واشنطن تقطع طرق تهريب الأسلحة عن الحوثيين

واشنطن تقطع طرق تهريب الأسلحة عن الحوثيين

صنعاء – ضبطت البحرية الأميركية في مياه الخليج شحنة أسلحة على متن سفينة صيد مصدرها إيران، ويُعتقد أنّها كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.

وهذه ثاني شحنة تعلن الولايات المتحدة عن ضبطها في بحر العرب في غضون أسبوعين، فيما بدا رسالة لإيران بأن فترة المهادنة وغض الطرف عنها لتمرير أسلحة للمتمردين في اليمن انتهت.

وتتألف الشحنة، بحسب بيان الأسطول الخامس الأميركي، من نحو 1400 رشاش من طراز “أي.كيه – 47” وأكثر من 226 ألف طلقة ذخيرة. وقد جرت العملية في شمال بحر العرب في العشرين من ديسمبر.

وغالبا ما تتّهم الولايات المتحدة وكذلك السعودية، الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية التي تقاتل المتمردين في هذا البلد، إيران بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد أنّ دعمها لهم سياسي فقط.

وقالت البحرية إنّ سفنها عثرت على الأسلحة “أثناء عملية تفتيش أجراها أفراد من خفر السواحل الأميركي، وتم نقل الأسلحة والذخيرة غير المشروعة في وقت لاحق إلى مدمّرة (..) حيث يُنتظر التخلص منها نهائيا”.

عملية ضبط شحنة الأسلحة جاءت في وقت تصاعدت فيه المواجهات في اليمن مع شن قوات التحالف ضربات متواصلة ضد أهداف في العاصمة صنعاء

ووفقا للبيان الأميركي، حددت البحرية مصدر السفينة إيران. وقد عبرت المياه الدولية على طول طريق “يُستخدم تاريخيا لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين في اليمن”.

وعرّف طاقم السفينة المكون من خمسة أفراد عن أنفسهم بأنهم يمنيون وسيُعادون إلى اليمن. وقرّرت القوات البحرية الأميركية أن السفينة “تشكل خطرا على الملاحة والشحن التجاري وأغرقتها”.

ويشهد اليمن منذ منتصف 2014 حربا طاحنة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة المعترف بها دوليا، والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، منذ بداية عملياته في هذا البلد في 2015.

وإيران هي الدولة الوحيدة التي تعترف بسلطة الحوثيين. وتتّهمها الرياض خصوصا بتهريب مواد تُستخدم في تصنيع الطائرات المسيّرة التي يحاول الحوثيون مهاجمة المملكة بها.

وجاءت عملية ضبط شحنة الأسلحة في وقت تصاعدت المواجهات في اليمن، مع شن قوات التحالف ضربات متواصلة على مدى الأيام الماضية ضد أهداف في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ العام 2014.

ومساء الأربعاء أعلن التحالف استهداف معسكر الأمن المركزي بصنعاء “بضربات موجعة”، ردا على محاولة جديدة لمهاجمة المملكة بطائرات مسيّرة، مشيرا إلى أنّه دمّر مخازن للطائرات المسيّرة والأسلحة في المعسكر.

وكان التحالف قام في وقت سابق هذا الأسبوع بقصف أهداف في مطار صنعاء المتوقف عن استقبال الطائرات التجارية منذ 2016.

وأعلن الحوثيون أن الاستهداف عطّل قدرة المطار على استقبال طائرات المنظمات الإغاثية، لكن التحالف ذكر أن المتمردين أوقفوا العمل فيه قبل استهدافه.

ويرى مراقبون أن تصعيد التحالف بالتوازي مع تضييق الولايات المتحدة لعمليات تهريب أسلحة إيرانية إلى المتمردين، يؤكد أن الولايات المتحدة غيرت من طريقة تعاطيها مع الشأن اليمني، بعد إدراكها أن المرونة لن تؤتي أكلها في دفع المتمردين إلى طاولة المفاوضات.

العرب