لندن – تسابق إيران دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، للحصول على عضوية في “منظمة شنغهاي للتعاون”. وقد اقتربت من تحقيق هدفها الذي قد يتم نهاية هذا الأسبوع، وهو ما قد يعيق مساعي دول الخليج للانضمام إلى المنظمة مستقبلا، لاسيما في ظل تضاؤل الدعم العسكري الأميركي.
ويتم قبول الأعضاء بالإجماع في منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم ثمانية أعضاء بقيادة الصين وتشمل روسيا والهند وباكستان وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان.
وتتمتع إيران منذ فترة طويلة بوضع المراقب لدى منظمة شنغهاي للتعاون.
لكن دول الخليج حافظت حتى الآن على مسافة فاصلة بينها وبين التحالف الإقليمي الذي تهيمن عليه الصين والذي أنشئ لمواجهة “شرور الإرهاب والانفصالية والتطرف” حتى لا تزعج حليفها الأمني الرئيسي، الولايات المتحدة.
ويقول الباحث في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي إن “قبول الطلب الإيراني سيشكل انقلابا دبلوماسيا لطهران ولرئيس إيران المتشدد الجديد، إبراهيم رئيسي”.
جيمس دورسي: إيران تأمل أن تساعدها العضوية على مواجهة العقوبات الأميركية
ومن المتوقع أن يشارك رئيسي -الذي يؤيد توثيق العلاقات مع الصين وروسيا- لأول مرة على المسرح الدولي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في دوشانبي منذ أن تولى منصبه الشهر الماضي.
ويرى دورسي أن “المسؤولين الإيرانيين يطمحون -ربما بشكل مفرط في التفاؤل- لأنْ تساعدهم عضوية منظمة شنغهاي للتعاون على مواجهة تأثير العقوبات الأميركية القاسية”.
وكان علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، نصح حكومة رئيسي بالتطلع شرقا نحو الصين وروسيا والهند، مؤكدا أنها يمكن أن “تساعد اقتصادنا على إحراز تقدم”.
ومن غير الواضح ما إذا كانت العضوية ستخفف عزلة إيران الدولية لكنها ستمنحها حق النقض فعليا إذا اختارت المملكة العربية السعودية السعي لإقامة علاقات رسمية أكثر مع منظمة شنغهاي للتعاون ردا على انخفاض التزام الولايات المتحدة بأمنها.
ومن المتوقع أن تمنح منظمة شنغهاي للتعاون السعودية ومصر صفة “شريك في الحوار” خلال قمتها في دوشانبي.
واهتزت ثقة دول الخليج في مصداقية الولايات المتحدة كضامن للأمن بسبب رحيل الولايات المتحدة الفوضوي عن أفغانستان، فضلا عن السحب الأخير لسلاح الدفاع الصاروخي الأميركي الأكثر تقدما -وهو نظام ثاد- وبطاريات باتريوت من السعودية حيث نجح المتمردون الحوثيون اليمنيون في ضرب أهداف في المملكة.
وفي الماضي ترددت الصين وروسيا في قبول عضوية إيرانية كاملة لأنهما لم ترغبا في إفساد علاقاتهما المتوازنة بدقة مع كل من إيران والمنتقدين لها.
وروجت طاجيكستان علنا لعضوية إيرانية في منظمة شنغهاي للتعاون في أواخر مايو، تحسبا لانتصار طالبان في أفغانستان.
وقال زهيدي نظام الدين، سفير طاجيكستان لدى إيران، خلال مؤتمر صحافي في طهران “إن انضمام إيران إلى عضوية رئيسية هو من بين خطط منظمة شنغهاي، وإذا كانت الدول الأخرى مستعدة لقبول إيران فستكون طاجيكستان مستعدة أيضا”. وقد عارضت طاجيكستان عضوية إيران في الماضي، متهمة إياها بدعم المتمردين الإسلاميين في البلاد.
ومنذ ذلك الحين دعمت تقارير في وسائل الإعلام الروسية تصريحات نظام الدين. وقال بختيار حكيموف -وهو مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى منظمة شنغهاي للتعاون- “هناك موقف عام من هذه المسألة، لا شك في ذلك”.
وأشار المحلل الروسي أدلان مارجويف إلى أن “منظمة شنغهاي للتعاون تعدّ منصة لمناقشة المشاكل الإقليمية. وتبقى إيران دولة في المنطقة، ومن المهم مناقشة هذه المشاكل والبحث عن حلول معا”.
العرب