قالت مجلة “ناشونال إنترست” إن المطالب الأمنية التي صاغتها روسيا حول أوكرانيا من خلال مسودتي اتفاق مع كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) “مقلقة”.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أسلوب صياغة المطالب الذي يجعلها نوعا من “الإنذار النهائي”، وهو أمر تتوقع موسكو أن يرفضه الغرب بالكامل، ما يعني أنه سيشكل ذريعة لعمل عسكري أو مزيد من التصعيد في المستقبل.
والأسبوع الماضي، طلبت روسيا من حلف شمال الأطلسي إلغاء التزام صدر في عام 2008 بمنح أوكرانيا وجورجيا عضوية الحلف في يوم من الأيام، وبأن يقدم الحلف وعدا بعدم نشر أسلحة في البلدان المتاخمة لروسيا يمكن أن تهدد أمنها.
وأفصحت وزارة الخارجية الروسية عن هذه المطالب في أشمل بيان لها حتى الآن حول الضمانات الأمنية التي يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يريد الحصول عليها من الولايات المتحدة وحلفائها.
وشملت المطالب اقتراحات بشأن إجراء حوار دفاعي بشكل دوري وتجنب الاحتكاكات بين الطائرات والسفن الحربية، وهي الاقتراحات التي يمكن أن تشكل أساس المناقشات مع واشنطن بعد اتصال عبر رابط فيديو استمر ساعتين مؤخرا بين بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبحسب المجلة، تحدد الوثيقة المقدمة اتفاقيتين قانونيتين متميزتين، الأولى حول استبعاد واشنطن التوسع شرقا لحلف الناتو، والثانية، وهي مع حلف الناتو، تضمّ نقاطا مشابهة مثل أن “الدول الأعضاء في الناتو يتحملون مسؤولية استبعاد أي توسع إضافي للحلف، بما في ذلك إلى أوكرانيا ودول أخرى”.
وتحظر مسودة الاتفاقيتين نشر أي أسلحة، وإنشاء أي قواعد عسكرية أجنبية -سواء كانت غربية أو روسية- في أوكرانيا وفي دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وكانت روسيا قد أوضحت أن الكرملين يرفض أن تجزأ المفاوضات الحالية، وقال نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف “لم تتم صياغة كلا النصين كقائمة يمكن اختيار هذا الشيء منها أو ذاك؛ النصان يعززان بعضهما ويجب تقييمهما بالمجمل”.
وتابع المسؤول الروسي “إننا نرى أن هذا النهج المتكامل والشامل تجاه المشاكل في مجال الأمن أمر مهم، ويجب الحفاظ على الطبيعة المتكاملة والشاملة للضمانات الأمنية للاتحاد الروسي”.
والخميس الماضي، حذر حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي موسكو من “عواقب وخيمة” إذا تدخلت عسكريا في أوكرانيا، بعد رفض اعتراض روسيا على انضمام كييف المحتمل إلى الحلف.
وأكد رؤساء دول وحكومات الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في قمة في بروكسل، أن “أي عدوان جديد ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وثمن باهظ”. وورد ذلك في نتائج أقرت بالإجماع بعد مناقشات في جلسة مغلقة استمرت ساعات حول العقوبات الاقتصادية الأوروبية الممكنة.
من جهته، شدد الحلف الأطلسي في بيان صدر بالتزامن مع إعلان موقف قادة الاتحاد الأوروبي على أن “أي عدوان آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وسيكون الثمن الذي يتعين دفعه باهظًا”.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع في مقر الناتو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لن نساوم إطلاقا على حق أوكرانيا في اختيار مسارها وحق الحلف في حماية جميع أعضائه والدفاع عنهم، وعن واقع وجود شراكة بين الناتو وأوكرانيا”.
القدس العربي