قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إن الولايات المتحدة ليست متفائلة كثيرا بشأن استعداد إيران للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني رغم استئناف المفاوضات في فيينا، لكن “الأوان لم يفت بعد”، في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنه قد لا يكون هناك مفر من توجيه ضربة عسكرية لإيران من أجل تعطيل برنامجها النووي.
وأضاف بليكن في رد على مطلب إسرائيل وقف المفاوضات فورا “يجب أن أقول لكم إن الإجراءات والتصريحات الأخيرة لا تدفعنا إلى التفاؤل. سنعرف خلال يوم أو يومين ما إذا كانت إيران جدية أم غير جدية”.
وتحاول إيران والقوى العالمية، في محادثات تجرى في فيينا، إحياء اتفاق 2015 النووي الذي تقلص إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وردت طهران بانتهاك شروط الاتفاق.
وأجريت ست جولات من المحادثات بين إيران والقوى الدولية الكبرى في فيينا بين أبريل ويونيو الماضيين، وذلك في محاولة لإحياء الاتفاق النووي وسط تعثر انعقاد جولة جديدة.
بيني غانتس: قد لا يكون هناك مفر من توجيه ضربة لإيران
وتهدف المفاوضات التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة ترامب في مايو 2018 ودفع إيران إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.
وتصر طهران على رفع كامل العقوبات الأميركية قبل أن تعود إلى التزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات مشددة عليها. وتعارض إسرائيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إيران اتخذت مؤخرا عدة خطوات قد تسمح لها بأن تختصر بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي، إذا قرر النظام الإيراني الاندفاع إليه، رغم إعلانها رغبتها في التفاوض على اتفاق نووي جديد.
وأشارت هذه التقارير إلى أن تحركات إيران الأخيرة -بما في ذلك تكديس اليورانيوم المخصب منخفض الدرجة وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة وتوسيع العديد من المنشآت النووية ومتابعة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة ومؤخرا الإعلان عن خطط لإنتاج معدن اليورانيوم لوقود المفاعل النووي- تعني أن توجّه طهران نحو الأصول النووية آخذ في الازدياد.
ولا يستبعد مراقبون بناء على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أن تبادر تل أبيب إلى اعتداء جوي وصاروخي بعيد المدى، تستهدف من خلاله نقاطا محددة داخل إيران، ومنها أهداف محضرة لمواقع ومنشآت نووية تشترك اسرائيل أو اشتركت سابقا مع الولايات المتحدة في كشفها، فتدمر بهذه الضربة المنشآت النووية الإيرانية الأقرب -من ناحية الإمكانيات والمدة الزمنية- إلى تصنيع قنبلة نووية، وبعد ذلك ستجد أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي لن تكون مزعجة لها، على الأقل في المدى المنظور.
محادثات عقيمة
محادثات عقيمة
وقال إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية مع إيران، في تصريحات للصحافيين عقب ختام اجتماعات اليوم الأول للجولة السابعة من محادثات فيينا “على الرغم من أن الإشارات الأولية لا تدعو إلى التفاؤل، بعدما أصبح معروفا أن الدبلوماسيين الإيرانيين والأميركيين لن يجروا محادثات مباشرة مما أدى إلى تبديد الآمال الضئيلة بالفعل في تحقيق اختراق مبكر، فإن الرغبة في إيجاد حل دبلوماسي كانت واضحة لدى جميع الأطراف”.
وأضاف مورا أن “فريق التفاوض الإيراني وافق على البناء على نتائج الجولات الست السابقة من المحادثات”، مشيرا إلى أن هناك “حساسيات سياسية جديدة ومفهومة” من جانب طهران.
ووصف مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف الاجتماع الأول للجولة السابعة من مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني بأنه ناجح بشكل كبير.
وكتب أوليانوف عبر حسابه على موقع تويتر “اتفق المشاركون على اتخاذ خطوات فورية أخرى خلال الجولة السابعة من المفاوضات التي بدأت بنجاح كبير”.
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري قد صرح عشية المحادثات “لا نعتقد أن الغرب يريد التوصل إلى اتفاق”.
وأشار نظيره الأميركي روبرت مالي في الآونة الأخيرة إلى التحول نحو موقف أكثر صرامة إذا لم تتراجع طهران. ومن غير المتوقع حدوث انفراجة سريعة في المحادثات.
صحيفة العرب