ارتفعت حصيلة الاشتباكات الدائرة في مديرية كريتر بمدينة عدن (جنوبي اليمن) بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي -المدعوم إماراتيا- إلى 6 قتلى، في حين دعا رئيس الوزراء معين عبد الملك إلى وقف القتال سريعا.
وقال مسؤول في محافظة عدن للجزيرة إن عدد قتلى المواجهات المسلحة في كريتر ارتفع إلى 6 -بينهم مدني- وأكثر من 10 جرحى، بينهم أطفال.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن رئيس الوزراء وجّه محافظ عدن رئيس اللجنة الأمنية أحمد لملس، ومدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي؛ بالعمل على وضع حد سريع لما صفها بالأحداث المؤسفة في كريتر، وما نجم عنها من سقوط ضحايا مدنيين وترويع الآمنين.
وكانت قوات الشرطة تطالب بالإفراج عن عدد من الشباب الذين اعتقلتهم قوات الحزام إثر احتجاجات شهدتها عدن خلال الأيام الماضية للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، والحد من تدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار.
وقامت قوات الحزام الأمني باقتحام عدد من الأحياء السكنية، كما تضرر عدد من المحلات التجارية والمنازل.
وقال شهود عيان إن تعزيزات من اللواء الخامس التابع للمجلس الانتقالي توجهت إلى كريتر لمداهمة القائد العسكري إمام النوبي المسؤول عن حماية مقر التحالف بالمدينة؛ كونه مؤيدا للمظاهرات الشعبية.
ووفقا لوسائل إعلام يمنية، فقد توقفت الحياة في مدينة كريتر منذ ساعات الصباح الأولى، وبدت شوارع المدينة خالية من أي حركة، كما أن عشرات الأسر لا تزال محاصرة وغير قادرة على الخروج من المنازل.
وأظهرت مقاطع فيديو جديدة احتراق عدد من المنازل نتيجة الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، وكذلك انتشار عدد كبير من مسلحي المجلس الانتقالي في أحياء عدن.
وقال الصحفي اليمني فؤاد مسعد للجزيرة إن المشهد بمديرية كريتر يغلب عليه الخوف من توسع الاشتباكات، وإن القوات الأمنية تحاول اقتحام الأحياء السكنية بحثا عن مسلحين تقول إنهم يتمركزون داخلها، كما أن مداخل ومخارج المنطقة مغلقة.
ودعت اللجنة الأمنية في عدن سكان مديرية كريتر إلى التزام منازلهم خلال الساعات القليلة القادمة لتقوم بما سمته “تطهير المدينة” من بعض البؤر الإرهابية.
وقالت اللجنة إنها لن تتهاون مع أي جهة تحاول المساس بأمن عدن ومواطنيها ورفع السلاح في وجه السلطة.
وتعهدت اللجنة بحماية الممتلكات الخاصة والعامة التي كانت عرضة للسلب والنهب خلال الأيام الماضية، حسب وصفها.
وشهدت مدينة عدن توترا بين الحكومة المعترف بها دوليا، والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي بشأن السيطرة على جنوب البلاد. وعاد رئيس الحكومة المدعومة من الرياض الأسبوع الماضي قادما من المملكة، ويقيم بالقصر الرئاسي في كريتر مع بقية وزراء الحكومة، في حين يقيم رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي بالعاصمة السعودية.
ويعاني جنوب اليمن من حالة شلل بسبب الصراع على السلطة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات الشهور الماضية بسبب انتشار الفقر وتدهور الخدمات العامة.
وتوسطت السعودية لإبرام اتفاق يهدف إلى إنهاء الأزمة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، بما يشمل تشكيل حكومة جديدة تضم الانفصاليين، لكن لم تُنفذ حتى الآن إعادة نشر مزمعة للقوات.
وتدخل التحالف السعودي الإماراتي باليمن عام 2015 لقتال جماعة الحوثي -المدعومة إيرانيا- والتي أخرجت الحكومة من العاصمة صنعاء أواخر 2014، وتسيطر حاليا على معظم شمال البلاد والمراكز الحضرية الرئيسية، لكن الحرب استمرت وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا المجاعة.
احتجاجات تعز
وتجددت اليوم في مدينة تعز المظاهرات المنددة بتدهور الوضع المعيشي والاقتصادي وانخفاض سعر صرف العملة المحلية وعدم صرف رواتب الموظفين منذ عدة شهور.
وطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة اليمنية وتشكيل حكومة كفاءات لإدارة المرحلة الراهنة في البلاد.
كما ردد المشاركون في المظاهرة هتافات تدعو لإقالة محافظ تعز وأعضاء السلطة المحلية بسبب ما وصفوه بالفشل في إدارة شؤون المحافظة.
تدمير مسيرة
على صعيد آخر، أفاد التحالف السعودي الإماراتي اليوم بأن الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت طائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون تجاه خميس مشيط (جنوبي المملكة).
المصدر : الجزيرة + وكالة سند