باكستان وتركيا.. زيادة التنسيق بين تحالف المستفيدين من انتصار طالبان

باكستان وتركيا.. زيادة التنسيق بين تحالف المستفيدين من انتصار طالبان

إسلام أباد – نشط التنسيق بين باكستان وتركيا بعد التطورات الميدانية في أفغانستان التي دفعت بحركة طالبان إلى الواجهة، في وقت يعتقد مراقبون أن هذين البلدين سيكونان أبرز المستفيدين، صحبة قطر، من استلام طالبان للحكم.

ووصل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الثلاثاء إلى باكستان في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره برويز ختك، ووزيرة الإنتاج الحربي زبيدة جلال، وقائد القوات البرية قمر جواد باجوا.

وقالت وسائل إعلام تركية إن أكار سيبحث خلال الزيارة التطورات الأخيرة في أفغانستان.

ويرى المراقبون أن زيارة أكار مهمة بالنسبة إلى أنقرة وإسلام أباد معا في وقت لم تخف فيه قوى إقليمية ودولية مخاوفها من إصرار حركة طالبان على الحسم العسكري وفرض نفسها في الحكم.

شاه محمود قرشي: أين بناء قدرات القوات الأفغانية والتدريب والمعدات

وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن تركيا وباكستان تعتقدان أن خطاب طالبان المناوئ للولايات المتحدة وأوروبا سيجعلهما طرفا مباشرا في أيّ تفاوض مستقبلي مع طالبان لأن وجودهما دائم على حدود أفغانستان بفعل الجغرافيا، وستكون الحركة مجبرة على التنسيق معهما، هذا إن لم يكن هناك تنسيق وتعاون من وراء ستار.

ورغم نفي إسلام أباد لأي علاقة خاصة مع طالبان، فإن تقارير مختلفة تتحدث عن تنسيق بينهما، وأن باكستان ستكون مستفيدة من صعود حليفتها تاريخيا إلى الحكم.

وقالت إسلام أباد الاثنين إن المجتمع الدولي في حاجة إلى بحث سبب “انهيار” قوات الأمن الأفغانية أمام هجمات حركة طالبان في أنحاء أفغانستان، بدلا من توجيه اللوم لباكستان على الوضع الذي يتدهور بسرعة هناك.

وتساءل وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في مؤتمر صحافي قائلا “أين بناء القدرات والتدريب والمعدات؟”، في إشارة إلى الموارد التي أنفقتها الدول الأخرى، لاسيما الولايات المتحدة، على تعزيز القوات الوطنية الأفغانية.

ومن شأن العلاقة المتينة بين طالبان وباكستان أن تساعد في توسيع التحالف ليشمل تركيا التي تراهن على العديد من العناصر لجلب الحركة السنيّة، ذات المواقف المتشددة تجاه القوة الأجنبية، إلى صفها من بينها الموروث التاريخي، والبعد المذهبي، وكذلك مصالح طالبان مع حليفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قطر وباكستان.

ولا شك أن باكستان وتركيا ستستفيدان من القطيعة الحاصلة بين طالبان والولايات المتحدة، وعجز إدارة جو بايدن عن بناء الثقة مع الحركة قبل تنفيذ انسحاب متسرّع.

وشنت الولايات المتحدة ضربات جوية دعما للقوات الحكومية لكنها قالت إن القوات الأفغانية هي المسؤولة عن حماية البلاد. وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للصحافيين الاثنين “إنها بلادهم الآن، فليدافعوا عنها. إنه صراعهم”.

وأعلنت الخارجية الأميركية الاثنين أن المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد يعتزم إجراء محادثات في الدوحة هذا الأسبوع من أجل “الضغط على طالبان لوقف هجومها العسكري”، وذلك بعد استيلاء الحركة على ست عواصم ولايات أفغانية.

وأضافت الخارجية في بيان “سيتوجه السفير خليل زاد الى الدوحة للمساعدة في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة في أفغانستان”.

وقال البيان “إن الوتيرة المتزايدة للعمل العسكري لطالبان، الذي نتج عنه سقوط إصابات في صفوف المدنيين في هذا النزاع المسلح بين الطرفين، والفظائع المزعومة لانتهاكات حقوق الإنسان تشكلان مصدر قلق بالغ”. وأكد أن “التفاوض على حل سلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب”.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إن قوات طالبان تسيطر الآن على 65 في المئة من أراضي أفغانستان وتهدد بالسيطرة على 11 عاصمة إقليمية وتحاول حرمان كابول من الدعم التقليدي الذي تحصل عليه من القوات المحلية في الشمال.

وسحبت الحكومة قواتها من المناطق الريفية التي يصعب الدفاع عنها للتركيز على الكتل السكانية الكبيرة في حين طالب مسؤولون بالضغط على باكستان المجاورة لوقف دعم مقاتلي طالبان ومنع تدفق الإمدادات عبر الحدود غير المحكمة. وتنفي باكستان دعمها لطالبان.

وتقول كابول والعديد من الحكومات الغربية إن دعم باكستان لطالبان سمح لها بالصمود في حرب استمرت 20 عاما بعد طردها من السلطة عام 2001 في غزو قادته الولايات المتحدة لأفغانستان.

وقال مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الباكستاني مؤيد يوسف الثلاثاء إن بلاده لن تفتح معابرها الحدودية مع أفغانستان، وذلك لمنع تدفق المزيد من اللاجئين الأفغان.

وفي تصريحاته للصحافيين بالعاصمة إسلام أباد أفاد يوسف بأنّ بلاده تستقبل أكثر من 3 ملايين لاجئ أفغاني، وأنّ اقتصاد بلاده “لا يستطيع تحمل المزيد”.

العرب