يرى الكاتب إي جيه ديون أن الدرس الأساسي الذي يجب أن تتعلمه الولايات المتحدة من أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 هو أن تكون حذرة من الدروس التي تعتقد أنها تعلمتها من الأحداث الصادمة، لأن الصدمة يمكن أن تقوض التفكير الواضح والمداولات الهادئة التي تتطلبها القرارات الكبيرة.
وذكر في مقاله في صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) أن الصدمة التي شعرت بها أميركا في ذلك الوقت تفاقمت بسبب التناقض بين تجربتها في الضعف المفاجئ والمزاج الذي شكلته فترة طويلة من الوئام النسبي وما يقرب من عقد من الازدهار.
وتحدث الكاتب عن الوحدة التي جمعت الأمة على قلب رجل واحد عقب أحداث 11 سبتمبر لبعض الوقت، وكادت السياسة الحزبية أن تختفي خلالها.
وأردف بأن هذه الوحدة ما كانت لتدوم، وأنه إذا كان قرار مهاجمة طالبان والقاعدة في أفغانستان مطلبا جماهيريا على نطاق واسع، فإن استخدام 11 سبتمبر لتبرير غزو العراق لم يكن كذلك.
وأضاف أنه على الرغم من أن الأميركيين التفوا حول علم بلدهم عندما بدأت الحرب في العراق، فإنه كانت لديهم شكوك جسيمة في خوضها، وعظمت تلك الشكوك مع استمرار الحرب.
رغم أن الأميركيين التفوا حول علم بلدهم عندما بدأت الحرب في العراق، فإنه كانت لديهم شكوك جسيمة في خوضها، وعظمت تلك الشكوك مع استمرار الحرب
والطريقة التي قدم بها مسؤولو إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش حجتهم للتدخل في العراق، زرعت بذور الانقسام الذي انتشر في السياسات الفاسدة اليوم. فقد رسموا صورا غير واقعية تماما لما ستحققه الحرب، كما قال ديك تشيني نائب الرئيس آنذاك “في الواقع سيُرحب بنا كمحررين”، وهاجموا منتقدي التجربة بعبارات حزبية.
وعلق الكاتب بأن الإحساس بحصانة أميركا الذي كان سائدا قبل أحداث 11 سبتمبر، حلت مكانه مشاعر المرارة والانقسام والشكوك الجديدة حول قدرات البلاد.
ومع ذلك يرى ديون أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تجاوز أحداث 11 سبتمبر وتجاوز الغطرسة التي جعلتها تعتقد أن بإمكانها إعادة تشكيل العالم بالقوة وتجاوز الإغراء الدائم لاستخدام الكارثة لتبرير مخططات كانت موجودة بالفعل في ذهنها قبل وقوع الكارثة.
وأضاف أن ما فعلته أميركا عقب 11 سبتمبر مباشرة لم يكن مستوحى من الخطط الضخمة، ولكن من الاستجابة المضنية للإخفاقات الأكثر شيوعا مثل الفشل في فهم المعلومات الاستخبارية المتاحة والتصرف بناء عليها، ونقص التعاون بين الوكالات المكلفة بالحفاظ على سلامة البلاد، والعجز عن فهم حجم الضرر الذي يمكن أن يلحقه أعداء أقل قوة من أميركا بكثير.
واختتم الكاتب مقاله بأن ما لا تحتاجه أميركا هو التصريحات المنمقة عن الأهداف الأميركية يوم 11 سبتمبر/أيلول 2021، ومن الأفضل أن يكون هناك ذكرى رصينة للأبطال والقتلى، وتقييمات واقعية لما يتطلبه الأمر لحماية الشعب، والتعهد بأن لا تبقى البلاد غارقة في المشاعر والاندفاعات والأخطاء التي أعقبت لحظة مأساوية، ودعوات بألا تواجه مرة أخرى مصيبة من هذا النوع.
المصدر : واشنطن بوست