الكاظمي يستعرض تحديات العراق أمام الجمعية العامة

الكاظمي يستعرض تحديات العراق أمام الجمعية العامة

حدد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، أبرز الأزمات التي تواجه العراق على الصعيدين الداخلي والخارجي، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 77. فقد تحدّث، يوم الجمعة، عن أبرز التحديات التي تواجه بلاده، وأوجه النجاح والفشل بعد الانتخابات التي شهدها العراق، مؤكدا حرص بلاده على حل الأزمات الإقليمية والدولية عبر قنوات الحوار.

فيما يتعلق بالإرهاب قال الكاظمي :” نجدد دعوة حكومة جمهورية العراق إلى ضرورة الاستمرار في مواجهة ظاهرة الإرهاب الدولي والجماعات الداعمة له”.

أما عن إعمار العراق قال الكاظمي :”يتطلع العراق إلى تلقي المزيد من الدعم الأممي في إعادة إعمار المناطق المحررة والمتضـررة من احتلال عصابات داعش الإرهابية، وكذلك المساعدات الأممية للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الضـرورية الطارئة؛ لتعزيز قدرات العراق، في إعادة بناء البنى التحتية المدمرة.

إن وزارات الدولة ومؤسساتها واصلت جهودها لإعادة العوائل العراقية في مخيم الهول في سوريا إلى الأراضي العراقية، وإرجاعهم إلى مناطقهم.

لقد وضعنا برنامجاً حكوميًا شاملاً لإعادة إعمار المناطق المحررة، وإصلاح البنى التحتية، وعودة آمنة وطوعية للنازحين. إن العراق يكرر من هذا المنبر دعواته لعدم استخدام أراضيه تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، أو حماية الأمن القومي لدول أخرى؛ بما يعرّض أمنه واستقراره للخطر”.

قال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إن القوى السياسية في العراق عجزت عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر عام 2021.

أضاف الكاظمي  أنه “رغم نجاح الانتخابات فقد عجزت القوى السياسية عن الاتفاق على تشكيل الحكومة مما أدى إلى خلق انسداد سياسي”، حسب بيان صحافي للحكومة العراقية.

وذكر أن الحكومة العراقية “دعت إلى حوار جاد وشفاف لجميع القوى السياسية والأحزاب المختلفة لمناقشة سبل الخروج من الأزمة السياسية”.

وجدّد الكاظمي دعوة بلاده إلى عدم استخدام أراضيها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، أو حماية الأمن القومي لدول أخرى بما يعرّض أمنها واستقرارها للخطر.

وقال إن “العراق يؤكد على ضرورة احترام المبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والعلاقات الدولية، باحترام سيادة الدول، ومبادئ حسن الجوار (…) وحكومة العراق تؤكد تمسكها بنهج يدعو إلى حل الخلافات المتراكمة عن طريق الحلول الدبلوماسية”.

وأضاف رئيس حكومة تصريف الاعمال “تسعى الدولة العراقية لتقريب وجهات النظر، وإيجاد الحلول السلمية المستدامة للأزمات الإقليمية والخلافات بين دول المنطقة، من خلال طرحه العديد من المبادرات التي تهدف إلى ضمان السلم والأمن في منطقتنا”.

وأكد أن “الأزمات والحروب الإقليمية تنعكس نتائجها على جميع دول العالم، والشعوب دائماً تدفع ثمن هذه الحروب، وعليه نؤكد على ضرورة إيجاد الحلول السلمية المستدامة للأزمات الإقليمية والدولية عن طريق الحوار، وعدم اللجوء إلى استخدام القوة”.

وشدد الكاظمي على حرص بلاده “على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، ودعم إجراء المحادثات السياسية بين الأطراف السورية كافة، ودعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة”، مضيفا أن “وزارات الدولة ومؤسساتها واصلت جهودها لإعادة العوائل العراقية من مخيم الهول في سوريا إلى الأراضي العراقية، وإرجاعها إلى مناطقها”.

فيما يتعلق بالمناخ قال الكاظمي : “يمر العراق بظروف مناخية صعبة بسبب شح الموارد المائية، وتغيير مجاري الأنهار التي يشترك بها مع دول الجوار، وإقامة المشاريع دون الأخذ بالحسبان تأثيراتها على الحصص المائية، والاستخدام المنصف للدول المتشاطئة.

كل هذه الظروف مجتمعةً أدت بالعراق ليصبح خامس أكثر البلدان هشاشةً تجاه التغيّرات المناخية؛ مما أدى مؤخراً إلى جفاف معظم مناطق أهوار العراق، وتضـرّر سبل العيش لمئات الأسر الريفية في الأهوار العراقية.

أدى ذلك إلى زيادة نسبة التصحر، والنزوح الداخلي؛ وإلى فقدان مصادر العيش للعديد من العوائل، وتقليل نسبة الأراضي الزراعية.

ندعو جميع دول المنطقة للحوار لحل القضايا المائية وفق القوانين والاتفاقيات الدولية. عملت هذه الحكومة على مشاريع استراتيجية مهمة في مجال الطاقة النظيفة، واستخراج الغاز المصاحب، والمجالات الأخرى المرتبطة بالاقتصاد الأخضر. وهذا يتطلب الدعم الدولي بمختلف مجالاته لمساندة جهوده ولتمكينه من المضـي قدمًا في تنفيذ السياسات والاستراتيجيات الوطنية في جانبي التخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخي والتكيف معها.

أما عن دبلوماسية العراقية فقد أشار الكاظمي :” استضافت بغداد العديد من الاجتماعات بين هذه الدول؛ مما يعد نتيجة للسياسة المتوازنة التي تعمل بها هذه الحكومة، وتعمل بها الدبلوماسية العراقية مع دول الجوار.

حظي مؤتمر بغداد للشـراكة والتعاون في شهر آب للعام الماضي، بمشاركة واسعة من قبل دول الجوار الإقليمي، والدول الشقيقة والصديقة، حيث خرج المؤتمر بتوصيات مهمة جسدت في إعلان قمة بغداد.

أما عن مساهمات العراق في مجال التعليم والطاقة النظيفة شدد السيد الكاظمي على أن العراق بلد نفطي شارك في انتعاش الاقتصاد العالمي، رغم ذلك عملت الحكومة مشاريع استراتيجية مهمة في مجال الطاقة النظيفة، واستخراج الغاز المصاحب والمجالات الأخرى المرتبطة بالاقتصاد الأخضر.

وتابع يقول: “هذا يتطلب الدعم الدولي بمختلف مجالاته لمساندة جهوده ولتمكينه من المضي قدما في تنفيذ السياسات والاستراتيجيات الوطنية في جانب التخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخي والتكيف معها.”

كما أشار إلى أن العراق وضع تنفيذ أهداف الاستراتيجية للتربية والتعليم العام والعالي لسنة 2030 على رأس الأولويات، وأهم تلك الأهداف زيادة معدل الالتحاق بالمدارس ليصل إلى 100 في المائة.

وأكد على أهمية تطوير قطاع التعليم والثقافة، وقال: “شرعنا بحملة لبناء مئات المدارس في مختلف محافظات العراق بعد أن عانت من نقص كبير خلال العقد الماضي، فضلا عن تسهيل المهام لبناء الجامعات والكليات.”

العراق: تجربة حيّة للأمل ، فقد شدد رئيس الوزراء على أن بلده العراق بلد تاريخي عميق الجذور في الذاكرة الإنسانية ويمثل تجربة حية للأمل، رغم التحديات الكبيرة التي تبدو صعبة ولا سيّما على مستوى الصراع السياسي الداخلي.

وقال إن الشعب قدّم تضحيات جسيمة ليس فقط لتحرير أرضه من عصابات داعش الإرهابية، بل ولمنع هذه المنظمة الخطيرة من تهديد الإنسان في كل مكان، وتقويض فكرها التدميري.

موقف راسخ تجاه القضية الفلسطينية: وعليه، أكد الكاظمي على موقف العراق تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة حقوقه المشروعة، “ونؤكد ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوّض حلّ الدولتين، واحترام الوضع التاريخي لمدينة القدس ومقدّساتها.”

تأتي كلمة الكاظمي في الوقت الذي يعاني العراق من أزمة سياسية خانقة بين مختلف القوى السياسية خاصة الإطار التنسيقي والتيار الصدري وحلفائه رغم الحديث عن جهود لحلحلة الأزمة ما انعكس سلبا على استقرار البلد مع عودة خطر الجماعات المتشددة.

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة