شهد شمال شرق سوريا، أمس الجمعة، اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية ومقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية، تسببت بمقتل 63 مقاتلا من الطرفين وخمسة مدنيين، بعد هجوم نفذه التنظيم على سجن غويران في الحسكة، ما أدى إلى فرار عدد من عناصره المعتقلين فيه، وبالتوازي قتل 11 من الجيش العراقي، بينهم ضابط بهجوم للتنظيم في ديالى. وتسببت الاشتباكات العنيفة بين القوات الكردية ومقاتلين من تنظيم “الدولة” بمقتل أكثر من أربعين من التنظيم و23 مقاتلاً كردياً وخمسة مدنيين. وتضاربت الأنباء حول السيطرة على السجن، فقد قال مصدر عسكري تابع لقوات “قسد” في اتصال مع “القدس العربي” إن الفارين من سجن الصناعة، من عناصر تنظيم “الدولة”، فرضوا سيطرتهم على غرفة تسليح حرس سجن الصناعة، وأصبح السجن تحت سيطرة التنظيم بعدما فقدت “قسد” سيطرتها عليه.
وأضاف المصدر، الذي فضّل حجب هويته أن “المنطقة المطوقة بالكامل من قبل “قسد”، شهدت حالات هروب لعناصر التنظيم، بينما قتل نحو 10 مقاتلين من قسد خلال المواجهات، وعنصران من تنظيم “الدولة” من الفارين من سجن الصناعة”.
وبدأ الهجوم وفقاً لمصادر إعلامية بتفجير سيارة ودراجة مفخخة بالقرب من الباب الرئيسي للسجن، أعقبه اندلاع مواجهات عنيفة بالأسلحة الخفيفة الفردية، بين القوات الأمنية المسؤولة عن حراسة السجن، وخلايا تنظيم “الدولة”، بعد أن تسللوا إلى محيط السجن من حي الزهور جنوبي المدينة.
وأكد المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في أول تعليق على الهجوم “تسلل خلايا داعش من الأحياء المجاورة للسجن، لتأمين فرار المرتزقة المحتجزين داخل السجن”.
وأكد مصدر عسكري لـ”القدس العربي” أن “سماء مدينة الحسكة شهدت تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي والمروحي التابع للجيش الأمريكي، وعزز الجيش الأمريكي قواعده المنتشرة في محيط سجن الصناعة، في حي الغويران في مدينة الحسكة”.
في الموازاة، شنّ تنظيم “الدولة” هجوماً مسلحاً استهدف نقطة للجيش العراقي، عند حدود محافظة ديالى (نحو 60 كم شمال شرق العاصمة)، خلّف 10 قتلى بالإضافة إلى ضابط برتبة ملازم، في وقتٍ اتخذت القوات المسلحة العراقية تدابير أمنية مشددة عند الحدود مع سوريا، تحسّباً لتسلل السجناء الذين فروا من سجن الحسكة باتجاه الأراضي العراقية.
وأفادت مصادر أمنية بأن التنظيم هاجم مقرا للجيش العراقي (السرية الأولى ـ الفوج الأول)، في منطقة الطالعة، بناحية العظيم، مما تسبب بمقتل جميع عناصر السرية.
وطبقاً للمصادر فإن “11 مقاتلاً من الجيش بينهم ضابط استشهدوا إثر الهجوم لإرهابيي داعش على مقر السرية، بين قريتي أم الكرامي والهيتاوين غربي العظيم”.
وعقب وقوع الحادث، وصلت تعزيزات للجيش لمكان الهجوم، لنقل الضحايا إلى الطب العدلي، قبل أن تقرر السلطات الأمنية فتح تحقيق عاجل.
القدس العربي