مسعود البارزاني… أسطورة نجل زعيم خالد

مسعود البارزاني… أسطورة نجل زعيم خالد

مر الشعب العراقي بمحطات خالدة في سفر تاريخه السياسي المعاصر وكانت له بصمات واضحة في مجمل الحركات السياسية التي عاصرت جميع الحكومات التي حكمت البلاد منذ تأسيس الدولة العراقية في عام ١٩٢١ وبرزت العديد من الأحزاب والحركات الثورية والشخصيات الوطنية التي سعت إلى تعزيز روح البناء والتقدم والازدهار وبناء المجتمع العراقي وتعزيز علاقته بالمحيط العربي والإقليمي والدولي لما يتمتع به العراق من تاريخ حضاري وموقع إستراتيجي وثروة اقتصادية وشعب كريم تواق للحرية عاشق للحياة المدنية حريص على الاعمار والبناء واحترام القانون .
ساهمت الأحزاب السياسية في تحديد مساراتها الفكرية ومنهجها الميداني والعمل على تكوين الجبهات السياسية وتعزيز روح التعاون والتفاهم بين قيادات هذه الأحزاب التي كانت إحدى المنعطفات المهمة في تاريخ العراق .
مثلت الحركة الوطنية الكردية مسارا مهما في التاريخ السياسي للعراق واثمرت عن تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في ١٦ آب ١٩٤٦ بعد معاناة طويلة وسنوات حافلة من العمل المتواصل مع أبناء الشعب الكردي لتعزيز البنية المجتمعية والهوية الوطنية والكفاح الميداني الذي سعت اليه الحركة الكردية ممثلة بقيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتوالت السنين والأحداث حتى تكللت سنوات النضال والعمل الميداني بالإعلان عن (إقليم كردستان العراق ) الذي مثل نتاج فعال لقيادات ميدانية مخلصة خدمت الحركة الكردية وساهمت في تعزيز مكانة أبناء الشعب الكردي في العراق يقودها السيد مسعود مصطفى البارزاني الذي عبر بصدق عن حقيقة الإنتماء الإنساني لشعبه وإيمانه بقضيته وحتمية تحقيق أهدافه التي كانت ثمرة نضال وكفاح الكرد المؤمنين بقضيتهم وتاريخ شعبهم .
تميزت شخصية السيد مسعود البارزاني بالحكمة والرأي السديد والتعامل مع الأحداث بهدوء ورؤية ميدانية صادقة نابعة من فهم وإدراك عميق لطبيعة الأحداث السياسية التي مر بها العراق وعبر عنها في العديد من اللقاءات والحوارات وجاءت لتؤكد عمق الوحدة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار العراق وبناء المجتمع العراقي الذي تقوده مفاهيم العدالة الاجتماعية واحترام حرية الإنسان وبناء مؤسسات الدولة.
جاءت تجربة إدارة إقليم كردستان العراق معبرة عن صورة عراقية واعية في بناء صرح الدولة وإعلاء شأن الإنسان المواطن وتعزيز مكانته وإيجاد تنمية بشرية تنموية قامت عليها العديد من المشاريع الإستراتيجية في البناء والأعمار لمدن ومحافظات إقليم كردستان وتنوعت مظاهر التطور الحضاري في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والصحية والعلمية.
نال السيد مسعود البارزاني ثقة ومحبه شعبه الكردي ومساندة جميع القوى الخيرة والمحبة للسلام والاستقرار ،وساهم في إبراز الوجه الحضاري للشعب العراقي بكل أطيافه عبر العديد من العلاقات السياسية وقواعد الثقة والاحترام المتبادل التي قام ببناءها وتوسيعها في المحيطين الدولي والإقليمي فكسب احترام وتقدير جميع الشخصيات السياسية الفعالة وأصبحت له مكانة مرموقة في الميدان السياسي العربي والإسلامي والإقليمي والدولي، مما عزز في جهوده الرامية إلى بناء قاعدة ثابتة رصينة من العلاقات التي تحترم قضية العراق وترفع من شأنه بين الأمم والاقطار المتحررة .
أصبحت شخصية السيد البارزاني محط أنظار القوى والأحزاب السياسية العراقية وبدأت جميع الشخصيات والقيادات الحزبية تتجه صوب منطقة صلاح الدين بمحافظة اربيل حيث المجمع الرئاسي لإقليم كردستان لتتدارس وتتناقش وتتحاور في الأوضاع القائمة في العراق والرؤية المستقبلية لما ستؤول إليه الأحداث والاستماع من السيد مسعود البارزاني إلى رؤية صادقة نابعة من تجربة غنية ونظرة ثاقبة للمستقبل وفهم عميق التوجهات السياسية الإقليمية والدولية وكيفية استثمارها لتعزيز مكانة وحيوية العراق وشعبه الكريم ،والدعوة إلى نبذ الخلافات وتغليب مصالح الشعب على المصالح الفئوية والحزبية وتعميق أواصر الوحدة بين أبناء الشعب العراقي بعيدا عن الطائفية وصور الكراهية والانتقام والعمل على بناء مجتمع تسوده قيم المحبة والتألف والازدهار .
وجه السيد البارزاني باحتواء الإقليم لجميع القوى السياسية الوطنية والأصوات الحرة من الأدباء والمفكرين والشعراء والفنانين والإعلاميين والعوائل الكريمة العراقية من النازحين ، وأصبحت مدينة اربيل ومحافظات الاقليم مكانا للأحرار الصادقين مع شعبهم المؤمنين بمبادئهم المدافعين عن قضيتهم .
تبقى الحركة الكردية الوطنية عاملا مساهما في تعزيز البنية السياسية للمجتمع العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني ملاذا لجميع الخيرين من أبناء الشعب الكردي ويعلم الآخرين أن جميع الأحزاب والتيارات السياسية الكردية الأخرى خرجت وتاسست من رحم الحزب الديمقراطي الكردستاني ورفعت شعاراته ونادت بأهدافه ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى القيمة السياسية والقدرة القيادية التي يتمتع بها رئيس الحزب والتأثير الميداني الذي يتحلى به

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية