه إلى إجراء محادثات مع الصين وقادتها

ويوضح أن الدبلوماسية الشخصية مع بكين تعطي نتائج عكسية: حيث يلاحق الأميركيون الصينيين والصينيون يستغلون هذا الشغف.

وهذا السعي المستمر للتواصل مع الصين يجعل الولايات المتحدة هدفا سهلا في نظر النظام الصيني. ولا حاجة للتكهن كيف تتعامل شخصيات النظام مع أولئك الذين يحاولون إرضاءهم والتوافق معهم.

وكما يقول تشارلز بيرتون من معهد “ماكدونالد- لوريير” لجيتستون فإن بكين تؤكد دائما تفوقها مع الضعفاء. فقد احتجز مسؤولون صينيون رهينتين كنديتين في ديسمبر 2018 وحتى الآن لم يفرجوا عنهما لأنهم يعرفون أن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو لن يفعل شيئا حيال هذا الأمر.

وقد تأكد الصينيون أن ترودو لن يفعل شيئا لأنه قضى حياته المهنية في محاولة يائسة للتودد إلى الصين.

وأشار بيرتون وهو دبلوماسي كندي سابق عمل في الصين إلى أنه “كلما أظهرت كندا ضعفا من خلال استرضاء الصين وتقديم تنازلات إليها كلما ازدادت جرأة القادة الصينيين في التعامل مع أوتاوا”.

هناك رفض جوهري آخر للتواصل الأميركي مع الصين، فقد أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عندما تحدث عن لقاء بايدن وشي إلى أن “دبلوماسيتنا ذات المبادئ”.

ويتساءل تشانج قائلا “دبلوماسية ذات مبادئ؟ كيف يمكن لأي دولة ذات مبادئ أن تتعامل بدبلوماسية مع حكومة تصفها منظمة العفو الدولية بأنها أكثر دول العالم تنفيذا لأحكام الإعدام”.

ويضيف “كيف يمكن التعامل مع مجموعة حاكمة ترتكب إبادة جماعية وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك، جرائم قتل جماعية واغتصاب مؤسسي واستعباد أقليات عرقية؟”.

وتساءل تشانج في تقريره أيضا كيف يمكن التعامل والتواصل مع نظام ينشر بشكل متعمد فايروسا خارج حدوده ويقتل حتى الوقت الحالي نحو 3.9 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، من بينهم 602 ألف أميركي؟

وهناك تقارير تفيد بأن دونج جين جوي وهو نائب وزير أمن الدولة الصيني قد فر إلى الولايات المتحدة في منتصف فبراير مع ابنته.

وتردد أن دونج مدير قسم مكافحة التجسس في جهاز الاستخبارات بالصين قدم لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية دليلا على أن الجيش الصيني يجري بحثا في معهد ووهان لعلم الفايروسات، والذي يعتقد الكثيرون الآن أنه مصدر العامل المسبب لكوفيد – 19. وتسببت هذه المعلومة، حسبما أفاد موقع “ياهو نيوز” في تغيير وجهة نظر إدارة بايدن بشأن أصل الجائحة.

وإذا كانت التقارير الخاصة بدونج دقيقة فإنه يجب أن يكون بايدن يتحدث الآن عن فرض أشد العقوبات صرامة على الصين، وليس التواصل مع شي من أجل إجراء محادثات.

ويجب على الولايات المتحدة وقف التجارة وإنهاء الاستثمارات وحظر التعاون التقني وربما وقف كل الرحلات. كما يتعين على بايدن أن يغلق القنصليات الصينية الأربع المتبقية في الولايات المتحدة ويطرد كل العاملين في السفارة الصينية. ويجب أن يعلن الرئيس أن سياسة الولايات المتحدة، هي إنهاء الحكم الشيوعي في الصين.

ويرى تشانج أن هذا ليس موقفا قاسيا في ضوء تصرفات الصين.

واختتم تشانج تقريره بدعوة الرئيس الأميركي إلى التوقف عن الخضوع للصين والبدء في القيام بأهم الواجبات الدستورية، وهو حماية الولايات المتحدة من الأعداء الأجانب.

العرب