أردوغان يدافع بحماس عن الدور القطري في بلاده

أردوغان يدافع بحماس عن الدور القطري في بلاده

أنقرة – دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا عن دور قطر في بلاده بعد ردود فعل غاضبة من المعارضة تجاه ما تعتبره تساهلا رسميا مع نفوذ متنام للدوحة وأموالها في البلاد، وهو أمر طال قطاعات حساسة بينها ما هو عسكري.

كما وجه أردوغان رسائل إلى مصر بعد إعلان القاهرة عن قاعدة عسكرية قرب الحدود الليبية، مؤكدا بقاء قوات بلاده في ليبيا مع استمرارية فاعليتها في شرق المتوسط.

ونفى أردوغان أن تكون بلاده قد فرّطت في ملكية مصنع جنازير الدبابات بولاية صقاريا شمال غربي تركيا لفائدة حليفتها قطر.

وأكد خلال زيارة تفقد للمصنع أن ملكية المصنع عائدة إلى وزارة الدفاع وستبقى للدولة، لكنه اعترف بأن قطر شريك في تمويل المصنع بنسبة 49 في المئة.

وقال إن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو لا يقوم سوى بإطلاق الأكاذيب صباح مساء.

وتأتي تصريحات الرئيس التركي بشأن ملكية المصنع لتعبّر عن الجدل الذي يهزّ المجتمع السياسي التركي بخصوص النفوذ المتزايد للمال القطري داخل البلاد، حيث امتد إلى القطاع العسكري بعد أن ظن الأتراك في البداية أن الدوحة ستكتفي بضخ الأموال دون أن تتابعها أو تشترط توظيفها وفق مصالحها.

وسبق للدوحة أن ضخت 15 مليار دولار لفائدة تركيا لمساعدتها على مواجهة أزمة العملة التي ظهرت في صيف 2018، لكن المال القطري لم ينجح في وقف تدهور الليرة التركية التي ما تزال إلى الآن تعاني من سياسات ارتجالية لحكومة الرئيس أردوغان.

ونجح أردوغان في دفع قطر إلى ضخ أموال لفائدة بلاده سواء في صيغة استثمارات مباشرة أو بتنشيط المبادلات التجارية التي تعني في الغالب تصدير السلع التركية إلى قطر، أو باتفاقيات دفاعية وأمنية.

وكانت الدوحة قد سعت للتمهيد إلى عودة أنقرة إلى الخليج بعد مصالحة قمة العلا بهدف إذابة الجليد بينها وبين الرياض والتمهيد لعودة الشركات التركية إلى المملكة ورفع المقاطعة المفروضة شعبيا على المنتجات التركية.

49 في المئة
نسبة التمويل القطري لمصنع جنازير الدبابات شمال غربي تركيا

وفي سياق الدفاع عن الدوحة أشار أردوغان إلى أن “أحدث كذبة روّج لها زعيم المعارضة هي أن تركيا تقبل طلابا قطريين في كليات الطب دون امتحان دخول”.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها أردوغان إلى قضية الطلبة القطريين، حيث سبق أن قال منذ أيام إن وجود الطلاب القطريين هو ضمن اتفاقية وقعتها تركيا مع 12 دولة صديقة وشقيقة منذ عام 1994 من بينها قطر.

وأشار إلى أن هذه الاتفاقية ليس لها أيّ صلة بامتحانات القبول الجامعي من قريب أو بعيد، وتنص على التعاون في تأهيل الطلبة العسكريين.

وبالتوازي مع تأكيد علاقته القوية مع قطر، الشريك الإقليمي الأكثر وفاء، بدا أردوغان في خطابه الجمعة وكأنه يوجه رسائل إلى مصر التي ركّز خطابها الرسمي في الأسابيع الأخيرة على وضع الشروط أمام التهدئة مع تركيا وعلى رأسها الانسحاب من ليبيا وتغيير سلوكها في شرق المتوسط.

وقال أردوغان إن بلاده موجودة في ليبيا وأذربيجان وسوريا وشرق البحر المتوسط وسوف تواصل وجودها.

وأكد أن تركيا ستنتزع حقوقها المشروعة وستقوم بأعمال التنقيب في كافة بحارها لاسيما شرقي المتوسط ومحيط قبرص.

وفيما يقول المصريون إن سحب القوات التركية والمرتزقة الذين يتبعونها من ليبيا جزء أساسي في منظومة تطوير العلاقات مع أنقرة، إلا أن الأتراك، الذين ظلوا يشيدون بفرص التقارب مع القاهرة، وضعوا الشروط المصرية وراء ظهورهم واستمروا بالتأكيد على أنهم لن ينسحبوا من ليبيا التي جاؤوها ضمن اتفاقية رسمية.

وفاجأ وزير الدفاع التركي خلوصي آكار المصريين كما الحكومة الليبية بزيارة مفاجئة إلى طرابلس في يونيو الماضي أكد فيها أن “قوة بلاده في ليبيا ليست قوة أجنبية”، وأنهم غير معنيين بالتصريحات التي تصدر هنا وهناك بشأن الانسحاب من ليبيا.

وشدد على أن تلك القوات ستواصل تقديم التدريب والمساعدة والدعم الاستشاري لنظيرتها الليبية.

وكان لافتا أنه لم يتم أيّ تنسيق مع السلطات الأمنية الليبية بشأن الزيارة، كما أن عملية استقبال الوزير ورئيس الأركان تمّت من قبل الضباط الأتراك دون غيرهم، وكأنه يزور أراضي تركية وليست ليبية.

العرب