قال وزير الدفاع العراقي جمعة عناد إن الوضع في العراق يختلف تماما عن الوضع الراهن في أفغانستان، في حين حذر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني من تشبيه الحالة الأفغانية بالوضع في كردستان.
وأضاف عناد خلال حوار لبرنامج لإحدى وسائل الإعلام الروسية أن “حركة طالبان في أفغانستان هي حركة تأسست في ثمانينيات القرن الماضي بعد دخول الاتحاد السوفياتي إلى هذا البلد، وأنها حركة من داخل البلاد وليست من خارجها، أي أنها حركة أفغانية صرفة”، مضيفا أن “طالبان استلمت مقاليد الحكم في البلاد منذ عام 1996 حتى عام 2001 عندما جاء الأميركيون وأسقطوا هذا الحكم”.
وأوضح أن هذه الحركة تحظى بمؤيدين من المجتمع الأفغاني، وأن الذي يحكم هذا المجتمع هو نظام قبلي، وطالبان تمتلك عمقا كبيرا في العشائر الأفغانية، حسب تعبيره.
وقال الوزير العراقي الموجود في موسكو لحضور منتدى عسكري “إن طالبان لم تغادر البلاد بشكل كامل وبقيت تقاتل القوات الأميركية والأفغانية لأكثر من 20 عاما، وبالتالي فإن انسحاب القوات الأميركية مكن هذه الحركة من الدخول والسيطرة على البلاد”.
وأشار إلى أن العراق يختلف تماماً عن أفغانستان، وأنه لا يمكن مقارنتهما معاً، وفي مقدمة هذا الاختلاف أن تنظيم الدولة الإسلامية هو تنظيم عالمي وليس عراقيا، وأن العراقيين المنسوبين لهذا التنظيم هم قلة قليلة، بينما الجزء الأكبر لهذا التنظيم من خارج العراق، مؤكداً أنه لا توجد جذور لهذا التنظيم في المجتمع ولا العشائر العراقية، وأن ما تبقى من التنظيم هم جزء قليل جدا لا يمتلك القدرة العسكرية ولا الإمكانيات ولا يشكل خطرا على البلاد.
وحول قدرة الجيش العراقي على التصدي لهذا التنظيم بعد الانسحاب الأميركي، قال “إن الجيش قد دخل تجربة كبيرة في القتال ضد تنظيم الدولة، والقوات العراقية بهذه التجربة تمكنت من إزاحته خلال فترة قياسية وهي 3 سنوات و3 أشهر، في وقت قدرت الأوساط العسكرية الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، أن تستمر الحرب في العراق ضد التنظيم 6 سنوات.
واختتم حواره “بأن قوات التحالف الدولي قدمت المساعدة والإسناد خلال هذه المعركة، ولكن النصر كان نصرا عراقيا بسواعد القوات العسكرية العراقية”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن أفغنة العراق ولا تكرار السيناريو الأفغاني على الأراضي العراقية بوجود هذا الجيش والشعب العراقي، الذي لن يقف مكتوف الأيدي ضد أي اعتداء على البلاد”.
تصريحات البارزاني
وفي سياق متصل حذر مسعود البارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس السابق لكردستان العراق، من تشبيه الحالة الأفغانية بالوضع في الإقليم.
وقال البارزاني في بيان نشر الاثنين إن موجة سياسية وإعلامية تعمل منذ أيام لبث القلق والإحباط بين أوساط الأكراد من خلال المقارنة بين الإقليم وأفغانستان، وأكد أن “هناك اختلافا كبيراً بين الحالتين، وهناك اختلاف أكبر بين قوات البشمركة الكردية التي وصفها بالشجاعة والقوية والجيش الأفغاني”، والأهم من ذلك كله أن الأكراد “أصحاب إرادة وقضية”.
وشدد على أن “أي شخص ينوي بث خيبة الأمل وزعزعة الثقة بالنفس ونشر المقارنات غير المعقولة بين الشعب يبدو أنه لم يتمكن حتى الآن من فهم إرادة وصمود شعب كردستان”.
المصدر : الصحافة الروسية + وكالة سند