عقدت الولايات المتحدة وروسيا اجتماعا، أمس الأحد، في جنيف بهدف إيجاد سبل لخفض التصعيد حول أزمة أوكرانيا، وسط أجواء من التشاؤم العام من قبل كلا الطرفين.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، إنها ناقشت الإثنين مع نظيرها الروسي اتخاذ خطوات متبادلة لخفض التصعيد تتعلق بالصواريخ والتدريبات العسكرية، لكنها جددت تحذير موسكو من العواقب الشديدة التي ستلحق بها إذا هاجمت أوكرانيا.
وبعد أكثر من سبع ساعات من المحادثات في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أكدت شيرمان أن الولايات المتحدة مستعدة للقاء مرة أخرى، لكن روسيا لم تقدم ضمانات بأنها ستسحب قواتها التي حشدتها على امتداد حدودها مع أوكرانيا.
وصرحت شيرمان للصحافيين: “تناولنا عددا من الأفكار تمكن بلدينا من اتخاذ إجراءات متبادلة من شأنها أن تكون في مصلحتنا الأمنية وتحسين الاستقرار الاستراتيجي”.
ورفضت الدبلوماسية كشف كافة تفاصيل ما تم تداوله، لكنها قالت إن الولايات المتحدة قدمت مقترحات بشأن الصواريخ وهي “منفتحة على مناقشة مستقبل أنظمة صواريخ معينة في أوروبا” على غرار معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى التي انسحبت منها واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأضافت في تصريح صحافي عبر الهاتف: “نحن منفتحون أيضا على مناقشة السبل التي يمكننا عبرها وضع قيود متبادلة على حجم ونطاق التدريبات العسكرية وتحسين الشفافية حول تلك التدريبات ، أشدد، على أساس متبادل”.
وأكدت أن الولايات المتحدة “مستعدة للتحرك بأسرع ما يمكن في ظل هذه الظروف”، لكنها رجحت أن تستغرق المناقشات وقتا. وأوضحت أنها استبعدت دعوة روسية للحصول على ضمانات بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي. وقالت: “مع ذلك، نحن حازمون في رفض المقترحات الأمنية التي تعتبر ببساطة غير مقبولة للولايات المتحدة. لن نسمح لأي طرف بإنهاء سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي” .
وجددت دعوتها روسيا لإعادة قواتها التي تقدر بنحو 100 ألف عسكري إلى الثكنات، أو توضيح الغرض من حشدها على الحدود الاوكرانية.
وحذّرت شيرمان من أنه في حال شنّت روسيا هجوما “ستكون هناك تكاليف وعواقب كبيرة تتجاوز بكثير ما واجهته (موسكو) عام 2014” عندما ضمّت شبه جزيرة القرم ودعمت تمردا انفصاليا في شرق أوكرانيا.
في المقابل، قال المفاوض الروسي إن واشنطن تأخذ مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية “بجدية كبيرة”، مؤكدا أن بلاده “ليست لديها نية” لمهاجمة أوكرانيا.
وحثّ ريابكوف واشنطن على عدم “الإقلال من أهمية” خطر المواجهة، لكنه شدد أيضا على أن الوضع “ليس ميؤوسا منه” . وأشار إلى أن “المحادثة كانت صعبة وطويلة ومهنيّة للغاية وعميقة ومحددة” . ودعا ريابكوف الولايات المتحدة لأن تتعامل مع روسيا “بروح من المسؤولية “. وندد نائب وزير الخارجية الروسي بالتهديدات الأمريكية بالتحرك ضد بلاده، ووصفها بأنها “محاولات للابتزاز والترهيب”، لكنه شدد على أن موسكو “تدعم مواصلة الحوار”.
وفي الأثناء، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أمس عقب مشاوراتها مع نظيرها الإيطالي لويجي دي مايو في روما: “أهم رافعة لدينا كأوروبيين هي وحدتنا”، مضيفة أنه “لهذا السبب هناك تنسيق شبه يومي على نحو وثيق، مثل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع”. وأضافت: “الأمر الواضح هو أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الحوار. ومن الواضح بنفس القدر أن تكرار انتهاك السيادة الأوكرانية من قبل روسيا ستكون له عواقب وخيمة”.
وأشارت بيبروك إلى أن الأشكال المختلفة الحالية للمحادثات مطلوبة، مثل المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا، والروابط الوثيقة بين مجموعة الدول السبع الكبرى للقوى الاقتصادية الغربية وحلف شمال الأطلسي، وكذلك اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع.
كما استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن تحل المحادثات هذا الأسبوع جميع القضايا العالقة.
كما قال في مؤتمر صحافي مشترك في بروكسل مع نائبة رئيسة الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشنا: “نهدف للتوصل إلى اتفاق بشأن طريق للمضي قدما وإجراءات وسلسلة من الاجتماعات” . وقالت ستيفانيشنا إن كييف أيدت اتباع القنوات الدبلوماسية مع موسكو لمنع التصعيد العسكري، لكنها حذرت من أن مطالب روسيا باستبعاد أوكرانيا من عضوية الناتو مستقبلا ليست محل نقاش.
القدس العربي