ثمّن وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان الدعم القطري لعمليات الإجلاء من أفغانستان، وأكدا شراكة الدوحة وواشنطن لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، في حين أكد وزير خارجية قطر أن مطار كابل بات مهيأ للرحلات الدولية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة لوزيري الخارجية والدفاع القطريين الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وخالد العطية ونظيريهما الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة مستمرة في دبلوماسيتها تجاه أفغانستان وتعلم أن قطر ستكون شريكتها، مشيرا إلى أن علاقة واشنطن مع قطر قوية ولن تنسى ما قامت به خلال عمليات الإجلاء.
وأوضح أن علاقات بلاده مع قطر أكثر عمقا من أي وقت مضى.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن نقل الولايات المتحدة لعملها الدبلوماسي من كابل إلى الدوحة ليس وليد المصادفة، معبرا عن امتنانه العميق لدولة قطر ولما قامت به من جهود خاصة خلال عمليات الإجلاء، كما أشاد بجهود قطر وتركيا لإعادة تشغيل مطار كابل.
وبيّن أنه إضافة لاستجابتها لعمليات الإجلاء، فقد قدمت قطر دعما طبيا كبيرا ساهم في إنقاذ الأرواح، قائلا “إن ما فعلته قطر سيبقى في الذاكرة طويلا ونيابة عن الشعب الأميركي أتقدم لكم بالشكر الجزيل”.
وأعلن بلينكن عن تواصلهم مع حركة طالبان خلال الساعات الأخيرة، حيث أشارت الحركة إلى إمكانية مغادرة من يحملون وثائق سفر، مشيرا إلى أن عدد من بقي في أفغانستان من حاملي الجنسية الأميركية يبلغ 100 شخص.
كما أعلن تصميم واشنطن على مواصلة تقديم المساعدات للشعب الأفغاني بما يتسق مع العقوبات القائمة.
امتنان وشكر
في السياق ذاته، جدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن التأكيد أن قطر ساهمت في إنقاذ آلاف الأرواح، ولم تكن واشنطن لتحقق إنجاز الإجلاء من أفغانستان دونها.
وأعرب عن ثقته في وقوف قطر مع الولايات المتحدة في دعم الأمن والسلام في المنطقة، وعن فخره بما قام به الجنود الأميركيون خلال عمليات الإجلاء في ظل ظروف صعبة.
وقال إن الولايات المتحدة أكملت أكبر عملية إجلاء في تاريخها شملت إجلاء أكثر من 124 ألف شخص من أفغانستان، متوجها بالشكر لدولة قطر على الدعم والمساعدة.
وبيّن أن التعرف على أي تهديدات مصدرها أفغانستان سيكون صعبا، لكنه أكد التزامه بضرورة التصدي لها، مؤكدا أن واشنطن تواصل العمل مع شركائها الإقليميين لتقليص النزاعات وخفض التوترات.
من جهته، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن المباحثات مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين ركزت على عمليات الإجلاء من أفغانستان، مع التشديد على أهمية فتح الممرات الإنسانية.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك بين وزراء الخارجية والدفاع من قطر والولايات المتحدة، دعا الوزير القطري طالبان إلى تسهيل عمليات وصول المساعدات إلى أفغانستان.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني شراكة الدوحة وواشنطن لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، مبينا أن الولايات المتحدة الشريك الأهم بالنسبة لقطر وهذه العلاقة قائمة منذ عقود.
وأعرب عن أمله في أن تكون هناك آفاق مستقبل أفضل لأفغانستان وأن تقوم حكومة تشاركية فاعلة.
وبخصوص الوضع في مطار كابل، قال وزير الخارجية القطري إن مطار كابل سيكون جاهزا للرحلات الدولية خلال فترة قصيرة، مشيرا إلى أن ما تم إصلاحه داخل مطار كابل يجعله صالحا للملاحة.
أما وزير الدفاع القطري خالد العطية فقال بدوره إنه جرى خلال الاجتماع مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين مناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان، إضافة إلى العمل الفني والتقني في مطار كابل الدولي بعد الانسحاب الأميركي.
وكان الديوان الأميري قد أعلن مساء أمس الاثنين أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحث مستجدات الشأن الأفغاني مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الوزيرين الأميركيين نقلا شكر الرئيس جو بايدن للشيخ تميم على دور قطر في عمليات الإجلاء بأفغانستان ودعمها عملية السلام، إضافة إلى استضافة الدوحة للمفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، منوهين بالشراكة الوثيقة بين البلدين وبالدور الدبلوماسي لدولة قطر الذي يسهم في حفظ الأمن والسلم إقليميا ودوليا.
وكانت الولايات المتحدة أعربت في وقت سابق عن امتنانها لتعاون دولة قطر بشأن أفغانستان ودعمها الذي لا غنى عنه في عملية الإجلاء.
واستقبل مطار كابل الاثنين طائرة قطرية جديدة تحمل مساعدات إنسانية، حيث أعلنت الحكومة القطرية عن تسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.
وقال السفير القطري في أفغانستان سعيد بن مبارك الخيارين إن الفريق الفني القطري يضع اللمسات الأخيرة لاستئناف الرحلات الدولية من مطار كابل، مشيرا إلى أن الإعلان عن ذلك سيتم قريبا وبالتنسيق مع الجانب الأفغاني.
المصدر : الجزيرة