قراصنة ترويع إيرانيون في الخليج يقلدون قراصنة الصومال في باب المندب

قراصنة ترويع إيرانيون في الخليج يقلدون قراصنة الصومال في باب المندب

لندن – أعاد استهداف إيران للسفن في خليج عمان إلى الأذهان أعمال القراصنة الصوماليين في باب المندب التي استمرت بقوة من 2007 إلى 2010. ورغم اختلاف الأوضاع والأهداف، فهناك اشتراك في الوسائل، حيث يسعى الإيرانيون لترويع السفن تماما مثلما كان يفعل القراصنة الصوماليون.

واستولت قوات مدعومة من إيران الثلاثاء على ناقلة نفط قبالة ساحل الفجيرة الإماراتية. وتتضارب الأنباء بشأن مصير السفينة هل ما تزال بيد الخاطفين أم أنهم تركوها.

ويعتقد مراقبون أن استهداف السفن ليس أحداثا معزولة، وأنه جزء من استراتيجية لدى إيران تريد من خلالها توجيه رسائل مختلفة إلى أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك دول الخليج لإظهار قدرتها على تهديد أمن الملاحة وحركة تصدير النفط.

والهدف من قرصنة السفن هو إجبار مالكيها أو الدول التي تستفيد منها على دفع المقابل لتأمين عبور تلك السفن. وفيما كان قراصنة الصومال يبحثون عن الأموال من وراء ذلك، فإن الإيرانيين يريدون فدى في شكل مواقف سياسية تخص نفوذ إيران ودورها الإقليمي وبرنامجها النووي.

وإذا كان هناك اختلاف في الأدوات بالنسبة إلى القراصنة الصوماليين الذين كانوا يقطعون الطريق على السفن بوسائل تقليدية، فإن إيران تقود القرصنة كدولة وتقطع الطريق لأهداف أخرى وبوسائل أكثر تطورا.

ولتجنب أيّ توترات من وراء هذه القرصنة، يعمل الإيرانيون في خليج عمان وليس في الخليج العربي لأن منطقة المناورة هناك واسعة والمراقبة صعبة وتحول بينهم وبين أيّ مواجهة خاصة مع الأميركيين.

وبعد الصعود إلى السفن وتهديدها، يعود القراصنة الإيرانيون إلى سفنهم وليس إلى الأراضي الإيرانية، بينما كان الصوماليون يتحركون بالزوارق السريعة ويهربون إلى اليابسة في بلادهم.

ويقول المراقبون إن الفوارق الكبيرة في الإمكانيات بين الطرفين لاستهداف السفن لن تغير من طبيعة القرصنة، وهو ما قد يدفع إلى تعاطٍ دولي جماعي مع الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على السفن مثلما تمت مواجهة هجمات القراصنة الصوماليين في السابق.

واعتبر وضاح الطه المحلل الاقتصادي وعضو المجلس الاستشاري في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار أن إيران طورت مفهوم القرصنة من قرصنة أفراد أو ميليشيات أو عصابات إلى مفهوم “الدولة القرصان”، وأنها أصبحت تمارس القرصنة باستهتار ورعونة مما يتطلب موقفا دوليا رادعاً.

وأشار الطه في تصريح لـ”العرب” إلى أن “حوادث تفجير ناقلات النفط في المياه الدولية بواسطة ألغام بحرية أو طائرات مسيّرة هي أسلوب قرصنة، والأمر نفسه بالنسبة إلى اختطاف السفن وتحويل مسارها إلى الموانئ الإيرانية”.

وقال مركز الأمن البحري العماني على تويتر إنه تلقى معلومات عن أن الناقلة أسفلت برينسيس التي ترفع علم بنما تعرضت لواقعة خطف في المياه الدولية في خليج عمان وإن السلطنة “سيّرت سفنها من أجل تأمين حركة السفن بالمنطقة”.

وفي وقت سابق أعلنت البحرية البريطانية أن الخاطفين أخلوا السفينة التي تعرضت للاختطاف قبالة إمارة الفجيرة بخليج عمان. وقالت هيئة العمليات البحرية البريطانية إن من صعدوا على متن الناقلة تركوها قبالة ساحل الإمارات، والناقلة في أمان وانتهت الواقعة.

ويأتي هذا الحادث بعد هجوم وقع الأسبوع الماضي على ناقلة تشغّلها شركة إسرائيلية قبالة سواحل سلطنة عمان تسبب في مقتل اثنين من أفراد طاقمها وألقت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا بالمسؤولية فيه على إيران.

وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا إنهما ستعملان مع حلفائهما للرد على الهجوم على الناقلة ميرسر ستريت التي ترفع علم ليبيريا، وهي مملوكة لشركة يابانية وتديرها شركة زودياك ماريتايم الإسرائيلية.

واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء سعيد آرا جاني رئيس إدارة “الطائرات دون طيار” التابعة للحرس الثوري الإيراني، بالوقوف وراء الهجمات في الخليج العربي.

وقال غانتس “سعيد آرا جاني هو الرجل المسؤول بشكل شخصي عن الهجمات الإرهابية في خليج عمان”.

العرب