زيارة أمير قطر لواشنطن.. ما أبرز الملفات الساخنة على جدول الأعمال؟

زيارة أمير قطر لواشنطن.. ما أبرز الملفات الساخنة على جدول الأعمال؟

واشنطن- بدأ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زيارة عمل إلى الولايات المتحدة حيث استقبله الرئيس جو بايدن، في محادثات ستشمل ملفات ثنائية وقضايا إقليمية ودولية، بينها الملف الأفغاني والأمن الإقليمي وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

كما تشمل الزيارة محادثات مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين أبرزهم وزير الدفاع لويد أوستن ووزيرا الخارجية أنتوني بلينكن، والأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس.

وهناك قضايا عديدة مطروحة أمام القمة التي خُطط لها بعد الدور الكبير الذي لعبته قطر في إجلاء آلاف الأميركيين وغيرهم من أفغانستان، عقب الانسحاب الأميركي منتصف أغسطس/آب الماضي، وسيطرة حركة طالبان على الحكم.

هنا، تعرض الجزيرة نت جوانب مختلفة متعلقة بهذه الزيارة في صورة سؤال وجواب:

تدل الزيارة على وجود قوة دفع كبيرة للعلاقات بين الدولتين. ويُعد أمير قطر أول زعيم خليجي يزور واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن. وهدف البيت الأبيض من الزيارة توجيه الشكر إلى الدوحة على الدور الكبير الذي لعبته وتلعبه، منذ استكمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وتتزامن زيارة أمير قطر مع مباحثات ماراثونية تجمع بين إيران والولايات المتحدة والأطراف الدولية، في فيينا، للبحث في العودة للاتفاق النووي. في الوقت ذاته تجيء هذه الزيارة مع استمرار التصعيد المتعلق بالأزمة الأوكرانية، وزيادة احتمالات اضطراب أسواق الطاقة العالمية، خاصة الغاز المسال الذي توفره روسيا للعديد من الدول الأوروبية.

ما أهم لقاءات الزيارة؟
وشهدت الزيارة لقاء قمة جمع أمير قطر بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض مساء الاثنين. بعد أن التقى وزير الدفاع الأميركي في البنتاغون ووزير الأمن الداخلي.

وسيشارك بلينكن في محادثات البيت الأبيض، إلى جانب مستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

ويتضمن جدول زيارة الأمير القطري لقاءات مع زعماء مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ما أهم الملفات الإقليمية؟
يعتبر ملفا الاتفاق النووي الإيراني والقضية الفلسطينية من أهم القضايا الإقليمية التي سيتم بحثها بالتفصيل في قمة البيت الأبيض. ومن المرجح أن يركز جدول أعمال البيت الأبيض على المساعدة الدبلوماسية القطرية المحتملة مع إيران.

وكان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، قد قام بزيارة طهران الأسبوع الماضي، والتقى بالرئيس إبراهيم رئيسي.

من ناحية أخرى، تلعب الدوحة دورا هاما في التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة، وتضاعف هذه الدور عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع في مايو/أيار الماضي. وتُقدر واشنطن مساعدات قطر للفلسطينيين بالقطاع المحاصر، وإلى جانبها، وافقت قطر على تمويل توفير الغاز الإسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء خارج مدينة غزة.

وماذا عن أوضاع أفغانستان؟
في أغسطس/آب الماضي، كانت قطر الوجهة الأولى والرئيسية لعبور أكثر من 60 ألف شخص تم إجلاؤهم من أفغانستان، بمن فيهم مواطنون أميركيون، وأجانب وأفغان.

وكانت قطر أيضا شريكا رئيسيا في دعم سلام أفغانستان، وتتفق مع الولايات المتحدة في الضغط على طالبان لتشكيل حكومة شاملة، واحترام حقوق الإنسان الأساسية.

كما تلعب دورا كبيرا في إدارة مطار كابل الدولي، وإيجاد سبل لدعم الوضع الإنساني والاقتصادي في أفغانستان.

ما القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك؟
يقول خبير شؤون الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، إنه من المحتمل أن تركز قمة الاثنين، والتي كان خطط لها لشكر قطر على المساعدة الحاسمة في الانسحاب من أفغانستان الصيف الماضي، على الدور المحتمل للدوحة في معالجة الأزمة الأوكرانية بدلا من ذلك.

وتمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز بعد روسيا وإيران، وتصدّر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال. ويأمل بايدن أن تتمكن بعض ناقلات الغاز الطبيعي المسال القطرية من التوجه إلى أوروبا في حال تدهور الأوضاع في أوروبا، حيث توفر روسيا 40% من الغاز المستهلك بالقارة الأوروبية.

وكون قطر أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال، يتم بحث استعدادها لتعويض أي نقص ينتج عن تدهور متوقع للأسواق العالمية حال غزو روسيا لأوكرانيا، وفرض الولايات المتحدة والغرب عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال.

ما أهم محطات تطور العلاقات بين الدولتين؟
تأسست العلاقات القطرية الأميركية عام 1972 مع وصول أول بعثة دبلوماسية أميركية إلى الدوحة، ثم افتتحت واشنطن سفارة لها بداية 1973.

غير أن الانطلاقة الفعلية للعلاقات بين البلدين كانت أوائل تسعينيات القرن الماضي، حيث وقعتا معاهدة تعاون دفاعي بينهما عام 1992، وهو ما طوّر العلاقات العسكرية وصولا لاستضافة قطر أكبر قاعدة عسكرية أميركية بمنطقة “العيديد”.

ثم شهدت علاقات الدولتين نقلة نوعية مع تدشين الحوار الإستراتيجي في يناير/كانون الثاني 2018، والذي انعقدت أولى دوراته السنوية بمشاركة وزيري الدفاع والخارجية من الدولتين، إضافة لممثلين عن قطاعات استثمارية وثقافية وتجارية.

ونمت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين ليقترب حجم التبادل التجاري بينهما عام 2020 مما قيمته 10 مليارات دولار.

ما أهم القضايا الثنائية التي تبحثها الزيارة؟
تتمتع الدولتان بعلاقات استثمارية وتجارية متطورة وقوية، وقد استثمرت قطر بكثافة في الولايات المتحدة السنوات الأخيرة. ويصل إجمالي الاستثمارات القطرية إلى نحو 30 مليار دولار، مع وجود خطط لزيادته إلى 45 مليارا من خلال جهاز قطر للاستثمار.

واستوردت قطر سلعا وخدمات أميركية تتخطى قيمتها أكثر من 23 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية. وتمتلك الشركات الأميركية مليارات الدولارات المستثمرة في الاقتصاد القطري، خاصة قطاع الطاقة.

ومن المقرر أن يتم الأعلان رسميا على هامش الزيارة عن التوقيع على صفقة باعت بمقتضاها شركة بوينغ الأميركية 50 طائرة إلى الخطوط الجوية القطرية، بعشرين مليار دولار، مما سيسهم في تقوية العلاقات التجارية بين الدولتين.

قطر تمتلك ثالث أكبر احتياط غاز بالعالم وينظر إليها لتعويض ما قدر ينجم عن نقص إمدادات الطاقة حال الغزو الروسي لأوكرانيا (الصحافة القطرية)
وماذا عن المشتريات العسكرية؟
أشار تقرير حديث للكونغرس إلى أن الدوحة تخطط للحصول على أسلحة أميركية تتخطى قيمتها 40 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، في حين يشير التقرير إلى أجمالي مشتريات بلغ 25 مليارا منذ عام 2014.

وتحدثت وثائق دورة الحوار الإستراتيجي الثانية، التي عقدت عام 2020، عن أن مشتريات قطر العسكرية نتج عنها إيجاد 110 آلاف وظيفة بالولايات المتحدة.

ويشير هندرسون إلى أن لدى قطر طلبها الخاص، حيث تريد شراء طائرات مقاتلة متطورة من طراز “إف-35”.

المصدر : الجزيرة