تأجيل انعقاد قمة أوبك بلس يوما واحدا وسط أجواء من انعدام اليقين

تأجيل انعقاد قمة أوبك بلس يوما واحدا وسط أجواء من انعدام اليقين

أرجأ أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤهم ضمن تحالف “أوبك بلس” قمتهم الهادفة إلى تحديد حصص الإنتاج لشهر أغسطس/آب، من أمس الخميس إلى اليوم الجمعة، فيما كانت التوقعات تشير إلى زيادة طفيفة بالأسعار.

وقد عقدت مجموعة الأعضاء الـ13 في أوبك بقيادة السعودية اجتماعا أول عبر الفيديو وكان من المفترض أن تلتقي مع حلفائها الدول العشر المنتجة للنفط بقيادة روسيا، والتي تشكّل مع أعضاء أوبك ما يعرف بتحالف “أوبك بلس” قبل أن يتم إرجاء اللقاء.

وحضّت الهند، ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم، “أوبك بلس” على إنهاء نظام خفض الإنتاج على مراحل والسماح للأسعار بالتراجع، في وقت يهدد الضغط الناجم عن التضخم بعرقلة التعافي الاقتصادي.

جدل زيادة الإنتاج
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن مصادر مشاركة في المفاوضات القول إن الإمارات اعترضت في اللحظة الأخيرة على الاتفاق الأولي الذي توصلت إليه السعودية وروسيا بشأن زيادة تدريجية للإنتاج.

وقالت مصادر إن السعودية والإمارات -وهما حليفان تقليديان- فشلتا في تسوية خلافاتهما بشأن الخطط المستقبلية لإنتاج دول تجمع “أوبك بلس” من النفط، لينتهي اجتماع اللجنة الاستشارية للتجمع دون التوصل إلى اتفاق. وأضافت المصادر أن اللجنة ستعقد اجتماعا الجمعة في محاولة لتسوية الخلافات والوصول إلى اتفاق، بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية للأنباء عن بلومبيرغ.

وكانت بلومبيرغ قد نقلت عن مصادر أخرى في وقت سابق من أمس القول إن اللجنة الوزارية الاستشارية للتجمع اتفقت على التوصية بزيادة الإنتاج تدريجيا حتى نهاية العام الجاري، وهو ما يمهد الطريق أمام توصل التجمع الذي يضم 23 دولة إلى اتفاق بشأن خطط الإنتاج للشهور المقبلة، في ظل ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين.

ونقلت بلومبيرغ للأنباء عن أحد المشاركين في المفاوضات القول إن اللجنة الاستشارية الوزارية لتجمع “أوبك بلس” وتضم روسيا والسعودية أوصت بزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر خلال الفترة من أغسطس/آب إلى سبتمبر/أيلول المقبلين.

كما اقترحت اللجنة تمديد فترة الالتزام باتفاق “أوبك بلس” على الإنتاج المخفض للنفط حتى ديسمبر/كانون الأول 2022.

ومن المحتمل أن تعيد دول “أوبك بلس” ضخ ملايين البراميل يوميا إلى السوق ما دامت الحاجة لذلك قائمة.

يذكر أن أسعار النفط ارتفعت بنحو 50% عن مستواها في بداية العام الجاري مع تعافي الطلب على الطاقة نتيجة انحسار تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، بما يتجاوز الزيادة في إنتاج دول أوبك بلس خلال الشهور الماضية بعد الخفض الكبير للإنتاج في أبريل/نيسان من العام الماضي.

انعدام اليقين
قال وزير النفط الأنغولي ديامانتينو أزفيدو الذي يتولى رئاسة أوبك حاليا، عند افتتاح الاجتماع في وقت سابق، إنه من المتوقع أن يزيد الطلب على النفط بقوة في النصف الثاني من السنة، لكن “من غير المناسب أن نخفض حذرنا”.

وأضاف “ما يزال فيروس كورونا يحصد أرواحا، آلاف الأرواح كل يوم”.

وتابع أن متحورة “دلتا” الجديدة وارتفاع أعداد الإصابات في الكثير من الدول “يذكران بشكل قاتم بانعدام اليقين الذي ما يزال مخيما”.

وخفض التحالف طوعا منذ 2016 إنتاج النفط للمحافظة على استقرار الأسعار، خصوصا منذ قلّص وباء كورونا العام الماضي الطلب العالمي على النفط.

ومنذ أبريل/نيسان 2020، لم تستخرج ملايين براميل الخام عمدا، وهي إستراتيجية صائبة يشير المحلل لدى “بي في إم” (BVM) ستيفن برينوك إلى أنها “كانت صحيحة تماما حتى الآن”.

وبعد تراجعها في بداية انتشار كورونا، انتعشت أسعار النفط لتبلغ حوالى 75 دولارا للبرميل لعقدي برنت بحر الشمال وغرب تكساس الوسيط المرجعين.

ويتوقع المتعاملون بالنفط تاليا أن يحافظ “أوبك بلس” على إستراتيجيته الإجمالية، بينما يتطلع كثيرون إلى زيادة طفيفة تبلغ حوالى 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من أغسطس/آب.

وقال برينوك “هذا سيكون حل تسوية قد تجده دول الخليج في أوبك التي تميل إلى الحذر وشركاؤها مثل كازاخستان وروسيا الذين يميلون إلى رفع الإنتاج، مقبولا”.

وتستفيد دول “أوبك بلس” بالفعل من زيادة الأسعار، لكن في حال ارتفاعها بدرجة كبيرة، فسيشجع ذلك المنافسين على اللجوء إلى موارد غير مشمولة في حصص الإنتاج التي يفرضها التحالف.

واعتبر فؤاد رزاق زاده من “ثينكماركتس” أن التحالف يتساءل ما إذا كان يجب مواصلة زيادة العرض بشكل تدريجي، كما توصي السعودية أو بشكل أقوى كما تطالب روسيا.

متحورات كورونا والعقوبات على إيران
يقول المحلل لدى “كوميرزبنك” يوجين واينبرغ “يبدو أن هناك عدم توافق بين الدولتين الرئيسيتين في التحالف، روسيا والمملكة العربية السعودية، بشأن ما إذا كان ينبغي زيادة الإنتاج في أغسطس/آب. وإذا كان الأمر كذلك، فما هو مقدار هذه الزيادة؟”.

وعلى الرغم من أن روسيا تريد ضخ المزيد من النفط، فإن تفشي متحورة “دلتا” يمكن أن يحد من الطلب في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك روسيا نفسها التي شهدت عددا قياسيا من الوفيات في الأيام الثلاثة الأخيرة.

وتحدث الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو عن “الشكوك العالقة” التي تخيّم على أسواق النفط أثناء ترؤسه اجتماعا فنيا الثلاثاء للتحضير للقمة.

ومنذ ديسمبر/كانون الأول، تجتمع دول “أوبك بلس” كل شهر لضبط إستراتيجيتها بأكبر قدر ممكن مع ما يستجد من تطورات.

كذلك تتابع هذه الدول التطورات السياسية المتعلقة بإيران، العضو الرئيسي في المنظمة، التي تخضع لحظر تقوده الولايات المتحدة يعيق قطاعها النفطي في حين تحاول المحادثات إنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015، ما قد يسمح لإيران في النهاية بزيادة صادراتها بدرجة كبيرة، الأمر قد يجبر منتجي النفط الرئيسيين الآخرين على تعديل مستويات إنتاجهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الفرنسية