طمأن الزعيم الكوردي مسعود بارزاني يوم الأحد المواطنين في إقليم كوردستان بعدم وجود أي وجه شبه بين الإقليم وأفغانستان. قائلًا، إنه “بعد ماحصل في أفغانستان شهدنا في الأيام القليلة الماضية موجة سياسية وإعلاميه باتجاه خلق فوضى وقلق ووضع نفسي يبعث على التشاؤم والاحباط بالمقارنة بين اقليم كوردستان وافغانستان”.
وأضاف “هنا أود أن يعلم الجميع بأن كل شعب في العالم إن لم يعتمد على نفسه و طاقاته فهو معرض الى الدمار والابادة في اية لحظة وسيكون لوجودنا وصمودنا دورا كبيرا في دعم الاخرين لنا ان كنا نمتلك الارادة للبقاء”.
كما أشار الزعيم بارزاني إلى أن “هناك فرقاً كبيراً بين أفغانستان وكوردستان والفرق واسع وشاسع بين قوات البيشمركة والجيش الأفغاني البيشمركة نتاج لتاريخ ودماء ودموع شعب كوردستان وسجلت هذه القوات المئات من الملاحم البطولية والتاريخية ومن ضمنها ملاحم كوري وتحطيم اسطورة داعش الزائفة ومعارك بردي وسحيلا حيث كان اعداء كوردستان يخططون لكسر ارادة هذا الشعب، لكن قوات البيشمركة وشجاعة شعب كوردستان وارادته الفولاذية افنت مخططات ومؤامرات الاعداء”.
ومضى الزعيم بارزاني بالقول “هنا اود ان اطمئن الجميع بان الوضع في كوردستان مختلف تماما عن بقية المناطق ولله الحمد فإن لكوردستان بيشمركتها الابطال وقواتها والاهم من كل ذلك اننا شعب له ارادة وقضية”.
وتابع الزعيم الكوردي بالقول ان “تخيل الاعداء اذية هذا الشعب وان حاولوا فعل ذلك فلم يمر هذا الامر لهم بسهولة ولن يتمكنوا وبكل تاكيد من تنفيذ مخططاتهم بسهولة ومن الواضح بان كل من يريد نشر مايحبط هذا الشعب وينشر شعورا بالنقص وعدم الثقة بالنفس ، لم يفهم حتى الان من يكون هذا الشعب ولم يعرف ارادته وصموده”.
هذا التصريح لا يصدر إلا عن قائد ورمز وطني أفنى حياته في حركة الوطنية الكوردية أملًا في تحقيق طموحات الشعب الكوردي. ولأنه سليل زعامة سياسية ودينية. لا شك في أن بارزاني كافح -ويكافح- من أجل الشعب الكوردي للحصول على حقوقه المشروعة، لذلك ومن الإنصاف يجب أن نتعرف على خلفية شخصية الرئيس مسعود بارزاني في سياق تعامله مع دوره في مصلحة الشعب الكوردي والقضية الكوردية ومصالح العامة.
المولد والنشأة
ولد مسعود بارزاني في مدينة مهاباد في كردستان إيران في 16 اغسطس/آب عام 1946 حيث كان والده الملا مصطفى بارزاني مسؤولا عسكريا في جمهورية مهاباد الكردية وواصل الدفاع عنها لمدة عام حتى قضت عليها إيران فغادر مع المئات من أنصاره إلى الاتحاد السوفييتي السابق بينما عاد مسعود مع أفراد عائلته وآلاف من أبناء عشيرة بارزان الى العراق حيث تم نفيهم إلى الجنوب.
ويعبر بارزاني عن قيم وتقاليد المجتمع الكردي العشائري كما أن لعائلة بارزاني مكانة دينية في كردستان، ولها تاريخ طويل في العمل في سبيل حقوق الأكراد إذ أن السلطنة العثمانية أعدمت جده مسعود الشيخ عبد السلام بارزاني عام 1914 بعد قيادته تمردا مسلحا ضد الحكم التركي لكردستان.
وبعد الإطاحة بالنظام الملكي في العراق في الرابع عشر من يوليو/تموز عام 1958 وعودة الملا مصطفى بارزاني سمحت لهم الحكومة العراقية بالعودة إلى منطقة بارزان، وكان مسعود يبلغ من العمر 12 عاما.ونص الدستور المؤقت للجمهورية العراقية الحديثة ولأول مرة بأن العرب والأكراد “شركاء في الوطن”.
الدراسة والتكوين
نشأ برعاية أخواله في كردستان العراق التي تعلم في مدارسها الابتدائية إلى أن انتقل إلى بغداد ليدرس في مدارسها المتوسطة والثانوية.
التجربة السياسية
ساعدت البيئة التي نشأ فيها البارزاني الابن على الارتباط القوي بقضية الشعب الكردي، فمنذ أن أصبح شابا التحق بالثورة الكردية التي كان يقودها أبوه الملا مصطفى البارزاني الذي شنَّ منذ عام 1961 كفاحا مسلحا ضد الحكومة العراقية، وسرعان ما انضم إليه مسعود وهو في سن الـ16. وفي عام 1970 كان البارزاني الابن على رأس وفد وقع اتفاق حكم ذاتي مع بغداد، لكنه انهار واستؤنف الكفاح المسلح.
القيادة السياسية
بعد وفاة والده “الجنرال مصطفى البارزاني” عام 1979، تولى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفي نفس العام تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة النمساوية فيينا أسفرت عن إصابة أحد مساعديه بجراح. بعد حرب الخليج الأولى عام 1991 وانتفاضة الأكراد ضد الحكومة العراقية بدأ فصل جديد في حياة بارزاني السياسية.
برز البارزاني قائدا للانتفاضة الكردية لوجوده أثناءها في كردستان العراق، بينما كان منافسه جلال الطالباني خارج العراق. وحث الأول شعبه على البقاء في الإقليم بعد نزوح الآلاف منهم إلى إيران وتركيا خوفا من ردود فعل السلطات المركزية العراقية بقصف المناطق الكردية المنتفضة بالأسلحة التي قيل إنها كيميائية.
وساهم البارزاني بشكل فعال في الإعداد لمؤتمر المعارضة الذي عقد في أربيل عام 1992 والذي سمي بمؤتمر “صلاح الدين” وضم الأحزاب والحركات والشخصيات السياسية المعروفة كافة. واختير في المجلس المركزي المؤلف من ثلاثة أعضاء لقيادة المعارضة العراقية.
وبعد احتلال القوّات الأميركية والبريطانية العراق عام 2003، طوى البارزاني وغريمه الطالباني خلافاتهما السابقة كليا ليشكلا زعامة مشتركة، وشاركا في مختلف المحطات السياسية التي عرفها العراق بعد صدام بدءا من مجلس الحكم بالعراق والحكومة العراقية المؤقتة إلى الانتخابات العراقية.
أن التاريخ النضالي والسياسي للزعيم مسعود البارزان رجل ذو مكانة عالية، وتاريخ مشرف، وقائد متمكن، ورمز لحركة التحرر الكوردي، لعب دورًا مهمًا في بناء الرجل الكوردي وإنقاذه من مصير مجهول ومستقبل مظلم ينتظر “خاصة في الخمسين عامًا الماضية وحتى يومنا هذا.
اليوم الزعيم مسعود بارزاني نموذج يحتذى به كل كوردي وزعيم وقائد استقلال ورمز للمقاومة ضد قوى الديكتاتورية والبارزاني صاحب النظرية ومقولة (في النصر لا الغطرسة والغرور وفي الخسارة والضياع لا نفقد الأمل) نعم بارزاني أبو مسرور اليوم هو زعيم الأمة كلها ورمز قوتها، اكتسب صفات القيادة والقيادة السياسية التي ميزت شخصيته الفريدة. سيبقى بارزاني رمزًا ولقبًا وصاحبًا للقضية الكوردية ، لأن الرجل مع الشعب والشعب معه في كل الأوقات ، مهما كانت الظروف في فترة الثورة او البناء.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية