تطورات تونس وليبيا وراء التنسيق التركي – الجزائري المتزايد

تطورات تونس وليبيا وراء التنسيق التركي – الجزائري المتزايد

الجزائر – زاد التنسيق الجزائري – التركي بشكل لافت بعد الخامس والعشرين من يوليو الذي تزامن مع التغييرات التي أحدثها الرئيس التونسي قيس سعيد وعلى رأسها تجميد عمل البرلمان وحل الحكومة، وهي قرارات أزاحت حركة النهضة الإسلامية من الواجهة ورأت فيها تركيا سقوطا لحليفها الرئيسي في تونس، فيما تقول الجزائر إن ما جرى في تونس يفتح الأبواب أمام تدخلات خارجية يمكن أن تهدد أمنها القومي.

وتقول أوساط جزائرية مطلعة إن السلطات الجزائرية تحاول أن يكون موقفها متوازنا في الموضوع التونسي، وهي تميل إلى قيس سعيد، لكنها لا تريد خروج حركة النهضة من الواجهة، وهو موقف يراعي مصالح تركيا وحساباتها أكثر مما يراعي مصالح الجزائر وعلاقاتها التاريخية مع تونس.

وتشير هذه الأوساط إلى أن تركيا نجحت في جرّ الجزائر إلى مربعها الإسلامي بالرغم من أن حسابات الجزائر الداخلية لا تقبل بحكم الإسلاميين في تونس لكونه يشجع إسلاميي الجزائر على التفكير في الحكم مستقبلا، وهذا يهدد سيطرة المؤسسة العسكرية.

زيارة وزير الخارجية التركي إلى الجزائر تأتي في إطار المشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين

ويظهر التقارب التركي – الجزائري أكثر في الموضوع الليبي بالدفع نحو تقوية الجماعات والميليشيات الإسلامية المتمركزة في الغرب ودعمها سياسيا لمنع سيطرة أيّ حكومة موالية أو قريبة من قائد الجيش الليبي السابق خليفة حفتر، المعادي للبلدين.

وتتهم الجزائر خليفة حفتر بأنه أميل إلى مصر ودول الخليج، وأن سيطرته على ليبيا ربما تفتح الطريق أمام نفوذ عربي منافس لها في محيطها الإقليمي.

وحل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السبت في الجزائر في إطار زيارة رسمية تدوم ليومين، بدعوة من نظيره الجزائري رمطان العمامرة.

وذكر بيان للخارجية الجزائرية بأنه “بدعوة من وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان العمامرة ، يشرع مولود جاويش أوغلو وزير خارجية الجمهورية التركية بزيارة رسمية إلى الجزائر تدوم ليومين، وأنها تأتي في إطار المشاورات السياسية المنتظمة بين البلدين الملتزمين بمعاهدة الصداقة والتعاون منذ عام 2006”.

وأضاف “سيجري الوزيران مراجعة شاملة لحالة العلاقات الثنائية التي تميزت بديناميكية إيجابية، بقيادة رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما نتج عنه حوار سياسي رفيع المستوى وإحراز تقدم كبير في التعاون الاقتصادي بين البلدين”، وهو ما يوحي بأن البلدين يطمحان إلى إعطاء زخم جديد لعلاقتهما، لاسيما في الملفات المشتركة إقليميا كليبيا وتونس.

ولم يتم الإعلان عن الزيارة من قبل، مما يعطي الانطباع أنها جاءت في ظروف استثنائية أملتها تطورات متسارعة داخليا وخارجيا، فعلاوة على الوضع في تونس وليبيا، يعيش البلدان على وقع كوارث طبيعية قوية من حرائق وفيضانات أحدثت أضرارا كبيرة في الممتلكات والأرواح.

وكتب وزير الخارجية الجزائري في تغريدة له على حسابه الرسمي في تويتر منذ أسبوع “في مكالمة هاتفية مع زميلي مولود جاويش أوغلو، وزير خارجية جمهورية تركيا، أكدنا على عزمنا المشترك لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين الجزائر وتركيا عبر تبادل الزيارات رفيعة المستوى وترسيخ سنّة التشاور والتنسيق المتبادل حول المسائل ذات الاهتمام المشترك”.

ورغم أن التغريدة المذكورة لم تشير إلى الزيارة الحالية، إلا أنها عبرت عن حرارة عالية في خط الجزائر – إسطنبول، مما يوحي بظهور معالم تحالف استراتيجي في المنطقة، يهدف إلى إحداث توازن مع القوى الإقليمية النافذة في المنطقة.

وكان الرئيس التركي أول رئيس دولة يزور الجزائر بعد الفراغ الذي عاشته مؤسسات الدولة بسبب أحداث الحراك الشعبي، وأكد خلالها رغبة بلاده في رفع حجم المبادلات الاستثمارية للشركات التركية في الجزائر إلى 5 مليارات دولار.

ولفت إلى أن منتدى رجال الأعمال الجزائري – التركي يؤسس لبداية مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية الاستثمارية بين البلدين.

العرب