أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية استهداف القاعدة العسكرية الأميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور شرقي سوريا بقذائف صاروخية، فيما ردت قوات التحالف بعدد من القذائف.
فبعد القصف الأميركي لفصائل عراقية فجر الأحد، تعرضت القوات الأميركية في سوريا إلى هجمات صاروخية، وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي في سوريا واين ماروتو في تغريدة على تويتر أنه تم الرد على مصادر النيران بإطلاق قذائف مدفعية، ضمن ما وصفه بالدفاع عن النفس.
وكان ماروتو أوضح في تغريدة سابقة أن القصف الذي استهدف القوات الأميركية لم يسبب أي إصابات.
يشار إلى أن مصادر محلية قالت في وقت سابق إن عدة قذائف سقطت في محيط حقل العمر النفطي بريف دير الزور، الذي تتمركز فيه قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت المصادر إن مصدر هذه القذائف مواقع مليشيات موالية للنظام السوري في ريف دير الزور، مضيفة أن قوات التحالف ردت على مصدر النيران بعدد من القذائف، في حين تشهد المنطقة استنفارا وتوترا كبيرين.
وتخضع المنطقة شمال نهر الفرات في محافظة دير الزور لسيطرة ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، بينما تخضع المنطقة جنوب النهر لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية له.
يأتي ذلك بعد غارات أميركية استهدفت منشآت تستخدمها جماعات موالية لإيران في موقعين بسوريا وموقع بالعراق، وعلق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالقول إن هذه الغارات كانت في إطار الدفاع عن النفس.
كما أعرب عن أمله أن يبعث الرد الأميركي رسالة مهمة وقوية للغاية لمن يهمه الأمر، في إشارة إلى إيران.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم لم يعتمدوا على الاستخبارات العراقية لتحديد ومراقبة الأهداف التي تم قصفها الأحد الماضي عند الحدود العراقية السورية.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أنهم لم يتشاوروا مع الحكومة العراقية مسبقا بشأن هذه الغارات.
من جهتها قالت وكالة الأنباء السورية إن القوات الأميركية أدخلت أمس الاثنين رتلين مؤلفين من 60 آلية من الأراضي العراقية، وهي محملة بالإمدادات اللوجيستية لدعم القواعد الأميركية في منطقة الجزيرة السورية في الحسكة.
وأضافت الوكالة أن قوات سوريا الديمقراطية رافقت الرتل الأميركي الذي اتجه إلى مدينة رميلان في الشمال الشرقي من البلاد.
وقالت الوكالة إن القوات الأميركية تدخل أسلحة ومعدات لوجيستية عسكرية بشكل متكرر لضمان استمرار سرقة النفط والثروات السورية بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات المسلحة التي تدعمها وتشغلها في المنطقة، حسب الوكالة.
وقالت مجلة فورين بوليسي إن وزارة الدفاع الأميركية رصدت لأسابيع قبل غارات الأحد هجمات بطائرات مسيرة من قبل مليشيات موالية لإيران ضد القوات الأميركية.
وأضافت المجلة أن الضربات الأميركية تسلط الضوء على التهديد المتزايد على القوات الأميركية وحلفائها والنفوذ المتزايد الذي بنته إيران من خلال قواتها بالوكالة في العراق وسوريا، حسب المجلة.
وأشارت إلى أن الضربات الأميركية يمكن أن تعقد المحادثات الهشة بين إدارة بايدن وإيران للعودة إلى الاتفاق النووي.
وقال مسؤولان أميركيان، تحدثا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن 5 هجمات بطائرات مسيرة على منشآت تستخدمها عناصر من الولايات المتحدة والتحالف في العراق منذ أبريل/نيسان الماضي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كافة الأطراف المعنية إلى الالتزام بضبط النفس وتجنب التصعيد، على خلفية الغارة الأميركية التي استهدفت قوات بالحشد الشعبي في العراق على الحدود مع سوريا.
من جهته، ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي -الاثنين- بالضربات التي اعتبرها “انتهاكًا سافرًا لسيادة العراق”.
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده فقال إن “ما تقوم به الولايات المتحدة يزعزع أمن المنطقة”، معتبرا أن من “ضحايا زعزعة الاستقرار في المنطقة ستكون الولايات المتحدة نفسها”.
وأدانت سوريا “العدوان الأميركي السافر على المنطقة الحدودية السورية العراقية”، وفق بيان لوزارة الخارجية أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
واعتبرت الخارجية السورية أن الضربة الأميركية “انتهاك فاضح لحرمة الأراضي السورية والعراقية”.
وتُشكّل الضربات الجوية، يوم الأحد، ثاني هجوم أميركي من نوعه على فصائل مدعومة من إيران في سوريا منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه؛ ففي فبراير/شباط الماضي، قتل أكثر من 20 مقاتلا عراقيا في ضربات أميركية استهدفت مواقعهم في شرق سوريا، وفق مصادر حقوقية.
المصدر : الجزيرة + وكالات