تحول في علاقة الإمارات وإيران وتركيا، تثبت آن ما يدوم هي المصالح الاقتصادية وليست العداوات

تحول في علاقة الإمارات وإيران وتركيا، تثبت آن ما يدوم هي المصالح الاقتصادية وليست العداوات

 

الباحثة شذى خليل*

أجرت إيران عبوراً تجريبياً لشحنات تجارية من الإمارات إلى تركيا، ولقاءات بين كبار المسؤولين تحول في مجرى العلاقات بين الإمارات مع كل من تركيا وإيران ، تعاون اقتصادي كبير تشير بمجملها إلى سعي إماراتي للكسب الاقتصادي والتجاري، خاصة مع سعي الصين لإنشاء طريق الحرير.
حيث كانت العلاقات التركية الإماراتية متوترة منذ أعوام، وتراجعت بعد حدة التوتر السياسي بشكل ملموس المصالحة الخليجية التي أعلنت مطلع العام الجاري.
وتم تأسيس مرحلة قوية من العلاقات المبنية على تعاون اقتصادي متين أثمرت عن استثمار الإمارات 10 مليارات دولار في تركيا، وذلك بعد توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون أمنية واقتصادية وتكنولوجية.
الامارات تفتح صفحة اقتصادية جديدة مع إيران، الإمارات التي وقفت في الطرف المناهض لإيران منذ سنوات، وأبرزت موقفاً رافضاً للتدخلات الإيرانية في المنطقة، لا سيما أن طهران تحتل ثلاث جزر إماراتية، بدأت صفحة جديدة من العلاقات مع إيران.
حيث أفادت وكالة “مهر” الإيرانية، نقلاً عن مدير عام مكتب النقل العابر والشحن التابع لمنظمة الطرق والمواصلات، في 25 نوفمبر 2021، أنه تم تجربة عبور تجريبي من الإمارات إلى تركيا، ووصلت شاحنة من الإمارات إلى إيران على متن سفينة، وتوجّهت إلى تركيا من حدود بازركان، تم اختبار هذا المعبر بشاحنتين”.
وفي المقابل الإماراتيون أجروا هذا الاختبار لعبور الأراضي الإيرانية للتحقق مما إذا كان العبور عبر الأراضي الإيرانية اقتصادياً أم لا، خاصة أن الشحن البحري قد زاد مرتين إلى ثلاث مرات.
يقرأ المحللون ان “طريق الحرير” الذي تطلق عليه الصين مبادرة الحزام والطريق، محوراً مهماً للشراكة الخليجية الصينية، فالصين تتبنى خطة طموحة ضمن هذا الطريق الذي تبلغ مخصصاته الإجمالية تريليون دولار.
وان كل من إيران وتركيا من بين البلدان المحورية في هذا الطريق، وعليه يرى مراقبون أنه كان أبرز أسباب التحول الإماراتي في العلاقات مع دول في المنطقة.
وأن التحول السريع في سياسة الإمارات كان له أسبابه، موضحاً أن أمريكا رأت أن هناك تحديات أكبر تتمثل في الصين تحديداً، خاصة مع مشروع طريق الحرير، كما يرى أن خطة بايدن ونظرته للشرق الأوسط دفعت الإمارات لكي تغير سياستها، من اجل مصلحتها .
وعلى الرغم من وجود صفقات تجارية رابحة من هذه التحولات لكن هناك خاسرون أيضاً، وأبرزهم مصر، سواء كان من طريق الحرير أو من خط نقل الطاقة والبضائع الإماراتي الإيراني.مما يجعل تحول تاريخي لتقليل أهمية معبر قناة السويس في مصر فهل ستحدث صفقات جديدة تعيد ترتيب الأوراق لحفظ المصالح لجميع تلك البلدان ؟
وفقا للمراقبين سيوفر الممر التجاري متعدد الوسائط الجديد حوالي الثلثين مقارنة بالطريق البحري التقليدي عبر قناة السويس.
يأتي مسار المعبر الجديد هذا بعد افتتاح مجموعة من الطرق التجارية الجديدة هذا العام والتي أظهرت جميعها وفورات ضخمة في الوقت المناسب للمصدرين ، بما في ذلك روسيا إلى الإمارات العربية المتحدة عبر أذربيجان وإيران ، وباكستان إلى تركيا عبر إيران.
حيث بدأت الشاحنة رحلتها في رأس الخيمة قبل القيادة براً إلى ميناء خالد في الشارقة ، ثم بواسطة عبّارة Ro-Ro (الدحرجة / الدحرجة) إلى ميناء الشهيد باهنار في بندر عباس ، إيران. واصلت الشاحنة طريقها براً باتجاه تركيا ، حيث عبرت حدود بازارجان-جوربولاك ووصلت إلى إسكندارون بعد أقل من أسبوع.

تم التعامل مع جميع الإجراءات الجمركية لعبور الحدود ، بما في ذلك بين الإماراتيين ، بدائرة TIR واحدة.

ومن مميزات الممر الجديد : الممر التجاري الجديد (محور الشارقة – مارسين)، ينطلق من الإمارات إلى إيران وتركيا ويحتاج وصول البضائع الإماراتية من الشارقة عبره لما بين 6 و8 أيام، الأمر الذي سيجعله مفضلا على المسار القائم حاليا عبر قناة السويس الذي يحتاج وصول البضائع عبره إلى 20 يوما بالمعدل.
وتعتبر الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإيران، حيث اكدت المصادر، أن حجم التبادل التجاري بين إيران والإمارات سجل زيادة نسبتها 24% بالوزن و54% بالقيمة، خلال آخر خمسة أشهر، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ومن المرتقب أن تصدر الإمارات نفطها عبر الممر الجديد بدلا من قناة السويس.

 

وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية