صنعاء – قالت صحيفة عكاظ السعودية مساء السبت إن ترحيل السفير الإيراني حسن إيرلو من اليمن يعود إلى توترات مع الحوثيين، فيما أرجعت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية القرار إلى النفوذ الكبير لرجل إيران في صنعاء، وذلك على خلاف الرواية الإيرانية التي تحدثت عن إصابته بكورونا.
وأعلن مسؤول سعودي رفيع المستوى أن السفير الإيراني لدى اليمن غادر العاصمة صنعاء السبت في طائرة عراقية، سمح لها السعوديون بالهبوط والإقلاع من مطار المدينة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وجاءت مغادرة سفير إيران، الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة الحوثيين وتدعمهم، بطلب من المتمردين وفي ظل ظروف غامضة، إذ لم تتضح الأسباب وراء رغبة الحوثيين في رحيل السفير.
ونقلت “عكاظ” عن مصادر وصفتها بالموثوقة قولها إن “علاقة رجل إيران في صنعاء بتنظيم ‘القاعدة’ في اليمن وتكريم قياداته وراء ترحيله، من منطلق خشية الميليشيات الحوثية خسارة ولاءات التنظيم، الذي تستعين بقياداته وعناصره في مختلف الجبهات”.
وأضافت أنه “إثر أنباء عن مطالبة الحوثيين له بالمغادرة بعد أن قوبلت تجاوزاته بغضب أجنحة الانقلاب، التي أصبحت تشكل عبئا وإحراجا لها أمام المجتمع الدولي ووسيلة ضغط لإجبارها على تقديم تنازلات، قالت خارجية إيران إن إيرلو احتاج إلى العلاج خارج اليمن”.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس “غادر على متن طائرة عراقية وقد يكون حاليا في بغداد”، مضيفا أن موافقة الرياض على السماح برحيله صدرت بعد وساطة عراقية وعمانية بين المتمردين والسعوديين.
وقال مسؤول سعودي آخر لفرانس برس إن “الإيرانيين أبلغونا عن طريق العمانيين أن سفيرهم مريض بكورونا وأنه يجب أن يخرج لتلقي العلاج”، مضيفا “وافقنا على خروجه لاعتبارات إنسانية، لكن لا نستطيع أن نؤكد إذا كان مريضا أم لا”.
وكتب المتحدث باسم المتمردين محمد عبدالسلام على تويتر “تفاهم إيراني – سعودي عبر بغداد تم بموجبه نقل السفير الإيراني بصنعاء على متن طائرة عراقية، وذلك لظروفه الصحية، وما يرد في وسائل الإعلام من روايات وتكهنات فهي عارية عن الصحة”.
ويأتي ذلك، بعد أن ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال الأميركية” الجمعة أن طلب الحوثيين من السعودية السماح لسفير إيران بالمغادرة، يؤشر إلى وجود “خلاف كامن” بين الجماعة وطهران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إقليميين قولهم إن السفير بات “مشكلة سياسيّة تزيد الأعباء على كاهل الجماعة، بالنظر إلى نفوذه الكبير في اليمن، والذي بات يعزز التصور بأن الحوثيين يستجيبون لإيران”.
ونقل التقرير عن مسؤولين، لم يسمهم، من الشرق الأوسط وآخرين غربيين، قولهم إن إيرلو لم تظهر عليه أي أعراض للإصابة بكوفيد – 19.
وكانت إيران أعلنت في أكتوبر 2020 وصول سفيرها إلى صنعاء من دون أن توضح تاريخ وصوله الفعلي أو كيفية حصول ذلك، علما أن مطار العاصمة اليمنية مغلق أمام الرحلات، مع فرض تحالف عسكري بقيادة السعودية السيطرة على الأجواء اليمنية.
وصنفت الولايات المتحدة في وقت سابق إيرلو، الضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ضمن قائمة العقوبات. وكانت الخارجية الأميركية قد حذرت بعد وصول إيرلو إلى صنعاء من تفاقم الصراع في البلاد.
ويشهد اليمن حربا منذ العام 2014، وتدخل تحالف تقوده السعودية في الصراع في مارس 2015، إلا أن حالة الجمود استمرت، ما تسبب في أسوأ كارثة إنسانية بالعالم ومقتل ما يقدر بنحو 110 آلاف شخص.
وبهدف تقويض خصومها السعوديين، قدمت إيران للحوثيين دعما عسكريا وسياسيا، وفقا لدول عربية والغرب وخبراء من الأمم المتحدة. لكن طهران نفت هذه المزاعم، على الرغم من وجود أدلة تفيد بعكس ذلك.
العرب