في سبيل تحويل قواتها في العراق من قتالية إلى إستشارية، وبحسب معلومات خاصة حصل عليها مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، وصل إلى بغداد فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، في زيارة غير معلن عنها مسبقًا ومحاطة بسرية تامة.
وكان في استقباله برفقة الوفد العسكري المرافق له والسفير الأمريكي في العراق ماثيو تولر، رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي،
وفي أثناء اللقاء، أكد مصطفى الكاظمي على أهمية تكاتف الجهود الدولية ضد خطر الإرهاب والفكر التكفيري المتطرف، اللذين يهددان المنطقة والعالم بأسره، وأضاف سيادته أن العراق سيبقى فخوراً بالنصر الذي حققه ضد أعتى التنظيمات الإرهابية في العصر الحديث.
وبيّن الكاظمي أن الإسناد والدعم والتدريب التي حصل عليها العراق من جميع أشقائه وأصدقائه، كانت كلها عنصراً أساسياً في تحقيق ذلك النصر، وفي رفع مستوى قدرات القوات الأمنية بالنحو الذي مكّن الحكومة من الانتقال في العلاقة مع التحالف الدولي، إلى مرحلة إنهاء المهام القتالية.
من جانبه، أثنى الفريق الأول ماكينزي على التنامي المستمر لقدرات القوات الأمنية العراقية ومهاراتها، وقدرتها على القيام بالأدوار القتالية ضد الإرهاب بكفاءة وشجاعة، مع انتقال مهمة التحالف الدولي إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، وأشار إلى أن مراسم التي جرت اليوم، وشهدت تسليم قيادة التحالف إلى اللواء جون برينان، خلفاً للفريق بول كالفيرت، تمثل إحدى خطوات تحقيق هذا الانتقال.
وأكد ماكينزي أن تخفيض مستوى التواجد العسكري الأمريكي، لن يضعف من التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالعلاقة الاستراتيجية الأوسع مع العراق، في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، فضلاً عن العلاقة الأمنية، وفقاً لمخرجات الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على عقد اجتماع جديد للجنة العسكرية التقنية العراقية ونظيرتها الأمريكية؛ من أجل تنفيذ الخطوات المتبقية من مخرجات الحوار الاستراتيجي، ولاسيما ما يخص إنهاء وجود القوات القتالية الأمريكية نهاية هذا العام، وذلك بعد أن تحقق خفض مستوى التمثيل العسكري لقيادة التحالف؛ انسجاماً مع المرحلة الجديدة غير القتالية لدوره في العراق.
والهدف من الزيارة تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الحوار الاستراتيجي الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، والذي تمثل فى توقيع الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء العراقى على اتفاق لإنهاء التواجد العسكرى القتالي الأمريكى بحلول نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 2021م.
التفاهمات والتوافقات الناتجة بخصوص هذه النقطة تحديداً انتهت إلى اتفاق الطرفين على إنهاء كافة أشكال الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق بنهاية ديسمبر 2021. على أن يتم تغيير مهمة الدعم العسكرى الأمريكى للعراق لتنحصر فى مهام “استشارية تدريبية” فقط لرفع كفاءة عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية والاتطلاعية العراقية خاصة فى مواجهة الإرهاب بشكل عام وتنظيم داعش بشكل خاص.
من أجل ذلك جاءت تلك الزيارة فإنه من المقرر حسب المعلومات الخاصة لمركز الروابط أن يُغير قائد القوات الأمريكية ماكنزي، قائد القوات الأمريكية في العراق من جنرال ” ثلاث نجمات” إلى جنيور جنرال ” نجمتين”.
وهنا يثار التساؤل بشأن ماهية الاستراتيجية الأميريكية فى العراق بعد تغيير مهامها من القتال إلى التدريب والتسليح والعمل الاستخباراتى؟. بعض الخبراء يرون أن تغيير المهام يدخل ضمن ما يسمى بإعادة الانتشار؛ حيث ستظل الولايات المتحدة متواجدة فى قيادة التحالف الدولى لدعم بناء قدرات العراق الأمنية والاستخباراتية بهدف أولاً مساندة حكومة الكاظمى فى إتمام عملية انتخابية ناجحة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، حيث تأمل إدارة بايدن في أن تسفر الانتخابات عن فوز القوى السياسية المعتدلة غير الموالية لطهران بنتائجها. وثانياً أن إنهاء الولايات المتحدة لمهام قواتها بالكامل فى العراق يغلق باباً لطالما تم توظيفه بقوة فى الدعاية الانتخابية، ومن ثم – ووفقاً لمحللين – فإن نجاح بايدن فى إتمام الانسحاب ربما يساهم فى فتح المجال أمام سيطرة الحزب الديمقراطى – حزب الرئيس – على الكونجرس عبر انتخابات التجديد النصفى عام 2022م .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية