إيران ترفض مقترحا روسيا بشأن الاتفاق النووي

إيران ترفض مقترحا روسيا بشأن الاتفاق النووي

فيينا – رفضت إيران مقترحا روسيا يتضمن تخفيفا محدودا للعقوبات مقابل فرض لبعض القيود على برنامجها النووي، وذلك في مؤشر على أن سير مفاوضات فيينا يشهد تعقيدا، في ظل تعنت طهران التي تتمسك برفع كامل للعقوبات.

ونقلت شبكة “أن.بي.سي نيوز” الأميركية عن مسؤولين أميركيين اثنين ومصادر أخرى قولها إن “روسيا اقترحت على إيران في الآونة الأخيرة اتفاقا نوويا مؤقتا يتم بموجبه تخفيف بعض العقوبات مقابل فرض بعض القيود على البرنامج النووي وذلك في إطار محاولة إحياء الاتفاق النووي”.

وأضافت تلك المصادر أن الولايات المتحدة على علم بالاقتراح الروسي، الذي يأتي مع تزايد القلق داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من نفاد الوقت في المفاوضات الجارية بين إيران والقوى العالمية بشأن العودة الكاملة إلى الاتفاق النووي.

ويتمثل العرض الروسي في تعليق إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، وتصدير مخزوناتها الحالية من اليورانيوم المخصب إلى روسيا، وقبول قيود على التخصيب بنسبة 20 في المئة وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

في المقابل، يمكن لإيران الوصول إلى نحو 10 مليارات دولار من أصولها المجمدة في كوريا الجنوبية والعراق واليابان، بالإضافة إلى إعفائها من بعض العقوبات.

وأشار التقرير إلى أن إيران رفضت حتى الآن العرض الروسي الذي قدم على هامش محادثات فيينا، وقالت بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة الجمعة، إن طهران “لا تريد اتفاقا مؤقتا” وامتنعت عن مناقشة تفاصيل الاقتراح الروسي.

وأعلن الوفد في بيان أن إيران تسعى إلى اتفاق دائم وذي مصداقية يشمل الوعود المدرجة في الاتفاق النووي، وأن أي اتفاق لا يفي بهذه المعايير لن يكون على جدول أعمال طهران.

ورغم تأكيد المصادر علم واشنطن بمحادثات موسكو مع طهران حول اتفاق مؤقت، فإن كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبعدوا الولايات المتحدة عن الجهود الروسية.

ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤول أميركي كبير قوله “إن الولايات المتحدة متأكدة من عدم وجود مناقشات جادة بشأن أي ‘تسوية’ مؤقتة في هذه المرحلة، رغم أنها غير مخولة بالحديث عن أي مناقشات قد تكون جرت بين روسيا وإيران”.

وأشارت المصادر إلى أنه إذا تم التوصل إلى تفاهم بشأن اقتراح روسي مؤقت، فإنه من المرجح أن تعتبره الولايات المتحدة وحكومات أخرى أنه خطوة أولى نحو العودة الكاملة إلى اتفاق 2015، وليس اتفاقية جديدة أو منفصلة.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إنه ناقش الشأن الإيراني الجمعة في لقاء مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف، محذرا من أنه لا توجد سوى فرصة محدودة لإنجاح المحادثات التي تستهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.

وقال بلينكن للصحافيين إن الاتفاق مثال للتعاون الممكن بين الولايات المتحدة وروسيا في القضايا الأمنية، وحث روسيا على استخدام النفوذ الذي تتمتع به وعلاقتها مع إيران في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل إلى اتفاق.

ولفت بلينكن إلى أن الفرصة لا تزال سانحة للعودة إلى الاتفاق الذي انهار تقريبا بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2018 انسحاب بلاده منه، لكن الوزير الأميركي حذّر من أن التحديثات النووية التي تجريها طهران ستحبط أي عودة إلى الاتفاق إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد في الأسابيع المقبلة.

وأضاف “المحادثات مع إيران حول العودة الثنائية إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015)، وصلت إلى لحظة حاسمة”.

وتابع “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن التحديثات النووية الإيرانية المستمرة ستجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. لكن في الوقت الحالي لا تزال هناك فرصة، هي فرصة محدودة، للوصول بالمحادثات إلى نهاية ناجحة وإنهاء بواعث القلق الماثلة لدى جميع الأطراف”.

وكان من شأن الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية رفع العقوبات عن طهران مقابل قيود على أنشطتها النووية، لكن ترامب سحب الولايات المتحدة منه بعد عام من توليه الرئاسة.

وقالت إدارة بايدن وحلفاؤها الأوروبيون الخميس إن الفرصة المتبقية لإنقاذ الاتفاق النووي هي مسألة أسابيع، بعد الجولة الماضية من المحادثات التي قال خلالها مصدر دبلوماسي فرنسي إنه لا يوجد فيها تقدم بشأن المسائل الجوهرية.

واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء الاتفاق النووي منذ قرابة شهرين.

العرب