أعلنت روسيا أنها سلمت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، قائمة “مقترحات” تشمل الضمانات القانونية التي تطالب بها لأمنها الذي تعتبره مهددا، على خلفية التوتر حول أوكرانيا.
وقال مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف “سلمت وزارة الخارجية الروسية اليوم مقترحاتنا الملموسة إلى المسؤولين الأميركيين”.
وأوضح في تصريحات للصحفيين أن هذه المقترحات “الهادفة إلى وضع ضمانات قانونية لأمن روسيا” تم تسليمها بصورة خاصة إلى مساعدة وزير الخارجية المكلفة بشؤون أوروبا كارين دونفريد التي زارت موسكو هذا الأسبوع بعد زيارتها كييف.
وأضاف أوشاكوف أنه سيجري اتصالا هاتفيا حول الموضوع في وقت لاحق مع “مسؤول في الإدارة الأميركية”، دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل.
وفي مقطع فيديو نشر الأربعاء، قالت دونفريد إنها “ستنقل هذه الأفكار إلى واشنطن وتشاركها مع (حلفاء) وشركاء” الولايات المتحدة.
وأضافت أنها أعربت خلال المناقشات في موسكو عن “مخاوفها إزاء التعزيزات العسكرية لروسيا قرب أوكرانيا”، مجددة تأكيدها التزام واشنطن الدفاع عن “سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”.
وأشارت دونفريد، إلى أن لقاءاتها في موسكو جرت في إطار إقامة علاقات مستقرة ويمكن التنبؤ بها بين الولايات المتحدة وروسيا.
وشددت على أهمية تنفيذ اتفاقيات مينسك، مؤكدة أن الرئيس بايدن يعتقد أن الدبلوماسية هي الطريقة الإيجابية والمسؤولة الوحيدة لحل الأزمة.
وبدوره، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مجددا على أن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
وذكر مجلس الأمن القومي الأميركي أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي مع مستشار السياسة الخارجية للرئاسة الروسية يوري أوشاكوف.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقمة في بروكسل أمس الأربعاء إن بلاده مستعدة لأي شكل من أشكال المحادثات مع روسيا لكنها ترغب في أن ترى سياسة عقوبات غربية قوية ضد موسكو لتفادي مزيد من التصعيد.
وسعى قادة فرنسا وألمانيا وأوكرانيا أمس الأربعاء إلى إحياء المحادثات مع روسيا مع مواصلة الضغط عليها لمنع ما يقول الغرب إنها قد تكون استعدادات لهجوم جديد على الأراضي الأوكرانية.
وحذر المستشار الألماني أولاف شولتز، روسيا من أنها ستدفع ثمنا باهظا إذا حاولت غزو أوكرانيا.
وأكد شولتز خلال خطابه الأول أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ) بعد أن أدى اليمين كمستشار جديد للبلاد، أن الدول الأوروبية متحدة في دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وأضاف “في هذه الأيام، نراقب بقلق بالغ الوضع الأمني على الحدود الروسية الأوكرانية، وسنناقش آخر التطورات في المنطقة بشكل مكثف في المجلس الأوروبي وقمة الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي المنعقدة في بروكسل بعد ظهر الأربعاء”.
وكانت روسيا أعلنت أمس أنها أجرت تدريبات عسكرية مقررة في شبه جزيرة القرم -التي ضمتها من أوكرانيا عام 2014- باستخدام منظومة الدفاع الجوي “إس-400” (S-400)، وأنها تقوم بمناورات أخرى بصواريخ إسكندر على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الأوكرانية.
وتأتي هذه المناورات وسط مخاوف غربية من غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية، إذ تقول كييف إن روسيا حشدت نحو 100 ألف مقاتل قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا.
وقالت قيادة المنطقة العسكرية الروسية الجنوبية إنها أجرت تدريبات تكتيكية مقررة سلفا في شبه جزيرة القرم، موضحة أنها تأتي على خلفية التوتر في البحر الأسود وأوكرانيا.
وتجري القوات الروسية أيضا مناورات بأنظمة صواريخ إسكندر الباليستية في النواحي الغربية والشرقية للبلاد. وتعمل موسكو على التأكد من جاهزية هذه الصواريخ في مقاطعة كورسك غربي روسيا، على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الأوكرانية.
وقال الجيش الروسي إن الوحدات الخاصة تقوم بتحميل الصواريخ على قاذفات والدخول بها إلى مواقع قتالية متنوعة ومعقدة التضاريس.
المصدر : الجزيرة + وكالات