قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، حسن ناظم، اليوم الجمعة، إنّ دولاً مهمة ستشارك في المؤتمر الإقليمي المقرر عقده نهاية الشهر الحالي، متحدثاً عن أهمية توصل دول المنطقة لتفاهمات تنعكس بشكل إيجابي على الوضع في العراق، فيما أكدت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان بأن الولايات المتحدة الأميركية ستشارك في المؤتمر دون تحديد مستوى التمثيل.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة، حسن ناظم، قوله إنّ “قمة بغداد المقرر عقدها في نهاية الشهر الجاري ستحضر فيها دول مهمة وأساسية من دول الجوار الإقليمي وغيرها”، وأضاف أنّ “قمة بغداد تكتسب محاور مهمة أولها الدبلوماسية وأثرها في المنطقة”.
وأكد ناظم أنّ “الهدف الأول هو أن يتحقق استقرار العراق في التفاهمات مع دول المنطقة، وحينما تستقر دول المنطقة تخف توتراتها، وينعكس ذاك على استقرار العراق والمنطقة والجوار”، على حد تعبير المسؤول العراقي الذي أشار إلى أن “الملف الثاني في قمة بغداد يتمحور حول الاقتصاد لاسيما وأن العراق لديه شراكات اقتصادية كبيرة مع دول الجوار، وفي مجلس التنسيق العراقي السعودي، منها بمجال الكهرباء والبتروكيميائيات وبناء المدارس والمشاريع في التعليم وفي الزراعة والثقافة وغيرها من الملفات”.
وبيّن أنّ “القمة ستخرج بقرارات مهمة تتعلق بالمجال الاقتصادي وأخرى تتعلق في التغير المناخي والاحتباس الحراري”.
ونبّه إلى أن “قمة بغداد لا تركز على ملف معين سواء المتعلق بالتوترات بين بعض الدول فقط، بل ستجمع دول الجوار جميعاً وأي مصالح للعراق في هذا الحوار ستحسب كما أنّ واحداً من أهداف المؤتمر هو استعادة استقرار العراق”.
من جهته، كشف نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ظافر العاني، عن مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في المؤتمر الدولي نهاية الشهر الحالي في بغداد.
وأضاف العاني، في تصريحات أوردها التلفزيون الحكومي العراقي، أنّ “الدول المدعوة للمؤتمر المزمع عقده في بغداد معنية بأمن واستقرار العراق”، لافتاً إلى أن “معظم المشاكل الداخلية نابعة من الصراعات الاقليمية والتدخلات بالشأن العراقي”.
وأضاف “يجب أن يخرج المؤتمر بنتيجة عملية لإبعاد التدخلات الخارجية وعدم طرح الملفات الشائكة المتعلقة بالخلافات البينية في ما بين الدول”.
وأكد العاني أنّ “استقلال القرار السياسي العراقي مهم ليس للعراق فحسب، وإنما لجميع دول المنطقة”، لافتاً إلى “أهمية تركيز المؤتمر على ملف العراق حصراً وإبعاد الخلافات الإقليمية والدولية عن الساحة العراقية”.
وتابع: “يجب ألّا يكون العراق مصدراً لتهديد دول الجوار، وألّا يكون بوابة للتدخلات الخارجية والداخلية”، داعياً الحكومة إلى “منع ظاهرة السلاح المنفلت الذي يستخدم مراراً ضد دول الجوار”.
ولفت إلى أنّ “مشاركة الرئيس الفرنسي في المؤتمر أمر مشجع، كما أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الولايات المتحدة ستشارك أيضاً في المؤتمر”، موضحاً أنّ “هاتين الدولتين لهما دور كبير في المنطقة ووجودهما عامل تهدئة”.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، لـ”العربي الجديد”، أنّ اللجنة المكلفة بالتحضير للمؤتمر برئاسة الوكيل الأقدم (الأول) لوزارة الخارجية نزار الخير الله، أنجزت عدة ملفات رئيسية، من المقرر أن يتم بحثها خلاله، تتعلق بالمجمل في الأمن والحرب على تنظيم “داعش”، والحدود والمياه والتجارة والاستثمار والنقل والصحة، وقضايا سياسية عدة، وجرى تصنيف الملفات بحسب أهمية ارتباطها مع العراق.
وقالت المصادر إنّ وزير الخارجية فؤاد حسين وصف المؤتمر، قبل أيام، بأنه لـ”تحريك المياه الراكدة في المنطقة، ولن يكون لالتقاط الصور”، وذلك في معرض تعليقه على جزئية إمكانية أن يحل مؤتمر ليوم واحد ملفات ضخمة وكبيرة تتعلق بالعراق.
وأكد حسين، بحسب المصادر، وجود “جو ممتاز” لتحقيق لقاء جانبي سعودي إيراني خلال المؤتمر على مستوى رؤساء الوفود التي ستحضر إلى بغداد.
بدوره، قال وزير التخطيط العراقي خالد البتال، في تصريح متلفز، إن العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكدوا حضور المؤتمر المقرر عقده نهاية الشهر الحالي.
العربي الجديد