دعت دول منظمة شنغهاي للتعاون خلال قمة انعقدت اليوم الجمعة في العاصمة الطاجيكية دوشنبه إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، وشهد الاجتماع دعوات لمساعدة هذا البلد، ومواجهة ما وُصفت بالتهديدات الإرهابية والتدخلات الخارجية في المنطقة.
فقد أكد البيان الختامي للدورة الـ20 لقمة منظمة شنغهاي -التي استمرت يوما واحدا- ضرورة إقامة حكومة شاملة في أفغانستان بمشاركة جميع المجموعات العرقية والدينية والسياسية في المجتمع، كما أكد ضرورة التسوية السريعة للوضع في أفغانستان.
ودعت الدول المشاركة إلى أن تصبح أفغانستان دولة مستقلة ومحايدة وموحدة وديمقراطية ومسالمة وخالية من الإرهاب والحرب والمخدرات، وأكدت أن ذلك يعد من عوامل الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة منظمة شنغهاي للتعاون.
وشارك في القمة قادة روسيا والصين وباكستان والهند وإيران ومنغوليا وجمهوريات آسيا الوسطى، وتصدرت تطورات الأوضاع في أفغانستان جدول أعمالها.
التسوية السياسية
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا -في كلمة عبر الفيديو من مقر إقامته في ضواحي موسكو- إلى استخدام إمكانيات منظمة شنغهاي لدعم التسوية السياسية في أفغانستان، ومواجهة ما وصفها بالتهديدات الإرهابية.
وقال بوتين إن هناك ضرورة للعمل مع الحكومة التي شكلتها مؤخرا حركة طالبان، ووصف تغيير السلطة في أفغانستان باللحظة التاريخية، مؤكدا على وجوب تحفيز السلطات الأفغانية الجديدة لتنفيذ وعودها.
ودعا القوى الكبرى إلى التفكير في رفع تجميد الأرصدة الأفغانية في الخارج، واعتبر أن الولايات المتحدة يجب أن تكون أكبر مساهم في المساعدات المالية لكابل، مشيرا إلى أن بلاده تدعم عقد مؤتمر حول أفغانستان تنظمه الأمم المتحدة.
ورحب الرئيس الروسي بانضمام قطر ومصر والسعودية كشركاء للحوار في منظمة شنغهاي للتعاون، كما عبر أيضا عن دعم موسكو لقرار ضم إيران كعضو فاعل سيرفع من مكانة المنظمة دوليا، حسب تعبيره.
مساعدة أفغانستان والتدخل الخارجي
من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ -في كلمة عبر الفيديو- أن بلاده ستقدم المزيد من المساعدات لأفغانستان بحسب استطاعتها.
ودعا شي المجتمع الدولي إلى مساعدة أفغانستان، وطالب السلطات الجديدة في كابل باجتثاث الإرهاب، وانتهاج سياسات معتدلة في الداخل والخارج.
وأكد الرئيس الصيني الحاجة إلى ضمان انتقال سلس لشكل اجتماعي سياسي جديد في أفغانستان.
وقال تشي إن بلاده لن تسمح للقوى الخارجية بالتدخل في شؤون المنطقة تحت أي ذريعة، حسب تعبيره.
أما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فعبر عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة للأفغان لإعادة بناء بلدهم وتشكيل حكومة تضم جميع الأطياف.
وأضاف رئيسي، خلال لقائه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان على هامش القمة، أن حل المشاكل في أفغانستان يكمن في الحد من التدخلات الأجنبية في الشؤون الأفغانية، مضيفا أن الوجود الأميركي والغربي في أفغانستان طيلة العقدين الماضيين لم يجلِب سوى الدمار والتشرد والقتل للشعب الأفغاني، حسب تعبيره.
المصدر : الجزيرة + وكالات